هدنة الأيام الخمسة.. خروقات محدودة وتحركات حذرة للسودانيين
رغم تمديد اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام إضافية، لم تخل الأجواء بالسودان من اشتباكات محدودة بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
شهود عيان أكدوا لـ"العين الإخبارية"، أن الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع اندلعت في نطاق ضيق بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، وأحياء جنوبي العاصمة الخرطوم.
وطبقا للمصادر ذاتها فإن منطقة جنوب الخرطوم شهدت انفجارات قوية مع تصاعد ألسنة الدخان في السماء، مع تحليق للطيران الحربي.
تحركات حذرة وآمال بالسلام
وساعد تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الجديد المواطنين من التحرك في الأحياء والأسواق لشراء الاحتياجات الغذائية، والسفر إلى خارج العاصمة الخرطوم.
وتقول نائب رئيس حزب الأمة القومي، مريم الصادق المهدي: "بعد 46 يوما قضيتها أو بالأحرى كابدتها في الخرطوم بحري، وفي منزلي بحي الصافية المحترم سكانه والجميلة تعاملاتهم، خرجت من منزلي على رؤوس الأشهاد لم أتسلل أو أتذلل أو أتخفى".
وكتبت المهدي في رسالتها القصيرة التي وزعتها على تطبيق (واتساب): "ساعة ووجهة خروجي تعلم به قيادات الدعم السريع، وتعلم به قيادات الجيش، والآلية الدولية للمراقبة".
وأضافت: "الحمد لله باقية في بلدي الذي كل أرجائه لنا وطن نباهي بها ونفتتن، لا أغادره، هذا الوطن الذي أهوى، إلا في مهمة من أجل رفاه مواطنيه ورفعة شأنه".
من جهته، يقول المواطن خالد عبد اللطيف: "استطعت اليوم الذهاب إلى السوق لشراء بعض الاحتياجات الغذائية الضرورية".
وأشار عبد اللطيف في حديثه لـ"العين الإخبارية": "نتمنى أن تلتزم أطراف الصراع بتمديد وقف اتفاق إطلاق النار لنستطيع العيش بسلام وأمان".
من جهتها تقول المواطنة، آمال الخضر: "نناشد المسؤولين بالاستفادة من تمديد وقف اتفاق إطلاق النار بإصلاح خطوط الكهرباء والمياه وفتح المراكز العلاجية".
وأوضحت الخضر في حديثها لـ"العين الإخبارية": "نعاني بشدة من الانقطاع المستمر للكهرباء والمياه ورداءة خدمة الإنترنت".
تردي الأوضاع الصحية
الحرب التي دارت بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في 15 أبريل/ نيسان الماضي، أنهكت الوضع الصحي في البلاد، وما زال المواطنون يبحثون بشق الأنفس عن مستشفى أو مركز علاجي لتلقي الخدمات الطبية.
ويطالب المواطن، يوسف عبد الله، الجهات المختصة بتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية من أجل تلقي الرعاية الصحية.
وقال عبد الله في حديثه لـ"العين الإخبارية": "الوضع كارثي والمرضى يعانون داخل منازلهم دون أي رعاية صحية، وربما يموتون بسبب نقص الأدوية".
وطبقا لنقابة أطباء السودان فإن "الغالبية العظمى من المستشفيات في جميع أنحاء السودان تواجه نقصا حادا في الكوادر الطبية المتخصصة، ومستلزمات الأكسجين، وأكياس الدم".
وذكرت النقابة (غير حكومية) في بيان أن "انقطاع التيار الكهربائي المستمر يضع مرضى المستشفيات في الرعاية الحرجة، بالإضافة إلى ذلك، تعاني مرافق الرعاية الصحية من نقص حاد في المياه والوقود".
خطوة إيجابية
وحول تمديد الهدنة، قال الكاتب والمحلل السياسي، أبو بكر عبد اللطيف، إن "تمديد وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خطوة إيجابية لفتح المسارات الإنسانية، وإيصال الإمدادات الطبية إلى المستشفيات والمراكز العلاجية".
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، أشار إلى أن "مفاوضات جدة ستفضي إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد، لتهيئة الأجواء للمفاوضات السياسية."
وأضاف: "الوساطة السعودية الأمريكية ستمارس ضغوطا كبيرة على المفاوضين لتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار دائم من أجل السلام والاستقرار في السودان، باعتبار أن الانهيار الشامل سيقود إلى توتر في كل المنطقة".
ومساء الإثنين، أعلنت السعودية والولايات المتحدة اتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهما لمدة 5 أيام إضافية.
ووفق بيان مشترك نشرته السفارة الأمريكية لدى الخرطوم في حسابها على "تويتر"، إن "السعودية والولايات المتحدة ترحبان باتفاق قوات الجيش السوداني والدعم السريع على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار لخمسة أيام إضافية".
وأشار البيان إلى أن التمديد الجديد للاتفاق "سيوفر وقتا لمزيد من المساعدة الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية، ومناقشة التمديد المحتمل على المدى الطويل".
واستطرد البيان: "على الرغم من عدم تنفيذه بشكل كامل، فقد مكن وقف إطلاق النار الموقع في 20 مايو/أيار الجاري من إيصال المساعدات الإنسانية إلى نحو مليون شخص سوداني محتاج".
وأوضح البيان أن التمديد "سيسمح بمزيد من الجهود الإنسانية".
وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية فإن "الطرفين اتفقا على مناقشة وقف إطلاق نار طويل الأمد، يستلزم إخلاء القوات من المناطق الحضرية ومنازل المدنيين، وإزالة المزيد من العوائق أمام حرية تنقل المدنيين والمساعدات الإنسانية، وتمكين الموظفين الحكوميين من استئناف واجباتهم المعتادة"، وفق البيان.
وأدانت الرياض وواشنطن "استمرار الضربات الجوية والهجمات والتحركات المحظورة" لطرفي الصراع، وحثتا على "احترام التزاماتهما بالامتناع عن تلك الأعمال خلال فترة التمديد الجديدة".
وشددتا في البيان على أنه "لا يزال يتعين على الطرفين التقيد بالتزاماتهما بموجب اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد المبرمة في 20 مايو/أيار وإعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان".
ومساء 22 مايو/أيار الجاري، بدأ سريان اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" لمدة أسبوع، مع استمرار محادثات بينهما في السعودية، في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل سلمي للنزاع المسلح المستمر منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي.
وتشهد عدة ولايات بالسودان، منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بعد أن تبادل الطرفان الاتهامات ببدء أحدهما مهاجمة مقار تابعة للآخر.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjIwMiA= جزيرة ام اند امز