السودان.. مطالبات بإعلان الطوارئ لمواجهة الكوليرا
مطالبات داخلية للحكومة السودانية بإعلان حالة الطوارئ للتصدي لانتشار وباء الكوليرا، خاصة مع بداية العام الدراسي
حث أطباء وموظفو إغاثة سودانيون، الحكومة على إعلان حال الطوارئ؛ بسبب تفشي وباء الكوليرا في البلاد.
وقال حسام الأمين البدوي، المسؤول في "لجنة أطباء السودان المركزية"، الأحد، إن نحو 22 ألف شخص أصيبوا بإسهال حاد مؤخرا، ما أدى لوفاة ما لا يقل عن 700 منهم منذ 20 مايو الماضي، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأضاف أنه من المحتمل أن تكون هذه أعراض الكوليرا، لكن الحكومة ترفض إجراء اختبارات لمعرفة ذلك.
وذكر أطباء أن الكوليرا -وهي عدوى بكتيرية مرتبطة بتناول أغذية أو مياه ملوثة- ظهرت في 5 ولايات سودانية، وحثوا الحكومة على طلب مساعدات دولية.
وينتشر وباء الكوليرا في المناطق التي لا تتوفر فيها مياه شرب نظيفة أو تعاني فيها شبكة الصرف الصحي، وفي حال تركه دون علاج فقد يؤدي للموت بسبب الجفاف.
وفي السياق نفسه، كان ناشطون وقوى معارضة أطلقوا نداءات للأسر السودانية بعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس التي تطلق عامها الدراسي الجديد، خوفا من انتشار مرض الكوليرا، الذي ضرب أجزاء واسعة من البلاد، بحسب موقع السودان تريبيون.
فيما أكدت الحكومة في الخرطوم استقرار الأوضاع الصحية في البلاد، بما يسمح ببدء الدراسة للعام 2017-2018.
وانتشر وباء الكوليرا، خلال الأشهر الـ10 الفائتة، في نحو 12 ولاية سودانية من أصل 18 ولاية، وزادت الإصابات على 16 ألف شخص، في حين قضى ما يزيد على 250 شخصا، اتسع انتشار الوباء خلال الشهرين الماضيين في العاصمة الخرطوم، بحسب وزير الصحة الاتحادي بحر إدريس أبو قردة.
- السودان يتسلم 8 أطفال قاتل آباؤهم مع "داعش" ليبيا
- "يونيسيف" تطالب بتوفير 22 مليون دولار لحالات الطوارئ في السودان
وأثار توقيت بدء المدارس بالعاصمة الخرطوم قلق الأسر السودانية، بالنظر للتحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة الاتحادية من انتشار المرض وزيادة حدته، خصوصا مع تراكم المياه في الميادين العامة والطرقات والأحياء، وتكاثر الذباب الذي يعد الناقل الأساسي لعدوى الكوليرا.
وبدت بعض الأسر السودانية مترددة في إرسال أبنائها إلى المدارس خوفاً من انتشار عدوى الكوليرا، لا سيما مع تدهور أوضاع الأبنية المدرسية عموما والحكومية خصوصاً، فضلا عن احتمال انتقال العدوى بين الأطفال في المدارس.
من جانبها، أدانت قوى تحالف الإجماع (تحالف يضم نحو 21 جهة من قوى المعارضة السودانية) قرار الحكومة في الخرطوم باستئناف المدارس، الأحد، وحملتها مسؤولية ما يمكن أن ينجم عن قرارها من آثار كارثية مرتقبة.
وطالب التحالف الحكومة بإصدار قرار جديد يقضي بتأجيل فتح المدارس لحين استقرار الوضع الصحي في البلاد وانحسار حالات الكوليرا، داعيا أسر الطلاب لمقاومة القرار حفاظا على حياة وصحة أبنائهم.
واعتبر التحالف، في بيان، أن الإصرار الحكومي على بدء العام الدراسي في هذا الوضع الصحي المتردي يدل على عدم اهتمام وزارتي التعليم والصحة بحياة وصحة التلاميذ، لصالح الخطاب الحكومي الرسمي الذي ينكر حجم الكارثة ويسميها بغير اسمها الحقيقي"، في إشارته إلى "إطلاق الحكومة على الكوليرا تسمية الإسهال المائي الحاد لأسباب سياسية مجردة من أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني"، على حد تعبيره.
ولفت التحالف إلى تحذير المنظمات المحلية والدولية من خطورة الوضع الصحي في البلاد.
في الوقت الذي جاء فيه الرد الحكومي على لسان وزير التربية في ولاية الخرطوم، فرح مصطفى، بأن وزارته تلقت ضوءا أخضر من وزارة الصحة لبدء المدارس، مع التشديد على استقرار الوضع الصحي، واتخاذ كل الترتيبات للحفاظ على صحة التلاميذ، مؤكدا أن وزارته عملت طوال الفترة الفائتة على تأهيل المدارس وتهيئة بيئتها.
وأطلق نشطاء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو الأهالي في الخرطوم إلى عدم إرسال أبنائهم للمدارس، غداً الأحد، ولمدة أسبوع، في محاولة للضغط على الحكومة لتأجيل انطلاقتها.
يذكر أن مصر قد أعلنت، في نهاية الشهر الماضي، تشديد الرقابة الصحية على القادمين من السودان، وقال الدكتور مدحت قنديل، مدير إدارة الحجر الصحي بمطار القاهرة الدولي، إنه تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لفحص جميع الركاب القادمين من السودان من وباء الكوليرا، وذلك تنفيذا لتعليمات منظمة الصحة العالمية بعد انتشار الوباء في بعض مناطق السودان.
وكانت منظمة الطفولة والأمومة "يونيسيف" قد أعلنت، الخميس الماضي، أرقاما مخالفة للبيانات الحكومية المعلنة حول أعداد ضحايا الكوليرا وأماكن انتشارها، بأن المنظمة تبلغت خلال الأشهر الـ10 الماضية عن وجود أكثر من 16.600 حالة إصابة بالإسهال المائي الحاد في 12 ولاية سودانية، منها 317 حالة وفاة.
aXA6IDE4LjExOC4xNDkuNTUg جزيرة ام اند امز