سودانيون يسلمون عناصر من "الدعم السريع" للجيش.. هل حقا؟
قبل ساعات من دخول هدنة الأيام السبعة حيز التنفيذ، انتشرت مقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مواطنين يسلمون عناصر من قوات الدعم السريع للجيش السوداني.
تلك المقاطع التي انتشرت كالنار في الهشيم، أوحت أنها مصورة حديثاً في ظلّ النزاع المدمّر المتواصل منذ أكثر من شهر بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني.
وأظهرت المقاطع حشدًا من المدنيين يتحلّقون حول شاحنة وُضع عليها عناصر مُقيّدون بلباس عسكري يُشبه لباس مقاتلي قوّات الدّعم السريع، وينهال عليهم جنود بالضرب وسط تهليل الحشد، مما جعلها تحصد مئات المشاركات وتشاهد مئات آلاف المرّات على موقع فيسبوك في الأيام والساعات الماضية.
ما الحقيقة؟
ورغم بدء انتشار تلك المقاطع في الثامن عشر من مايو/أيار الجاري وتداولها على أنها حديثة، إلا أنها تعود لسنوات مضت؛ فبحسب خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، فإن البحث عن انتشار تلك المقاطع أرشد إلى حسابات نشرته مع الإشارة إلى أنّه قديم.
وتعود تلك المقاطع إلى السابع من يونيو/حزيران من العام 2019، والتي نشرتها صفحة "حزب المؤتمر السوداني"، ما يدحض فكرة أن يكون حديثاً كما ادّعى ناشروه.
ماذا جرى آنذاك؟
نُشرت المقاطع آنذاك بعد أيّام على فضّ اعتصام أمام القيادة العامّة للقوّات المسلّحة بالخرطوم في الثالث من يونيو/حزيران 2019، ما أسفر عن مقتل 61 شخصاً، بحسب حصيلة رسمية -آنذاك-.
وبعد ذلك بأيام، وتحديدًا في العاشر من الشهر نفسه، أعلن مجلس السيادة السوداني توقيف "عدد من منسوبي القوّات النظاميّة" على خلفيّة فضّ الاعتصام، من دون تحديد القوّة التي ينتمون لها.
في ذاك السياق، نشر حزب المؤتمر السوداني في يونيو/حزيران 2019 هذه المقاطع، على أنّها تُظهر قيام مدنيين باعتقال عناصر من الدعم السريع وتسليمهم للجيش.
لماذا عادت للانتشار؟
يُرجّح أن يكون سبب انتشار تلك المقاطع من جديد هو إعادة مشاركتها على بعض الصفحات السودانيّة المؤيّدة للجيش ردّاً على موقف حزب المؤتمر السوداني، وهو أحد أطراف قوى الحرّية والتغيير الداعيّة إلى وقف إطلاق النار "بين الطرفين".
التعليقات على الفيديو، انتقدت حزب المؤتمر على ما اعتُبر وقوفاً على الحياد بين القوّات المسلّحة الرسميّة، وبين الدعم السريع التي كان يندد بها قبل سنوات.
إلا أن حزب المؤتمر السوداني يرى حالياً أن حلّ الأزمة في السودان يبدأ بوقف إطلاق نار بين الطرفين وانتهاج مسار الحلّ السياسيّ السلميّ، ما يثير حفيظة بعض المتحمّسين للجيش الرافضين موقف الحياد في هذا القتال.
وبعد إعادة نشر الفيديو في هذا السياق، انتقل الفيديو إلى صفحات أخرى نشرته على أنّه جديد، سواء بسبب الالتباس أم على سبيل التضليل العمد.
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA== جزيرة ام اند امز