"العين الإخبارية" تجوب الخرطوم.. هدأت المعارك وغاب الأمن
هدأت المعارك وخفّ قليلا أزيز الرصاص المدوي في جنبات العاصمة السودانية لكن يوميات أهلها المثقلة لم تتخلص من معاناتها.
فهدوء المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع قابله تصاعد لافت في حوادث النهب والسلب وترويع المدنيين في المنازل والأسواق، وسط غياب لافت للشرطة.
هدوء حذر
دخل وقف إطلاق النار المبرم في السودان برعاية أمريكية يومه الثاني لكنه لا يزال هشا وسط تقارير لشهود عيان عن المزيد من الضربات الجوية فيما تواصلت عمليات إجلاء الرعايا الأجانب.
رغم ذلك، عادت الحياة لتدب جزئيا بمفاصل المدينة، حيث رصد مراسل "العين الإخبارية" عودة الهدوء في سوق شعبي بأطراف الخرطوم، ونزول المواطنين إلى المتاجر لشراء احتياجاتهم اليومية.
السودان.. الصراع يلتهم "سلة غذاء العالم"
ويقول المواطن عادل مدني: "خرجت من المنزل لشراء احتياجات المنزل، بعد إعلان الهدنة لمدة 72 ساعة."
وأضاف مدني في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "الخروج من المنزل يتطلب احترازات أمنية، في ظل خطورة الموقف وانتشار النهب المسلح في الشوارع."
من جهتها، تقول المواطنة سعاد عبد الله: "ذهبت إلى السوق لشراء المستلزمات اليومية للأسرة من الدقيق والزيت والسكر والعدس واللبن المجفف."
وتحدثت لـ"العين الإخبارية": "نتمنى أن تتطور الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار وعودة الحياة إلى طبيعتها، لنخرج آمين من منازلنا دون خوف من المجهول."
في الأثناء استطاع مرضى الكلى الوصول إلى المستشفيات لإجراء عمليات غسيل الكلى بعد إعلان الهدنة الإنسانية.
ويقول المواطن عيسى عبد الله: "وصلت إلى مستشفى "النو" بمدينة أم درمان لإجراء غسيل الكلى."
وأعرب عن أمله في أن "تتواصل الهدنة لأتمكن من مواصلة الغسيل بشكل دائم."
انفلات أمني
مع استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، تواترت شكاوى المواطنين من الانفلات الأمني عبر عمليات نهب وسلب وترويع في المنازل والأسواق، وسط غياب لافت للشرطة.
وطبقا لشهود عيان تحدثوا للعين الإخبارية، فإن الأسواق الكبيرة بالعاصمة شهدت عمليات نهب تحت تهديد السلاح في مدن أم درمان (غرب) و بحري (شمال) لا سيما في منطقتها الصناعية التي تضم عددا من مصانع المواد الغذائية ومطاحن الغلال.
ورصد مراسل "العين الإخبارية" دخول سيارات نقل إلى الأحياء وهي محملة بالبضائع المسروقة، وعرضها بأقل الأسعار، ما يشير إلى خطورة الأوضاع على أرض الواقع.
ويقول محمد أحمد وهو صاحب متجر بمنطقة "الوادي الأخضر" شرقي العاصمة الخرطوم: "كان بإمكاني تعبئة المتجر بشراء البضائع المسروقة بأقل الأثمان، لكنني رفضت بشدة لأن المسألة حرام شرعا."
واستطرد أحمد في حديثه لـ"العين الإخبارية": "لا يمكنني شراء بضائع بأقل من سعر التكلفة، هذا لا يجوز، ولا يمكنني المشاركة في سلوك إجرامي."
وأظهرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي عمليات نهب واسعة لشركات تجارية ومخازن الدقيق والزيت والأدوات الكهربائية في العاصمة الخرطوم.
وبالنسبة للخبير الأمني والعسكري، يوسف فضل، فإن الانفلات الأمني أمر متوقع جراء حالة الفوضى في البلاد بسبب الصراع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".
وقال فضل في حديثه لـ"العين الإخبارية": "على السلطات الأمنية توزيع عناصر من الشرطة على مدن الخرطوم لملاحقة النشاط الإجرامي وحماية المواطنين من السلب والنهب."
وحذر من أن "الوضع خطير للغاية، وعلى المواطنين في الأحياء تشكيل لجان أمنية لحماية منازلهم من السطو والنهب المسلح."
مناشدات
مع استمرار الاشتباكات بين الطرفين والمتركزة في العاصمة الخرطوم، لم يصدر عن الشرطة تعليق بشأن حوادث الانفلات الأمني، سوى بيانات مقتضبة عن إرسالها "تعزيزات لتأمين أرواح وممتلكات المواطنين"، كان آخرها قبل 3 أيام.
من جانبه، ناشد حاكم ولاية الخرطوم عثمان أحمد حمزة المواطنين في كل أنحاء العاصمة ولجانهم وتكويناتهم المختلفة "رفع حسهم الأمني والمساهمة في تأمين أحيائهم وتفويت الفرصة لمن يستغلون الأوضاع الحالية في تنفيذ عمليات نهب وسلب".
وأوضح حمزة أن "تلك المناشدات تأتي في ظل الظروف الحرجة التي تعيشها بلادنا وولاية الخرطوم بصفة خاصة وترتبت عليها مشاكل عديدة حالت دون تمكن أجهزة ولاية الخرطوم من القيام بمهامها على الوجه الأكمل وتزامن هذه الظروف مع عطلة عيد الفطر المبارك".
وأمس الثلاثاء، دخلت حيز التنفيذ هدنة لمدة 72 ساعة بين الجيش و"الدعم السريع"، بغرض "فتح ممرات إنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى المستشفيات والمناطق الآمنة، وإجلاء البعثات الدبلوماسية".
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA==
جزيرة ام اند امز