خارطة النار بالسودان.. «العين الإخبارية» ترصد الجبهات المشتعلة
لم تنعكس دعوة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) إلى لقاء فرقاء الأزمة في السودان خلال أسبوعين على المعارك الدائرة في البلد الأفريقي.
واتسعت رقعة المعارك رغم الجهود الإقليمية لاحتواء الأزمة التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان الماضي حينما اشتبك الجيش مع قوات الدعم السريع.
وقالت مصادر عسكرية "العين الإخبارية"، اليوم الجمعة، إن المعارك بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم ما زالت مستمرة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وبحسب المصادر، فإن الجيش السوداني يسيطر حاليا على أحياء "العمدة" و"العرب" و"المسالمة" و"القمائر" والأجزاء الشمالية من حي "ود نوباوي" والأجزاء الشمالية من السوق الشعبي، وسوق أم درمان.
فيما تسيطر قوات "الدعم السريع" على أحياء "بيت المال"، و"الملازمين" و"أبوروف"، والأجزاء الجنوبية من "ودنوباوي" والأجزاء الجنوبية من السوق الشعبي، وسوق أم درمان ومقر الإذاعة والتلفزيون.
كما يوجد الجيش السوداني في أحياء "بانت" شرقا، وغرب أحياء "أبوكدوك" والموردة، وأجزاء كبيرة من حي "العباسية" شمال.
ووفقا للمصادر، فإن القوتين المتصارعتين تعتمدان على القصف المدفعي المتبادل تجاه مناطق السيطرة والنفوذ.
ولاية الجزيرة
وحسب المصادر العسكرية، فإن قوات الدعم السريع ما زالت تبسط سيطرتها على ولاية الجزيرة (وسط)، فيما الطيران الحربي التابع للجيش السوداني يستهدف بين الفينة والأخرى تجمعات قوات الدعم السريع في عاصمة الولاية، ود مدني.
وأبلغ شهود عيان "العين الإخبارية"، أن قوات "الدعم السريع" انسحبت من القرى بالولاية، وفقا لتوجيهات قائدها الأعلى محمد حمدان دقلو "حميدتي"، لكن المواطنين يعانون شح المواد الغذائية ونقص الدواء.
وقال مصعب يوسف، وهو أحد سكان الولاية: "أصبحنا نعاني داخل القرى بسبب نقص الغذاء والدواء، جراء انقطاع الطريق القومي (مدني - بورتسودان)، وتوقف الشاحنات التي تنقل البضائع والسلع الضرورية من ميناء بورتسودان (شرقي السودان)".
وأشار يوسف، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن "الوضع في ولاية الجزيرة يمضي نحو الأسوأ، رغم تعهدات قوات الدعم السريع، بتسهيل حركة المواطنين وتوفير الغذاء والدواء".
ولاية سنار
وتعيش ولاية سنار أوضاعا أمنية متوترة للغاية، وفق مصادر عسكرية، منذ حاصرتها قوات "الدعم السريع" خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى نزوح جماعي تجاه ولاية القضارف شرقي البلاد.
وأوضحت المصادر العسكرية لـ"العين الإخبارية"، أن قوات "الدعم السريع" ما زالت موجودة في محيط الولاية، رغم القبضة الأمنية والاعتقالات العشوائية الواسعة في صفوف المدنيين بتهمة التخابر مع قوات "الدعم السريع".
القضارف والفاو
وبحسب المصادر نفسها، فإن مدن القضارف والفاو (شرق) تعيش حاليا أوضاعا هادئة نسبيا، خاصة أن قوات "الدعم السريع" توجد على مسافة بعيدة من مدينة "الفاو".
وخلال اليومين الماضيين اندلعت معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" على تخوم مدينة "الفاو".
وتسعى قوات "الدعم السريع" للتوغل شرقا إلى ولايات القضارف، وكسلا، والبحر الأحمر، وصولا إلى مدينة بورتسودان المقر المؤقت للحكومة، بعد أن تحولت العاصمة الخرطوم إلى ثكنة عسكرية.
نيالا والجنينة
ومع تصاعد وتيرة العنف، شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، وفقا للمصادر العسكرية، هجمات جوية على مطاري مدينتي نيالا والجنينة غربي السودان، بالبراميل المتفجرة.
وذكرت المصادر العسكرية لـ"العين الإخبارية"، أن البراميل المتفجرة أحدثت أضرارا بالغة بالمطارين.
وكانت قوات "الدعم السريع" قد سيطرت على ولايات جنوب دارفور، وغرب دارفور، ووسط دارفور، وشرق دارفور، وتسعى حاليا للسيطرة على ولاية شمال دارفور، لتحكم سيطرتها بالكامل على كامل إقليم دارفور.
ولاية جنوب كردفان
وشهدت مدينة "العباسية تقلي" بولاية جنوب كردفان، معارك عنيفة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع" بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وأفادت مصادر عسكرية "العين الإخبارية"، بأن قوات "الدعم السريع" هاجمت المدينة بأرتال من السيارات العسكرية، لكن قوات الجيش السوداني تصدت للهجوم.
وحسب المصادر العسكرية، فإن المدينة تشهد توترا أمنيا بالغ التعقيد، جراء الاشتباكات والقصف العشوائي، وموجة نزوح المواطنين إلى خارج المدينة.
"تقدم" والحل وسط الفوضى
ومع تصاعد حدة المعارك، أعلنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، مواصلة عملها السياسي الدؤوب لإيقاف الحرب في البلاد ورفع المعاناة التي أرهقت الشعب السوداني.
وذكرت التنسيقية، في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أنها شاركت برئاسة عبدالله حمدوك، رئيس الهيئة القيادية لـ"تقدم" في اجتماع رؤساء "إيغاد" (الخميس)، للتشاور حول الأزمة السودانية، تلبية للدعوة التي قدمتها الهيئة الحكومية للتنمية.
وحسب البيان، فإن قادة "إيغاد" أعربوا عن اهتمامهم العميق بالوضع في السودان، واستعرضوا تقييمهم للأزمة السودانية موضحين أنها أزمة سياسية عميقة الجذور تتطلب حلولا سياسية تفضي إلى سلام مستدام وتحول ديمقراطي، يستجيب لتطلعات الشعب السوداني، وبالتالي لا يمكن للبلاد أن تكون رهينة للطرفين المتحاربين.
وأوضح البيان، أن حوارا تفاعليا دار في أثناء التشاور، قدم خلاله حمدوك شرحا وافيا حول (تقدم) كأوسع تحالف مدني ديمقراطي يهدف إلى وقف الحرب والتأسيس لسودان ديمقراطي يسع جميع أبنائه وبناته، وتصور (تقدم) للحلول اللازمة لمعالجة الأزمة التي تهدد بقاء السودان كدولة إلى جانب الأزمة الإنسانية الكارثية من مقتل عشرات الآلاف ونزوح ولجوء الملايين وخطر المجاعة التي تلوح في الأفق.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان معارك محتدمة بين الجيش و"الدعم السريع"، خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQ1LjM3LjIxOSA= جزيرة ام اند امز