وزير دفاع السودان جمال عمر.. رحيل هادئ لجنرال الصمت
من المنتظر أن يصل جثمان عمر، الأربعاء، إلى الخرطوم ليواري الثرى بالعاصمة السودانية على بُعد 70 كيلومترا من مسقط رأسه.
بالهدوء ذاته الذي اتسم به في حياته، رحل الفريق أول جمال عمر وزير الدفاع السوداني إلى مثواه الأخير، إثر ذبحة صدرية، وذلك بعد مسيرة عسكرية حافلة في بلاده.
وخلّف رحيل عمر المفاجئ حالة من الحزن في المؤسسة العسكرية، بعد وفاته في جوبا عاصمة جنوب السودان إثر أزمة قلبية لم تمهله طويلا أثناء توليه ملف المفاوضات حول الترتيبات الأمنية مع الحركات المسلحة.
ومن المنتظر أن يصل جثمان عمر، الأربعاء، إلى الخرطوم ليواري الثرى بالعاصمة السودانية على بعد 70 كيلومترا من مسقط رأسه بمنطقة حجر العسل التي رأى فيها النور عام 1934.
وتلقّى عمر تعليمه الإعدادي والثانوي بمسقط رأسه قبل أن يلتحق بالكلية الحربية السودانية.
ومنذ تخرجه ضابطا ضمن الدفعة 31، ظل يخدم في القوات المسلحة السودانية، وتنقل بين الإدارات المختلفة بوزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة، إلى أن وصل في مارس/آذار 2017 إلى منصب رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، وهي أكثر المواقع حساسية في مؤسسة الجيش السوداني، قبل أن تتم إقالته وتعيين الجنرال مصطفى محمد مصطفى خلفا له.
وبحسب مقربين له، فإنه كان صديقا مقربا لوزير الدفاع السابق عوض بن عوف بحكم عملهما سويا لفترة طويلة في هيئة الاستخبارات العسكرية. وزامله في الكلية الحربية الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ومدير المخابرات العامة السابق أبوبكر دمبلاب، وعمر زين العابدين.
ويقول زملاؤه في الجيش السوداني، إنه كان هادئا وقليل الكلام ومن الصعب أن يفشي سرا؛ ما دفعهم لتسميته بالصامت وكاتم الأسرار، فضلا عن إلمامه بتفاصيل العمل العسكري، وخلفيته السياسية التي ساعدت على تكوين شخصية متميزة.
وبعد وصوله لرتبة لواء تمت إحالته للتقاعد عقب إقالته من هيئة الاستخبارات، ولكن أعاده رئيس المجلس العسكري وقتها عبدالفتاح البرهان للخدمة في منتصف أبريل/نيسان الماضي وتمت ترقيته.
وفي 23 مايو/أيار الماضي، أصدر البرهان مرسوما دستوريا عيّن بموجبه جمال عمر عضوا بالمجلس العسكري الانتقالي ورئيسا للجنة الأمن والدفاع بعد ترقيته لرتبة فريق أول، وذلك خلفا للجنرال مصطفى محمد مصطفى، الذي تقدم باستقالته من المجلس.
تدرج الفريق أول جمال عمر في مختلف المناصب وتولى موقع أمين عام وزارة الدفاع، وفي 6 سبتمبر/أيلول 2019 لم تتفاجأ الأوساط السودانية بتعيينه وزيرا للدفاع في الحكومة الانتقالية، لكونه من بين أبرز وأقدم ضباط القوات المسلحة الموجودين في الخدمة العسكرية.
ويرى مراقبون أن جمال عمر أدار لجنة الأمن والدفاع بالمجلس العسكري الانتقالي بحنكة وإقدار، وفي مرحلة أمنية بالغة التعقيد شهدها السودان؛ ما جعله مؤهلا لقيادة وزارة الدفاع.
فيما يؤكد عسكريون، أن السودان فقد رجلا قويا في مرحلة بالغة التعقيد وكان الراحل جمال عمر الأجدر لقيادتها من بين زملائه؛ ما حدا بالقيادة تعيينه وزيرا للدفاع ثاني أرفع منصب في المؤسسة العسكرية بعد القائد العام.
وجرى تعيين الراحل وزيرا للدفاع بعد ترشيحه هو ووزير الداخلية إدريس الطريفي من المكون العسكري بمجلس السيادة، وذلك حسب مقتضى الوثيقة الدستورية المبرمة مع قوى إعلان الحرية والتغيير.
وفي نعيه، وضع المتحدث باسم الجيش السوداني عامر محمد الحسن كلمات مؤثرة عن وفاته، قائلا: "فجعنا برحيل وزير الدفاع جمال عمر ولكن نؤمن بقضاء الله وقدره، إنا لله وإنا إليه راجعون".
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xMyA= جزيرة ام اند امز