السودان في شهره الرابع.. أعراض الأزمة تهدد جنين الذرة
مسارح قتال تتجدد، ومعاناة سكان تتفاقم، وأعداد ضحايا في تزايد.. هذه أعراض الأزمة السودانية التي دخلت شهرها الرابع.
فمع دخول القتال في السودان شهره الرابع، قبل ثلاثة أيام، يعيش الناس في الخرطوم ودارفور ومناطق أخرى، ظروفا مزرية مع قلة فرص الحصول على الرعاية الصحية والمياه والكهرباء، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء البلاد.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن الوضع الإنساني يتدهور بشكل كبير، والناس يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة في ظل غياب حل سياسي للصراع المستمر منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
يأتي ذلك في وقت عاد فيه طرفا القتال (الجيش والدعم السريع)، إلى مدينة جدة بالسعودية، السبت، لاستئناف المفاوضات بعد تعليقها قبل نحو شهر ونصف.
وقبل تعليق هذه المفاوضات، كان الوسيط الأمريكي قد أعرب عن خيبة أمله، بسبب إحجام الطرفين عن العمل على هدنة حقيقية.
عودة يأمل السودانيون أن تشكل هذه المرة بوابة نحو استعادة وطن ما قبل 15 أبريل/نيسان 2023.
على الصعيد الميداني، تحدثت وسائل إعلام سودانية، يوم أمس، عن احتدام المعارك في الخرطوم وجنوب دارفور، وأم درمان.
وذكر موقع "سودان تربيون" أن المعارك اشتدت بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في كل من أم درمان غربي الخرطوم، وفي مدينة كاس جنوب إقليم دارفور .
وهو ما أكدته التقارير الواردة لوكالة فرانس برس، التي لفتت إلى أن المعارك الأكثر عنفا خلال اليومين الماضيين، تركزت في في إقليم دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليونا.
ووفق المصدر نفسه، تم تدمير قرى وأحياء بكاملها في هذا الإقليم، فيما دُفن مدنيون في مقابر جماعية، واُغتيل قادة محليون، فضلا عن حالات عنف جنسي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إعلان فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة.
المحصول في خطر
في سياق متصل، تسبب القتال في معاناة للمزارعين في عدة ولايات سودانية، حيث تعرض إنتاج المحاصيل الأساسية هذا العام للخطر، وهو ما يهدد بتفاقم الجوع والفقر في الدولة الأفريقية.
وكالة رويترز، تحدثت مع أكثر من عشرة أشخاص بينهم مزارعون وخبراء وعمال إغاثة، أفادوا بحدوث تأخيرات في زراعة محاصيل مثل الذرة الرفيعة والدخن، بسبب نقص الإقراض المصرفي وارتفاع أسعار مدخلات رئيسية مثل الأسمدة والبذور والوقود.
فيما قال آخرون إنهم لا يستطيعون الزراعة على الإطلاق قبل هطول أمطار غزيرة متوقعة هذا الشهر، وهي فرصة تقليدية للري.
وضعٌ كارثي يشي بأن أزمة جوع تلوح في الأفق قد تكون أشد وطأة مما تتوقعه الأمم المتحدة وعمال الإغاثة.
ففي مايو/ أيار الماضي، قالت الأمم المتحدة إن تقديراتها تشير إلى أن عدد الجياع في السودان سيرتفع إلى 19.1 مليون بحلول أغسطس/ آب المقبل، من 16.2 مليون قبل الصراع.
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، لم يمر يوم واحد على سكان العاصمة الخرطوم، دون أن تهتز منازلهم بفعل القتال والقصف.
ووفق أرقام أممية، بلغ عدد الفارين من نيران القتال حوالي 1,7 مليون شخص من الخرطوم.