اجتماع القاهرة.. توصيات لوقف الحرب في السودان دون اتفاق ملزم
على أنغام أزيز المعارك المستمرة بلا هوادة، وتحقيق قوات الدعم السريع مكاسب ميدانية، كانت القوى السياسية والمدنية السودانية تحاول في القاهرة التوافق على خريطة طريق لإنهاء الحرب.
مساعٍ جاءت استجابة لدعوة بادرت بها مصر لجمع السودانيين، وحضرها وفود من دول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية، بغرض التشاور والاتفاق على الحدِ المطلوب للعمل المشترك من أجل وقف الحرب وإنهاء الأسباب التي أفضت إليها.
تلك المساعي كُللت ببيان ختامي، وقعت عليه القوى السياسية والمدنية السودانية التي حضرت الاجتماع الذي اختتم أعماله يوم السبت في العاصمة المصرية القاهرة.
فما أبرز ما توصلت إليه القوى السياسية؟
اتفق المؤتمرون على أن الحرب التي اجتاحت السودان، لا تمثل فقط علامةً فارقةً لكنها تاريخ جديد يُلزم كل سوداني وسودانية بالنظرِ والمراجعةِ الدقيقةِ لمواقِف البلاد كافة.
وفيما أدان البيان «كل الانتهاكات التي ارتكبت في هذه الحرب»، أكد أنّ «الحربَ مُؤشر حيوي للتفكير في إعادة التأسيس الشامل للدولة السودانية على أسس العدالة والحرية والسلام، الأمر الذي يتطلب قناعة كل السودانيين به».
وأشار إلى أن اجتماع القوى السياسية جاء بهدف وضع لبنة للمستقبل، وللأجيال القادمة في وطنٍ يكتنِفه السلام والعدالة والنهضة والحرية وسيادة حكم القانون، مستفيدين من خبرات شعوب العالم في تجاوز الحرب وأهوالها نحو المصالحة الوطنية الشاملة والعدالة الانتقالية.
واتفق الاجتماع على:
- ضرورة الوقف الفوري للحرب بما يشمل آليات وسبل ومراقبة الوقف الدائم لإطلاق النار ووقف العدائيات.
- الالتزام بإعلان جدة والنظر في آليات تنفيذه وتطويره لمواكبة مستجدات الحرب.
- دعوة الدول والجهات الداعمة لأطراف الحرب، للتوقف عن إشعال المزيد من نيران الحرب في السودان.
- الدعوة إلى حماية العاملين في المجال الإنساني وتجنيبهم التعرض للخطر والملاحقة والتعويق من قبل أطراف الحرب وفقاً للقانون الدولي والإنساني.
- مواصلة دعم جهود المجتمعين المحلي والدولي للاستمرار في استقطاب الدعم من المانحين وضمان وصوله للمحتاجين.
- مناشدة المجتمعين الإقليمي والدولي الإيفاء بالتزاماتهم.
المسار السياسي:
انتهى الاجتماع إلى ضرورة:
- المحافظة على السودان وطناً موحداً، على أسس المواطنة والحقوق المتساوية والدولة المدنية الديمقراطية الفيدرالية.
- اتخاذ من اجتماع القاهرة فرصةً قيمةً للبناء في المسار السياسي، كونه جمع لأول مرة منذ الحرب الفرقاء المدنيين في الساحة السياسية، وشخصيات وطنية وممثلي المجتمع المدني.
- تجنيب المرحلة التأسيسية لما بعد الحرب كل الأسباب التي أدت إلى إفشال الفترات الانتقالية السابقة، وصولاً إلى تأسيس الدولة السودانية.
- تشكيل لجنة لتطوير النقاشات ومتابعة هذا المجهود من أجل الوصول إلى سلام دائم.
وكان مسؤولون حكوميون بينهم نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار ووزير المالية جبريل إبراهيم وحاكم دارفور منّي منّاوي قد رفضوا عقد لقاء مباشر مع رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية "تقدم"، وفق مصادر الجانبين.
واتّهم ممثلو الحكومة المتحالفة مع الجيش رئيس الوزراء السابق والتنسيقية بأنهم واجهة لقوات الدعم السريع، وفق ما أفادت مصادر مقربة من عقار وحمدوك وكالة فرانس برس.
ويوم السبت، حضّ معسكر الحكومة المتحالفة مع الجيش تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية على "إدانة فظائع" قوات الدعم السريع و"فض الشراكة" معها.
وقال المتحدّث باسم "تقدم" بكري الجاك في تصريح لـ"فرانس برس" إن التنسيقية "لطالما أدانت أي فظائع يرتكبها الجانبان"، ونفى أن يكون التكتل "جناحا سياسيا لقوات الدعم السريع".
وقال مصدر مقرّب من منّاوي إن المعسكر الموالي للجيش حضر المؤتمر "مجاملة لمصر" التي تعد حليفا رئيسيا للبرهان.
وسبق أن رعت الولايات المتحدة والسعودية جولات تفاوض عدة في مدينة جدة من دون أي نتيجة. كذلك فشلت وساطات الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد).
وأشارت الولايات المتحدة إلى إمكان استئناف المحادثات في جدة، إلا أن المعارك مستمرة بلا هوادة مع تحقيق قوات الدعم السريع مكاسب ميدانية وتقدمها نحو شرق البلاد الخاضع لسيطرة الجيش.
والسبت، قال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو في تصريح لفرانس برس إنه على الرغم من عدم عقد المعسكرين لقاء مباشرا، أثبتت القاهرة أنه من الممكن "جمع لاعبين أساسيين من مختلف الأطياف السياسية".
aXA6IDE4LjIyMS4xOTIuMjQ4IA== جزيرة ام اند امز