السودان.. معركة «الجسر والقصر» فاصلة في مسار الحرب بالعاصمة

قتال عنيف بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" محوره القصر الرئاسي، بما يحمله من رمزية سياسية، وجسر محوري له أهمية استراتيجية بالغة.
وأفادت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، بأن معارك شرسة اندلعت خلال الساعات الماضية، عند "جسر سوبا" شرقي العاصمة الخرطوم، وفي محيط القصر الرئاسي، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية.
القتال حول القصر والجسر، تُستخدم فيه الأسلحة الثقيلة والخفيفة، في محاولة لإحكام السيطرة على الموقعين الاستراتيجيين.
وأعلن الجيش السوداني، سيطرته جُزئيًا على جسر "سوبا"، كما واصل تقدمه نحو وسط العاصمة، حيث تتمركز مقار الحكومة الاتحادية بما في ذلك القصر الرئاسي.
جسر استراتيجي
وذكر الجيش السوداني في بيان مقتضب، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أن شعبة استخبارات معسكر "العيلفون"، بالقوات المسلحة استولت على منظومة تشويش كاملة في محور "جسر سوبا" من قوات الدعم السريع.
وأبلغ مصدر عسكري رفيع في قوات الدعم السريع، "العين الإخبارية"، بأن عناصرها انسحبت تدريجيًا من شرقي الخرطوم إلى الضفة الغربية لجسر سوبا، وانتشرت في وسط الخرطوم ومحيط القصر الرئاسي.
ويربط الجسر شرق العاصمة بغربها، مرورا بنهر النيل، ومن شأن السيطرة عليه أن تسمح بتأمين مسرح عمليات القوات في الجهتين، وصولا إلى عمق العاصمة السودانية.
وخلال الأيام الماضية، استأنف الجيش السوداني عملياته العسكرية في مناطق شرق النيل، حيث خاض معارك عنيفة ضد قوات "الدعم السريع" في منطقتي سوبا شرق ومرابيع الشريف الواقعتين شرقي العاصمة، مما مكنه من السيطرة على المنطقتين والوصول إلى جسر سوبا من الناحية الشرقية، في حين انسحبت قوات الدعم السريع من الجهة الغربية تجاه وسط الخرطوم.
ويسعى الجيش السوداني، وحلفاؤه بعد السيطرة على مدخل جسر "سوبا" من الناحية الشرقية، إلى التقدم نحو شارع "الستين" بالخرطوم الذي يعد من أهم معاقل قوات الدعم السريع في عمق العاصمة، إضافة إلى السوق المركزي، ومنه إلى أحياء جنوب المدينة.
وقال الخبير الأمني والاستراتيجي، يوسف عبدالله، إن السيطرة على جسر سوبا من الجهتين الغربية والشرقية تمهد الطريق لبسط النفوذ على كامل العاصمة القومية.
وأوضح عبدالله، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الجيش السوداني يسيطر حاليًا على جسور استراتيجية مثل "كوبر" القريب من مقر قيادته العامة، ومن منطقة "بري" شرقي الخرطوم، فيما تسيطر قوات "الدعم السريع"، على جسر "جبل أولياء" جنوب الخرطوم، إلى جانب جسر "المنشية" الذي يُعد معبرًا إلى محلية شرق النيل وجسر "توتي".
وأشار إلى أن الجسور تمثّل أهمية استراتيجية لكلا الطرفين في الحرب، لأهمية مواقعها، ولأنها تربط المدن والقوات بعضها ببعض، وتسهم في تسهيل الحركة والإمداد اللوجستي.
ونبه عبدالله إلى أن سيطرة الجيش السوداني، على جسر سوبا، من الناحية الشرقية تسمح لقواته بالارتكاز عند نقطة التأمين الحدودية الشمالية والشرقية لولاية الجزيرة، وأحكمت سيطرتها على مدخل الخرطوم من الناحية الجنوبية، بالإضافة إلى تسهيل العبور إلى منطقتي "الحاج يوسف" و شرق النيل، بالإضافة إلى أحياء جنوب الخرطوم القريبة من جسر سوبا، مثل "الأزهري" و"السلمة" و"سوبا" وغيرها من المناطق الحيوية.
رمزية القصر
وفي الخرطوم أفادت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، بتوغل الجيش السوداني في محيط السوق العربي وسيطرته على نفق "الحرية" الذي يربط بين وسط الخرطوم وجنوبها، فيما تدور معارك ضارية في محيط القصر الرئاسي في وسط العاصمة.
وحسب الخبير العسكري، فخر الدين يوسف، فإن معركة القصر الرئاسي ستكون فاصلة في إحكام السيطرة والنفوذ على وسط الخرطوم.
وأوضح يوسف، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن قوات "الدعم السريع" استخدمت مؤخرًا عمليات الاشتباك المؤقت والانسحاب التكتيكي وإخلاء المواقع تفاديًا للخسائر البشرية والمادية.
وأشار إلى أن نشر الدعم السريع "القناصة" وصواريخ "الكورنيت"، في البنايات العالية، تسببت في تراجع عناصر الجيش السوداني عن التوغل في وسط الخرطوم، خاصة محيط القصر الرئاسي، الذي ما زالت قوات "الدعم السريع"، تسيطر عليه.
ويخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" منذ منصف أبريل/نيسان 2023، حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
aXA6IDMuMTQ1LjcwLjEwMCA= جزيرة ام اند امز