بعد زيارة "حميدتي".. خبراء يوضحون مستقبل العلاقات السودانية الإثيوبية
عاد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي إلى السودان بعد زيارته لإثيوبيا.
وهي الأولى لقيادة سودانية عقب التوترات بين البلدين في النصف الثاني من العام الماضي، حول الحدود.
زيارة حميدتي حركت الماء الساكن في العلاقة بين البلدين، ويرى بعض المراقبين أنها بداية لعودة الروح بين الخرطوم وأديس أبابا، وآخرون يعتبرونها زيارة عرضية لا تغني ولا تسمن من جوع.
قوى خارجية
ويرى المحلل السياسي السوداني الدكتور ياسر علي عمر، أن مستقبل العلاقة بين دولتي السودان وإثيوبيا غير واضح، لأن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" أعلن عنها في ظل الجمود بين البلدين، والزيارة خافية المعالم ولم يعلن سببها ولا الهدف منها.
وقال ياسر لـ"العين الإخبارية"، إن الزيارة "جاءت عقب زيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم، وهنا تشير الأحداث إلى أنها ذات علاقة مخابراتية من الدرجة الأولى".
وأضاف: "أن الزيارة التي قام بها حميدتي أتثبت أن الخلافات بين أديس أبابا والخرطوم كأنها لم تكن، ويظهر ذلك بوضوح شديد في استقبال آبي أحمد والكلمات المعسولة التي غرد بها في حساباته".
وزاد قائلا: "المستقبل بين البلدين مرهون بمجريات الأحداث الداخلية والإقليمية، هي التي تحدد سير العلاقة بين الجارتين"، مشيراً إلى أن "القوى الخارجية هي التي تحدد كيف تكون العلاقة وشكلها، غير ذلك يبقى حديثا للإلهاء" بحسب قوله.
الأوضاع الداخلية
من جانبه، أوضح الخبير السياسي السوداني ياسين محمد أحمد، أن العلاقات بين الدول تقوم على المصالح، وأضاف لـ"العين الإخبارية"، أن "الدولتين حاليا في أمس الحاجة لبعضهما، لا سيما أن الأوضاع الداخلية بالدولتين غير مستقرة".
أما الخبير السوداني في الشؤون الأفريقية محمد حسن كبوشية، قال إن الزيارة لن يكون لها أثر ملموس خلال فترة زمنية قصيرة.
ولفت إلى أن "مثل هذه الزيارات كانت تحدث بين قيادات البلدين عندما تتوتر الأوضاع بينهما، وتحديدا في فترة توتر الأوضاع على الحدود بين السودان وإثيوبيا".
وأشار كبوشية لـ"العين الإخبارية" إلى أنه "مع نهاية موسم الزراعة، سوف يسعى الإثيوبيون لفرض نفوذهم بالقوة على الحدود، واستعادة الأراضي السودانية التي حررت في الأشهر الماضية"، بحسب قوله.
واعتبر كبوشية أن الزيارة جاءت برغبة من المجتمع الدولي، وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل إحداث تقارب بين أديس أبابا وواشنطن بعد القطيعة التي حدثت مؤخراً، وما ذكرته الخارجية الإثيوبية تجاه المواقف الأمريكي فيما يخص الحرب التي كانت تدور في إثيوبيا.
وأشار إلى أن "الهدف منها رسم خارطة لهدوء إثيوبيا التي شهدت توترات خلال النصف الثاني من العام المنصرم، وأضاف أن نهاية التوترات بين البلدين لن تأتي إلا بتكثيف وتبادل الزيارات بين البلدين.
وكانت السلطات الإثيوبية أطلقت سراح 25 سودانيا بالتزامن مع زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" لأديس أبابا.
وقال بيان صادر عن "قوات الدعم السريع"، التي يترأسها حميدتي، إن الخطوة تأتي تتويجاً للبروتوكولات الموقعة نهاية العام الماضي في مؤتمر تطوير العلاقات الحدودية بين إقليم النيل الأزرق وإقليم بني شنقول – قمز، وتنفيذاً لما تم الاتفاق عليه بين الجانبين.
وكان السودانيون المفرج عنهم مسجونين بحاضرة إقليم بني شنقول "أصوصا"، الإثيوبي.
وعاد نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، إلى الخرطوم الأحد من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد زيارة رسمية استغرقت يومين.
وأجرى دقلو مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها.
aXA6IDMuMTQwLjE4Ni4xODkg
جزيرة ام اند امز