الإمارات تقود نداء السلام في السودان.. دعم دولي لهدنة رمضان
![حشد إقليمي ودولي لإغاثة الشعب السوداني](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/14/109-171042-uae-sudan-support-conference_700x400.jpg)
دورٌ إنساني ودبلوماسية نشطة تنشد الأمن والسلام.. هكذا تتحرك دولة الإمارات العربية المتحدة مع بوصلة الأزمة في السودان.
دبلوماسيةٌ دشّنت فيها عام 2025 بأول مؤتمر دولي، تحشد فيه التضامن مع الشعب السوداني، وإسكات صوت الحرب في هدنة إنسانية مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
نداءٌ إماراتي تناغمت معه مواقف دولية، لترتفع أصوات السلام مجددا، في مؤتمر إنساني رفيع المستوى، استضافته العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الجمعة.
وفي المؤتمر نفسه، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تقديم مساعدات إضافية بقيمة 200 مليون دولار، لدعم الشعب السوداني، داعية إلى هدنة إنسانية مع اقتراب شهر رمضان.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت قبل يومين عن مصدر وصفته برفيع المستوى في الجيش السوداني رفضه لدعوة أطلقتها دولة الإمارات لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان.
وخلال مؤتمر أديس أبابا، انضمت الأمم المتحدة وبريطانيا ودول أخرى مشاركة، إلى دعوة الإمارات المطالبة بوقف فوري إطلاق النار في السودان الذي يشهد اقتتالا دمويا منذ أكثر من عام، أدى إلى نزوح ملايين المدنيين داخل البلاد وخارجه، وتردي الأوضاع الإنسانية.
إجماعٌ يعكس حرص الإمارات والمجتمع الدولي على تخفيف معاناة الشعب السوداني، وإيجاد مسار يؤدي إلى سلام دائم.
صرخة أممية
ففي كلمة له، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى هدنة إنسانية عاجلة خلال شهر رمضان في السودان.
ووجّه غوتيريش في كلمته نداء ملحا إلى جميع الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار، داعيا الدول المؤثرة إلى استثمار نفوذها لتحقيق السلام.
وقال إن "رمضان هو شهر السلام والرحمة والتضامن، أرجوكم أن تدعموا الاستجابة الإنسانية بسخاء، وأن تضغطوا من أجل احترام القانون الدولي ووقف الأعمال العدائية".
وأكد أن المبعوث الأممي الخاص يجري مشاورات مكثفة مع الأطراف المتصارعة لدفعهم نحو الالتزام الكامل بإعلان جدة، والعمل على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
وكشف غوتيريش أن الأمم المتحدة بحاجة إلى 6 مليارات دولار لدعم نحو 21 مليون شخص داخل السودان، بالإضافة إلى 5 ملايين آخرين في دول الجوار، في ظل ما وصفه بأنه "أزمة إنسانية غير مسبوقة في القارة الأفريقية".
وأشار إلى تجربته السابقة مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين، حيث شهد عن كثب الكرم السوداني في استضافة النازحين داخليا واللاجئين من دول مثل إريتريا وتشاد وجنوب السودان، وحتى من إثيوبيا في بعض الفترات.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة، المجتمع الدولي "أن يظهر المستوى نفسه من الدعم للشعب السوداني في لحظة يأسه، كما فعل السودانيون حين قدموا الدعم لجيرانهم في أوقات المحن".
وأعرب غوتيريش عن امتنانه للدول التي تستضيف أكثر من 3.3 مليون لاجئ سوداني رغم ما تواجهه من تحديات اقتصادية واجتماعية، مؤكدا أن النداءات الإنسانية الحالية تتجاوز بكثير أي نداءات أطلقتها الأمم المتحدة من قبل لدعم السودان والمنطقة.
وخلال كلمته، سلّط الضوء على حجم الكارثة، مشيرا إلى أن السودان يواجه أزمة "مروّعة في حجمها ووحشيتها"، محذرا من اتساع نطاق الأزمة إلى دول الجوار، ما يستدعي استجابة عاجلة من الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي.
