مروي «تكتوي» بنيران حرب السودان.. والمسيّرات تطرق أبواب الجيش

وسط لهيب الصراع المتصاعد في السودان، امتدت نيران الحرب إلى الشمال، حيث استهدفت المسيرات الانتحارية منشآت حيوية بمدينة مروي.
وسط لهيب الصراع المتصاعد في السودان، امتدت نيران الحرب إلى الشمال، حيث استهدفت المسيرات الانتحارية منشآت حيوية بمدينة مروي، لتضع قيادة الجيش تحت اختبار جديد
في معركة تتسع رقعتها يومًا بعد الآخر، امتدت نيران حرب السودان إلى الشمال، حيث مدينة مروي، التي وقعت أسيرة المسيرات الانتحارية التي كدرت هدوء الليل بضوضاء التفجيرات، وغبرت سماء المنطقة بدخان المعارك.
فبحسب مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية»، فإن مسيرات انتحارية استهدفت فجر الجمعة، مقر قيادة الجيش السوداني، ومنشآت حيوية واستراتيجية بمدينة مروي شمالي السوداني.
تصعيد عسكري
وأفادت مصادر عسكرية، لـ«العين الإخبارية»، بأن مسيرات انتحارية استهدفت، مقر الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش السوداني، ومطار مروي، وسد مروي، ومحطة التوليد الكهربائي، مما أدى إلى اشتعال الحرائق وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة.
وأبلغ شهود عيان «العين الإخبارية»، أن المسيرات الانتحارية أدخلت الرعب والخوف في المدينة، إثر الانفجارات المدوية في المنطقة.
وذكرت الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش السوداني بمدينة مروي، في بيان اطلعت عليه «العين الإخبارية»، أن «قوات الدعم السريع استهدفت قيادة الفرقة 19 مشاة مروي والمطار والسد ومحطة التوليد الموجودة كلها في مروي بمسيرات، إلا أن المضادات الأرضية تصدت لها».
وأضاف البيان: «استمر هجوم المسيرات المعادية من الثانية والنصف صباحا الجمعة وحتى الساعة الخامسة صباحا»، في حين لم تعلّق قوات الدعم السريع على استهداف مدينة مروي بالمسيرات الانتحارية.
وفي 13 يناير/كانون الثاني الماضي، استهدفت مسيرات انتحارية، سد مروي شمال السودان، ما أدى إلى اشتعال الحرائق في محطات الكهرباء وتسبب في إظلام شبه تام في أجزاء واسعة من البلاد.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلن الجيش السوداني استهداف مطار مدينة مروي شمالي السودان، بـ3 مسيرات انتحارية، دون خسائر في الأرواح والمعدات.
وسبق أن أعلنت الفرقة 19 مشاة، رصد 3 طائرات درونز استطلاع صغيرة تحلّق على ارتفاعات عالية من اتجاه الغرب للشرق بواسطة ارتكاز قواتها بمنطقة أم بكول، على مسافة 70 كيلومترا جنوب المدينة.
وخزان مروي: هو سد كهرومائي سوداني يقع على مجرى نهر النيل في الولاية الشمالية بالسودان عند جزيرة مروي التي أطلق عليه اسمها، على بعد 350 كيلومترا من الخرطوم و600 كيلومتر من ميناء بورتسودان.
واكتمل بناؤه في 3 مارس/آذار 2009، ويبلغ إجمالي طوله 9.2 كيلومتر، في حين يصل ارتفاعه إلى 67 مترا، وقد صاحب عملية بنائه عدد من المشروعات التحضيرية، مثل إنشاء عدد من الطرق والجسور وخط للسكة الحديد ومدينة سكنية لإقامة فريق العمل الذي تألف من 5,000 عامل نصفهم من السودانيين والنصف الآخر من الصينيين.
مدينة مروي
مروي مدينة سودانية تقع في الجزء الشمالي، وهي تختلف عن مدينة مروي القديمة التي توجد بها أهرامات البجراوية.
اشتهرت المدينة عندما قررت الحكومة تشييد خزان مروي الضخم هناك في الألفية الجديدة.
وتمثل مروي حاضرة أهل السودان القدماء في منطقة الشمال وتربط بين السودان وجنوب منطقة النوبة، وتعد أرضا لمختلف القبائل السودانية وأهمها الشايقية الذين يعتبرون السكان الأصليين لها ثم الرباطاب والدناقلة والمحس وغيرهم من القبائل العربية التي سكنت المنطقة ولا تزال حتى اليوم.
ويخوض الجيش السوداني، والدعم السريع، منذ منصف أبريل/نيسان 2023، حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنّب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.