نهب وتخريب.. إخوان السودان على خط "أزمة الجنرالين"
لا يوجد أكثر من الفوضى مناخا أكثر ملاءمة لفلول إخوان السودان لاستثمار الأزمة الراهنة بصب الزيت على النار والدفع نحو الهاوية.
فلول يسجلون ظهورهم الأول منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في منعطف متوقع من تنظيم يعتمد تكتيك التمعش من أزمات الشعوب لإعادة التموقع ومحاولة الانبعاث.
وفي بيان صدر اليوم الإثنين، قالت قوات الدعم السريع إنها رصدت "خلال اليومين الماضيين عمليات تخريب واسعة ونهب على منازل المواطنين ومقار الشركات والمصانع".
وأضاف البيان أن عمليات النهب والتخريب "تقف وراءها خطة ماكرة من الفلول وعناصر النظام البائد بمحاولة إلصاق التهم بقوات الدعم السريع عبر خطط مكشوفة خبرها شعبنا طوال ثلاثين عاماً من الإجرام والتخريب"، في إشارة إلى نظام عمر البشير.
وحذر من أن "محاولة إعادة سيناريو التكسب بقطع الخدمات الضرورية كالكهرباء والمياه عن المواطنين فعل إجرامي قديم ظل الانقلابيون وقوى الظلام يمارسونه منذ وقت بعيد في مثل هذه الظروف وإلصاق التهم بالآخرين".
وبحسب البيان، "تعمل قوات الدعم السريع رغم انشغالها باقتلاع قوات الانقلاب وعناصر النظام البائد لتخليص الشعب السوداني من هذه العصابة، على توفير الخدمات الضرورية للمواطنين وتأمين مصادر هذه الخدمات بل والعمل مع الموظفين وتأمينهم لأداء عملهم".
كما تعمل على "تأمين عمليات إجلاء البعثات الدبلوماسية ورعايا الدول الأجنبية، إضافة لتأمين الطرق وتسهيل عبور المواطنين إلى المناطق الآمنة".
الجيش يتهم
وأمس الأحد، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بارتكاب عدة انتهاكات بحق بعثات دبلوماسية في اليومين الماضيين، كان آخرها سرقة دبلوماسي ماليزي أثناء تسوقه في الخرطوم.
وسرقت السيارة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي أثناء تسوقه بعد إنزاله منها وهروبهم بها، وفق بيان للجيش.
كذلك اتهم الجيش قوات الدعم السريع بالاعتداء على موكب إجلاء أفراد السفارة القطرية المتجه إلى بورتسودان، مشيرا إلى أنهم نهبوا أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة.
وفي خضم التطورات والاتهامات المتبادلة، تواصلت الإثنين عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان حيث دخلت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع يومها العاشر، في غياب أي أفق لإنهاء الاشتباكات.
مستشفيات الخرطوم.. مدافن مفتوحة
ومع استمرار أزيز الرصاص ودوي الانفجارات في الخرطوم ومدن أخرى، تمكنت عواصم غربية وإقليمية من فتح مسارات آمنة لإخراج الرعايا الأجانب بضمان الطرفين المتصارعين، أي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدت المعارك التي اندلعت اعتبارا من 15 أبريل/ نيسان الجاري، لمقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة نحو أربعة آلاف، فيما وضعت نظام الرعاية الصحية تحت ضغط هائل للتعامل مع حصيلة متزايدة للضحايا.