نداء بريطاني
بريطانيا من جهتها، وعلى لسان كيت فوستر، مديرة شؤون أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، أطلقت نداء عاجلا للأطراف المتحاربة في السودان للالتزام بتعهداتها الدولية ووقف القتال.
وأشارت المسؤولة البريطانية إلى أن الأزمة السودانية لم تعد تقتصر على الداخل السوداني، بل باتت تهدد استقرار المنطقة بأكملها.
وأشادت بالدعوة التي أطلقها المؤتمر لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، وقالت "نحن نؤمن بقدرة الأطراف المتحاربة على وقف القتال وإنهاء معاناة المدنيين، والمجتمع الدولي مطالب الآن بالوقوف صفا واحدا خلف جهود وساطة موثوقة، بقيادة إقليمية، تضع صوت الشعب السوداني في صلب أي حل سياسي".
مضيفة "الأزمة الإنسانية تتفاقم يوما بعد يوم، ولا بد من استجابة عاجلة تضع مصلحة المدنيين أولا".
وأكدت أن الحل لا يكمن فقط في تقديم التمويل، رغم أهميته، إذ أشارت إلى أن المملكة المتحدة ضاعفت مساعداتها للسودان ودول الجوار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لتصل إلى 226 مليون جنيه إسترليني، وأعلنت مؤخرا دعما إضافيا بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني.
تحرك أفريقي
من جهته، قال الرئيس الكيني، وليام روتو،، إن "الصراع في السودان كان سياسيا، لكنه تطور لحرب غير مبررة ولا معنى لها".
وأضاف: "نشارك في هذا المؤتمر لإظهار دعمنا لشعب السودان". مؤكدا أن "كينيا ترى أن الخيار العسكري ليس حلا".
وفي هذا الصدد، دعا روتو إلى "حل شامل تشارك فيه كافة مكونات المجتمع السوداني".
وتعهّد بتقديم بلاده بمليون دولار لشعب السودان في هذا المؤتمر.
بدوره، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، الأطراف المتصارعة في السودان، إلى وقف فوري للحرب دون شروط، والجلوس للتفاوض من خلال عملية سلمية سودانية شاملة.
وفي كلمته، أعلن فكي أن مفوضية الاتحاد، ستعقد جلسة لمجلس السلم والأمن حول السودان لبحث تداعيات هذه الحرب، دون أن يحدد تاريخها.
وتأتي تلك الدعوات في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية، وسط استمرار المعارك وانعدام الاستقرار في العديد من المناطق السودانية، ما يهدد بموجات نزوح جديدة إلى دول الجوار التي تعاني بدورها من تحديات اقتصادية وإنسانية متزايدة.
ويهدف مؤتمر أديس أبابا، إلى دعم الوضع الإنساني في السودان الذي تضرر جراء الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان 2023،
كما يهدف المؤتمر الذي ينعقد على هامش اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻟﻼﺗﺤﺎد الأفريقي، إلى جذب التمويل اللازم للجهود الإنسانية في السودان.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، تدور حرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أدت إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
الإمارات في طليعة الجهود الإنسانية
ومنذ اندلاع الأزمة في السودان، لعبت الإمارات دورا محوريا في تقديم المساعدات الإنسانية، حيث أرسلت مئات الأطنان من الإمدادات الغذائية والطبية والإغاثية إلى المناطق المتضررة.
كما أنشأت مستشفيات ميدانية وقدمت دعما مباشرا للمنظمات الإغاثية الدولية التي تعمل داخل السودان، في إطار التزامها بمساعدة الشعب وتخفيف محنته.
وبلغ إجمالي المساعدات الإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات للشعب السوداني خلال عقد من الزمان، أكثر من ٣.٧ مليار دولار أمريكي، بحسب بيانات رسمية.