السودان يحصل على القمح من برنامج الغذائي العالمي بالعملة المحلية
لأول مرة برنامج الغذائي العالمي يورد القمح للسودان بالعملة المحلية علي أن يوزع قيمة الصفقة علي الفقراء ليشتري طعامهم من الأسواق.
وقع السودان اتفاقية مع برنامج الغذائي العالمي، الإثنين، لتوريد 200 ألف طن قمح على أن يسدد ثمنه بالجنيه السوداني، بينما سيستخدم البرنامج قيمة القمح لتوفير النقد للضعفاء في جميع أنحاء البلاد ليتمكنوا من شراء الطعام من أسواقهم المحلية.
وتقضي الاتفاقية بأن تقوم حكومة الخرطوم بسداد فاتورة هذه الكميات من القمح لبرنامج الغذاء العالمي بالجنيه السوداني، مما سيوفر 50 مليون دولار للبنك المركزي بالسودان.
وقع عن الحكومة السودانية، إبراهيم احمد البدوي وزير المالية، فيما وقع عن برنامج الغذاء العالمي الدكتور حميد نورو مدير مكتب البرنامج بالخرطوم، وجرت المراسم بمقر الوزارة بالخرطوم.
وأعرب وزير المالية السوداني عن تطلع بلاده لمزيد من الشراكات والمساهمات مع برنامج الغذاء العالمي، مشيرا إلى تعاون البرنامج المثمر مع السودان خلال الفترة الماضية.
وقال إن دعم برنامج الغذاء العالمي للسودان شمل الدعم الأسري المباشر، ودعم النازحين والمناطق المتضررة بالنزاعات والكوارث الطبيعية.
وشدد الوزير السوداني على المسئولية المشتركة والتجارب الواسعة للبرنامج في إطار جائحة فيروس كورونا.
ورفع السودان، الأربعاء، سعر رغيف الخبز المدعوم في العاصمة الخرطوم من جنيه إلى جنيهين، بينما استحدث رغيفا جديدا أصغر حجما للبيع بالسعر القديم، في مسعى لتهدئة أصحاب المخابز الذين يشتكون من خسائر حادة.
وتدفع الحكومة 75% من التكاليف التي يتحملها أصحاب المخابز لإنتاج الخبز في مقابل تثبيت سعر الرغيف، لكن أصحاب المخابز يشتكون بسبب تكاليف التشغيل المتزايدة والضعف المطرد للجنيه السوداني.
من جهته، أوضح الدكتور حميد نورو، مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي بالخرطوم، أن حكومة السودان ستقوم بسداد تلك الكميات من القمح التي يوفرها البرنامج بالجنيه السوداني.
وأضاف أن البرنامج سيستخدم قيمة القمح لتوفير النقد للضعفاء في جميع أنحاء البلاد ليتمكنوا من استخدام هذه الأموال لشراء الطعام من أسواقهم المحلية.
وذكر أن هذه الاتفاقية تعتبر استراتيجية لدورها في مساعدة الحكومة السودانية لضمان الإمداد المستمر للقمح حتى يتمكن الناس من شراء الخبز من مخابزهم المحلية.
وأضاف أن الاتفاقية تمكن البنك المركزي من الاحتفاظ بأكثر من 50 مليون دولار كعملة صعبة ما يساهم في تثبيت سعر الصرف.
كما ستساعد الاتفاقية الأسر الضعيفة عبر منحهم القوة الشرائية لتلبية احتياجاتهم، بجانب مساعدة المزارعين وتجار التجزئة على إنتاج وتوريد الغذاء.
وأكد مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي بالخرطوم، أنه بموجب الاتفاقية يمكن لبرنامج الغذاء العالمي تطبيق خبراته العالمية بطرق جديدة ومبتكرة لدعم الحكومة واستقرار الاقتصاد وضمان حصول شعب السودان على الغذاء.
وحسب برنامج الغذائي العالمي، لا تزال الأزمة الاقتصادية المستمرة في السودان تلقي بظلالها على الظروف المعيشية للملايين، وتدفع المزيد والمزيد من الناس إلى الفقر.
وبحلول سبتمبر/أيلول 2019، تم تحديد 8.5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مقارنة بحوالي 5.7 مليون شخص في يناير/كانون الثاني من العام نفسه.
ومن جانبه، توقع مدير إدارة السلع الاستراتيجية بوزارة المالية السودانية علي خليفة عسكوري، وصول القمح المتفق عليه مع برنامج الغذاء العالمي نهاية مايو/أيار المقبل ودخولها للأسواق المحلية منتصف يونيو المقبل.
وقال إن الإنتاج المحلي هذا الموسم يغطي احتياجات البلاد لفترة 6 أشهر، مبشرا ببدء إجراءات تفريغ 175 ألف طن من القمح من البواخر.
وأعرب عسكوري عن أمله في استمرار التعاون مع برنامج الغذاء العالمي للمساهمة في توفير السلع الاستراتيجية بالبلاد.
ويشهد السودان منذ أشهر أزمة طاحنة في الخبز نتيجة نقص في القمح، الذي يغطى بالاستيراد من الخارج.
ويستهلك السودان مليوني طن قمح سنويا بقيمة تصل لنحو ملياري دولار، ويغطي الإنتاج المحلي 17% من هذه الكمية، وفق الإحصاءات الرسمية لوزارة المالية.
وأبقى السودان على الدعم الحكومي للقمح والمحروقات في ميزانية ٢٠٢٠، إلى حين عقد مؤتمر اقتصادي ليقرر الإبقاء على الدعم أو إلغاءه.