بالصور.. الاحتفالات بـ"سودان جديد" تعم أرجاء الخرطوم
السودانيون يحتفلون في شوارع الخرطوم بتوقيع الاتفاق التاريخي لبدء مرحلة جديدة في البلاد وسط تفاؤل وحماس عارمين.
عمت الاحتفالات شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، السبت، عقب توقيع الاتفاق الدستوري بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير في البلاد، والذي من شأنه أن يمهد لبدء مرحلة انتقالية تؤدي إلى عهد جديد في هذا البلد.
وتوافدت الحشود على ميادين الخرطوم ومدن السودان، معربة عن ابتهاجها العارم بما توصلت إلى القوى السياسية في البلاد، ما يبشر بـ"سودان جديد".
- الكباشي : وافقنا على تعيين "حمدوك" رئيسا لوزراء السودان
- الأمم المتحدة تهنئ السودانيين بتوقيع وثائق المرحلة الانتقالية
وشارك سكان الخرطوم ومن مناطق أخرى في البلاد جاءوا عبر الحافلات والقطارات إلى العاصمة في هذه المناسبة، مع أولادهم وأجدادهم.
وانضمت مدن رئيسية إلى المحفل التاريخي الذي يحقق الحكومة المدنية لملايين السودانيين بعد حقبة البشير التي استمرت 30 عاما والذي انقلب على حكم مدني عام 1989.
وفي تقاطع رئيسي بالخرطوم ومع ارتفاع أبواق السيارات انهمك عشرات الشبان في حي الديوم جنوبي العاصمة السودانية في تركيب مكبرات الصوت بينما وضع آخرون مقاعد لاستقبال السودانيين.
يقول شادي 22 عاما "نجحنا في الإطاحة بالنظام خلال 6 أشهر وكنا نعتقد أن الأمر صعب لكن اتحادنا الشعبي والسياسي هما اللذان حققا ذلك وإذا كنا نريد نجاح الفترة الانتقالية فعلينا ألا نفرط في اتحادنا الشعبي والسياسي".
وتوجهت فتاة مرتدية سروال جينز وملتحفة بالعلم عبر دراجة هوائية إلى قاعة المؤتمرات؛ حيث تم توقيع الاتفاق، وهو مشهد ما كان يمكن تصوره في هذا البلد المحافظ قبل عدة أشهر فقط.
وقالت صبا محمد البالغة 37 عاماً ملوحة بعلم صغير "هذا أكبر احتفال رأيته في بلادي. هذا سودان جديد".
بدأت أتنفس
وتسمح الفترة الانتقالية بضمان مزيد من الحقوق والحريات وتمهد لانتخابات في أواخر 2022.
وقال عدد من الأهالي إنهم يتوقعون تحسناً سريعاً وكبيراً في أوضاعهم الاقتصادية.
ووصل إلى العاصمة الخرطوم قطار الثورة قادماً من مدينة عطبرة؛ للمشاركة في احتفالات توقيع وثائق الفترة الانتقالية بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير.
وتأتي مشاركة قطار الثورة لرمزية مدينة عطبرة في بدايات ثورة ديسمبر/كانون الأول، علاوة على رمزية المدينة في التاريخ النضالي بالسودان.
وتوقفت عجلات قطار الثورة في رحلة استغرقت 19 ساعة من مدينة عطبرة بولاية نهر النيل إلى ولاية الخرطوم، في كل من (شندي، والجيلي، والكدرو وشمبات) لحمل المزيد من السودانيين للاحتفال بتوقيع الاتفاق التاريخي.
وفي السوق المركزي بالخرطوم، عبّر جميع المتسوقين وأصحاب البسطات في ساعة مبكرة السبت، عن الأمل في أن تساعدهم حكومة مدنية لكسب لقمة العيش.
وقال الطالب الجامعي علي يوسف (19 عاماً) الذي يعمل في السوق "الكل سعداء الآن"، مضيفاً "بقينا تحت سيطرة الجيش 30 عاماً لكن اليوم نترك هذا وراءنا ونمضي نحو حكم مدني".
وتابع "كل هذه الخضار باهظة الثمن لكني متأكد الآن بأن ثمنها سيصبح أقل".
وفيما لم يتضح بعد كيف ستغير الفترة الانتقالية معيشة المواطنين، إلا أن السكان كباراً وصغاراً باتوا في غاية الحماسة للتعبير بحرية عن رأيهم.
وقال علي عيسى عبدالمنعم وهو جالساً أمام خضاره المتواضعة في السوق "عمري 72 عاماً، وطيلة 30 عاماً تحت حكم البشير، لم يكن هناك أي شيء جيد بالنسبة لي"، مضيفاً "الآن بدأت أتنفس الحمد لله".
واختلفت الاحتفالات جنوبي العاصمة السودانية حيث بث نشطاء الأغنيات الشعبية للاحتفال حيث كانت أغان تثير استياء التنظيم الإخواني.
وفي شوارع مدينة أم درمان غطى علم السودان السيارات واعتلاها الشبان وهم يهتفون مدنية مدنية، بينما تصدرت مكبرات الصوت المنصوبة على الشوارع أغنيات الثورة الشعبية التي صاغها شبان وأصبحت مطلوبة لدى السودانيين.
وتقول هادية 40 عاما "أشارك في الاحتفال لأننا توجنا الثورة بالاتفاق.. نحن سعداء".
والسبت، وقّع ممثلا المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى الحرية والتغيير، على وثائق المرحلة الانتقالية، بضمانة دولية وعربية وإقليمية، ما يعد عهداً جديداً للسودان.
ووقّع عن المجلس العسكري الفريق محمد حمدان دقلو، نائب رئيس المجلس، وأحمد الربيع، ممثل قوى الحرية والتغيير، بحضور ممثلين عن المجموعات الأفريقية والعربية والمنظمات الدولية، كشهود على توقيع وثائق المرحلة الانتقالية.
وتسلم الفريق أول البرهان وثائق المرحلة الانتقالية بعد التوقيع عليها من الجانبين، في حضور ممثلين لدول الجوار والمنظمات الدولية والقارية.
وسيتم غداً الأحد الإعلان عن تشكيلة مجلس الحكم الانتقالي الجديد الذي سيشكل المدنيون غالبية أعضائه، وفقاً للوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية في البلاد.