الظلام يخنق «عروس النيل».. «كوستي» السودانية تحت القصف

كالحرب الخانقة، بات الظلام يطوّق مدن السودان الواحدة تلو الأخرى، وهذه المرة عبر إلى الضفة الغربية للنيل الأبيض، حيث أطبق على مدينة كوستي، أو «عروس النيل» كما يسميها أهلها بولاية النيل الأبيض.
وفجر الأحد، ومع تصاعد وتيرة الاشتباكات العسكرية، استهدفت مسيرات انتحارية محطة «أم دباكر» الحرارية لتوليد الكهرباء بمدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض، ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن أجزاء واسعة من البلاد.
وأفادت مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية» بأن قصف المسيرات لمحطة «أم دباكر» الحرارية بولاية النيل الأبيض أدى إلى إظلام تام في جميع أنحاء الولاية وعدد من المدن الأخرى.
ووفق المصادر العسكرية، اشتعلت النيران في المحطة الحرارية بمدينة كوستي، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان وانقطاع خدمات الكهرباء في جميع أنحاء الولاية.
وحسب المصادر العسكرية، أخفقت المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني في التعامل مع المسيرات الانتحارية التي استهدفت المحطة الحرارية لتوليد الكهرباء.
ولم تتلق «العين الإخبارية» تعليقًا فوريًا من الجيش السوداني أو قوات «الدعم السريع» حول استهداف محطة «أم دباكر» الحرارية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء واسعة من البلاد.
ماذا نعرف عن محطة «أم دباكر»؟
تُعتبر محطة كهرباء «أم دباكر» الحرارية، التي أُنشئت عام 2016، من المشروعات المهمة ضمن خطة الدولة لتوفير الطاقة الكهربائية لجميع القطاعات السكنية والزراعية والصناعية بالبلاد، وذلك في ظل الطلب المتنامي على الكهرباء خلال السنوات العشر الأخيرة.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية للمحطة 500 ميغاواط، وترتبط بالشبكة القومية للكهرباء عبر ثلاثة خطوط نقل بجهد 220 كيلو فولت، أحدها لجبل أولياء، حيث ترتبط بشبكة الخرطوم، والثاني للرنك لربط دولة جنوب السودان، والثالث لمدينة الأبيض لربط ولايات كردفان ودارفور الكبرى.
وخلال الأشهر الأخيرة، أصبحت محطات الطاقة هدفًا لطرفي النزاع عبر المسيرات، التي ضربت محطات الطاقة في عدة مدن، أبرزها دنقلا، ومروي، وعطبرة، وسنار، وسنجة، والشواك، والقضارف، ما أدى إلى إغراق البلاد في الظلام.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTg3IA== جزيرة ام اند امز