حمدوك يطلق «نداء السلام».. والمعارك تحتدم في الخرطوم

دعا رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك، لاجتماع بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) برعاية أفريقية وأممية لإقرار هدنة في البلاد.
ويرأس حمدوك حاليا التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، الذي يسعى إلى وقف الحرب وإعادة إعمار البلاد، ووضع أسس لتجاوز جذور الأزمات في السودان.
وفي بيان له اليوم طالب حمدوك بعقد اجتماع عاجل مشترك بين مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي، بحضور قائدي القوات المسلحة والدعم السريع، وقائد الحركة الشعبية – شمال عبدالعزيز الحلو، وقائد حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور، والقوى المدنية الديمقراطية.
ويهدف الاجتماع إلى التوصل إلى هدنة إنسانية ووقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، واتخاذ حزمة إجراءات لبناء الثقة وتهيئة المناخ لإنهاء الحرب.
ومن بين الإجراءات المطلوبة بحسب البيان "الاتفاق على آليات مراقبة فعالة لوقف إطلاق النار، بما فيها نشر بعثة سلام إقليمية ودولية، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية عبر حدود السودان وداخل المناطق المتأثرة".
وعلى قائمة الإجراءات أيضا "ضمان حرية الحركة للمدنيين في كافة أرجاء السودان"، و"الاتفاق على إنشاء مناطق آمنة خالية من الأنشطة العسكرية"، و"وقف التصعيد الإعلامي بين الأطراف المتنازعة، وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين".
كما ينادي مقترح حمدوك بضرورة "مناشدة كافة الأطراف الإقليمية والدولية للامتناع عن أي فعل يطيل أمد النزاع، بما في ذلك فرض حظر شامل على توريد السلاح لكافة أطراف النزاع، وضمان تجفيف موارد تمويل الحرب، والدعوة لمؤتمر للمانحين الدوليين لسد فجوة تمويل الاحتياجات الإنسانية التي حددتها خطة الاستجابة الأممية، وإطلاق عملية سلام شاملة ذات مصداقية".
ومن أجل تحقيق الرؤية المقترحة شدد حمدوك على ضرورة بدء العمل الدؤوب والجاد للتواصل مع الأطراف السودانية العسكرية والمدنية لمناقشة هذا النداء وما طرح فيه من أفكار والتواصل مع القوى الإقليمية والدولية لحشد الدعم لتنفيذ هذه الخطوات، وطرح رؤية تفصيلية حول أسس إنهاء الحروب وتحقيق السلام المستدام وتأسيس الدولة السودانية على أسس ديمقراطية.
ميدانيا، تواصلت المعارك المحتدمة بين الفرقاء. وأفادت مصادر عسكرية "العين الإخبارية"، بأن قوات الجيش، استلمت اليوم الثلاثاء، المدخل الشرقي لجسر "المنشية" ووصلت إلى أحياء مهمة في محلية شرق النيل.
كما ظهر قائد قوات درع السودان المساندة للجيش أبو عاقلة كيكل في الجانب الشرقي لجسر المنشية بمنطقة الجريف شرق كما بثّ جنود يتبعون للجيش السوداني مقاطع مصورة تُظهر سيطرتهم على محطة 13 المؤدية إلى أحياء النصر والهدى.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الدعم السريع انسحبت تدريجيًا تجاه الجانب الغربي لجسر "المنشية"، وبدأت في الانتشار في مواقع حيوية واستراتيجية في وسط العاصمة الخرطوم.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من قوات الدعم السريع.
وخلال فبراير الماضي، تمكن الجيش من استعادة السيطرة على المدخل الشرقي لجسر "سوبا" الاستراتيجي الرابط بين جنوب الخرطوم وشرق النيل.
وبث سلاح المدرعات بالجيش السوداني، مقاطع مصورة لتمركز قواته في جنوبي جسر الحرية القريب من وسط العاصمة الخرطوم.
وأظهرت الصور اقتراب الجيش من وسط العاصمة، حيث لاحت بنايات السوق العربي في المقاطع المصورة.