مبادرات سياسية وإنسانية.. حراك إماراتي متواصل لإنهاء أزمة السودان
![علم دولة الإمارات العربية المتحدة](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/14/113-172830-acontinuing-uae-2025-movement-end-sudan-crisis_700x400.jpg)
حراك إماراتي سياسي وإنساني متواصل لإنهاء أزمة السودان، توجته دولة الإمارات بإعلان تقديم حزمة مساعدات إنسانية جديدة.
مساعدات إنسانية جديدة للسودان بقيمة 200 مليون دولار، هي الأولى التي أُعلنت خلال عام 2025، وتأتي ضمن جهود الإمارات المتواصلة لدعم استقرار المنطقة وحل أزماتها.
وجاء إعلان هذه المساعدات في مؤتمر إنساني رفيع المستوى، استضافته أديس أبابا، بتنظيم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وإثيوبيا، والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد".
ودعت الإمارات في كلمة ألقاها الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير الدولة الإماراتي، إلى هدنة إنسانية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، لتخفيف المعاناة الكبيرة التي يعيشها الشعب السوداني.
جهودٌ تتواصل لتجسد حرص الإمارات على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان، بما يسهم في تعزيز استقراره وأمنه ويحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والرخاء، كما سبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
جهود متواصلة
وتتوج هذه المساعدات حراك الإمارات المتواصل لإنهاء الأزمة على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية، ضمن رؤية واضحة تدفع نحو حل سياسي عاجل يحفظ البلاد، إيمانًا منها بأن "الشعب يستحق العدالة والسلام".
ومنذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة نائبه السابق الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في أبريل/نيسان 2023 حتى اليوم، لم تتوقف جهود الإمارات لوقف التصعيد وإنهاء الأزمة بالحوار والطرق السلمية.
جهود زادت وتيرتها السياسية والدبلوماسية والإنسانية على مدار الفترة الماضية، التي شهدت إعلان مبادرات دبلوماسية عدة، والدفع نحو حل سياسي لإنهائها، كان أبرزها إنشاء منصة "متحالفون لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان" (ALPS)، التي انطلقت اجتماعاتها في سويسرا، في أغسطس/آب الماضي، بمشاركة إماراتية فاعلة.
مشاركة استبقتها دولة الإمارات وأعقبتها بمبادرات دبلوماسية وإنسانية بارزة للتخفيف من حدة الأزمة، كان أبرزها، إضافة إلى المبادرة الإنسانية التي أُعلنت اليوم، تعهدها خلال مشاركتها في اجتماعات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس، 17 أبريل/نيسان الماضي، بتقديم 100 مليون دولار أمريكي دعمًا للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار.
رسائل هامة
جهود حاول أحد الأطراف السودانية عرقلتها لصرف انتباه المجتمع الدولي عن أعمال العنف التي تُرتكب على الأرض من قبل الأطراف المتحاربة، عبر خلق خلافات جانبية معها، بدأت بترديد أكاذيب تستهدف جهودها، ووصلت إلى اعتداء جوي شنته القوات المسلحة السودانية على مقر سكن سفير دولة الإمارات في الخرطوم، في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، في خرقٍ صارخ للمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية، وللمواثيق والأعراف الدولية.
وفي رسالة حازمة، أكدت دولة الإمارات أن تلك المحاولات لن تثنيها "عن مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين لإيجاد حل سياسي عاجل يحفظ السودان ويساعد الشعب السوداني".
وهو ما حدث بالفعل منذ اندلاع الأزمة، وعلى مدار 2024، ويتواصل حتى اليوم.
ولا تفوت الإمارات مناسبة إلا وتؤكد من خلالها حرصها على حل أزمة السودان، وفق رؤى ومبادئ ورسائل تشكل خارطة طريق لحل الأزمة، أكدت عليها مرارًا وتكرارًا من خلال البيانات الدبلوماسية والمباحثات الرسمية والمحافل الدبلوماسية، ومن أبرزها خلال الفترة الماضية:
أكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة الإماراتي، في بيان أصدرته دولة الإمارات، 26 يناير/كانون الثاني الماضي، على موقف بلاده الداعي للتوصل إلى حل سلمي للصراع، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وعلى ضرورة حماية المرافق والمؤسسات الطبية والعاملين في القطاع الصحي.
ودعا البيان، جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها القانونية والإنسانية، وفق إعلان جدة، ووفق آليات منصة «متحالفون لتعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان - ALPS»، وضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وتجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية، مؤكدًا على أهمية العمل الجماعي من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
أيضًا تم تناول مستجدات أزمة السودان خلال مباحثات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وكريستوفر لاكسن، رئيس وزراء نيوزيلندا، في أبوظبي، الشهر الماضي.
وأكد بيان مشترك صادر عن البلدين، أن الجانبين أعربا عن قلقهما البالغ إزاء استمرار القتال في السودان بين الطرفين المتحاربين، مما أدى إلى مجاعة هي من صنع الإنسان.
ودعا الجانبان إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتسهيل الوصول الإنساني الآمن والسريع دون عراقيل.
كما حث الجانبان الأطراف المتحاربة على الانخراط في محادثات السلام، والعمل على تشكيل حكومة مدنية تلبي تطلعات الشعب السوداني.
دعم الجهود الدبلوماسية
إلى ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانًا، يوم 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت فيه ترحيب دولة الإمارات بالجهود الدبلوماسية لجمهورية تركيا لإيجاد حل للأزمة الراهنة في السودان، التي تمثل أيضًا أولوية لدى دولة الإمارات.
وأكدت دولة الإمارات أنها «على أتم الاستعداد للتعاون والتنسيق مع الجهود التركية وكافة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في السودان وإيجاد حل شامل للأزمة».
الأكثر من ذلك، دعت دولة الإمارات في بيانها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها التاسعة والسبعين، في سبتمبر/أيلول الماضي، الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال بشكلٍ فوريٍّ ودائم، والسماح بدخول المساعدات عبر الحدود وخطوط النزاع، بشكلٍ مستدام ودون عوائق.
وقبلها، أصدرت دولة الإمارات، و14 دولة أخرى، 17 يوليو/تموز الماضي، بيانًا أعربت فيه عن بالغ قلقها بشأن الأمن الغذائي بالسودان، والمخاوف بشأن خطر المجاعة، والتأثيرات الوخيمة للوضع المتدهور على سلامة المدنيين.
وفي بيان يضم رسالة إلى مجلس الأمن، دعت دولة الإمارات في يونيو/حزيران الماضي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تجنب حدوث مجاعة وشيكة في السودان، وأكدت دعمها لجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، والعودة إلى حكومة شرعية تمثل كافة أفراد الشعب السوداني.
وشاركت الإمارات في قمة دول حركة عدم الانحياز في العاصمة الأوغندية كامبالا، يناير/كانون الثاني الماضي، وأكدت خلالها دعمها للجهود المبذولة للتهدئة، وضبط النفس، وخفض التصعيد، والحث على العمل لإنهاء الصراع في السودان.
كما تصدرت الأوضاع في السودان مباحثات القيادة الإماراتية ورأس دبلوماسيتها، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ونظرائه حول دول العالم على مدار العامين الماضيين.
aXA6IDMuMTkuMjA5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز