أزمة السودان.. مرضى الكلى بين نارين
مع استمرار الصراع في السودان، يعاني مرضى الفشل الكلوي، أوضاعا صحية بالغة التعقيد جعلتهم بين نار الحرب، ورمضاء الآلام.
ويعاني مرضى الكلى، الذين يلجأون إلى غسل دوري، نقص الخدمات الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة في كافة أنحاء السودان، .
ولا تستثني المعاناة شيخا مسنا، أو طفلا رضيعا، ففي 24 يونيو/ حزيران الماضي، توفي 13 صبيا من المصابين بمرض الكلى، بسبب انعدام العلاج في العاصمة الخرطوم، في فاجعة إنسانية يندى لها الجبين، ويقشعر لها البدن.
وسبق أن أعلنت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) خروج مجموعة من مراكز غسل الكلى عن الخدمة، وتوقعت خروج المراكز المتبقية حال الفشل في توفير المستهلكات والغسلات بصورة عاجلة.
ومع موجة نزوح المواطنين من العاصمة الخرطوم إلى المناطق الأخرى، بسبب توقف المستشفيات العامة والخاصة، لجأ المرضى إلى الولايات الآمنة بغرض تلقي العلاج، وخاصة مرضى الفشل الكلوي الذين يحتاجون إلى مواصلة علاجهم.
شح الخدمات الطبية
ويعاني مركز غسل الكلى بولاية سنار (جنوب)، نقصا مريعا في ماكينات الغسل والأدوية والمحاليل الوريدية.
ويقول مصدر طبي لـ"العين الإخبارية"، إن المركز منذ بداية الحرب منتصف أبريل الماضي، استقبل أعدادا كبيرة من المرضى في ظل شح الخدمات الطبية.
وأوضح أن الأدوية الطبية شحيحة، رغم المطالبات المتكررة بتوفيرها في أسرع وقت ممكن، لسد النقص، ومقابلة احتياجات المرضى.
كما تعاني مدينة "أم روابة" بولاية شمال كردفان، أوضاعا صحية حرجة، جراء توقف مركز غسل الكلى.
وأبلغت مصادر طبية، "العين الإخبارية"، أن مركز غسل الكلى بالمدينة توقف عن العمل وخرج نهائيا عن الخدمة، ما أدى إلى تضرر 144 مريضا يتلقون خدمة الغسل بالمركز إثر انعدام المحاليل الوريدية.
بدوره يعاني مركز غسل الكلى بمدينة "نوري" بالولاية الشمالية (وسط)، نقص الكوادر الطبية والعلاج.
وتقول مصادر طبية بالمركز لـ"العين الإخبارية"، إن الوضع الصحي داخل المركز حرج للغاية، جراء الازدحام.
وأبلغت مصادر طبية بمركز غسل الكلى بمدينة ربك بولاية النيل الأبيض (جنوب)، "العين الإخبارية"، أن المركز يحتاج إلى أدوية وكادر طبي لمجابهة الظروف الحالية.
وحسب المصادر الطبية، فإن مراكز غسل الكلى في مدن الجنينة، ونيالا والفاشر غربي السودان، تعاني أيضا نقصا في الأدوية والكوادر الطبية.
وذكرت المصادر لـ"العين الإخبارية"، أن حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، وصل إلى مدينة بورتسودان للقاء قيادات مجلس السيادة، والمنظمات الإقليمية والدولية، لبحث إمكانية توصيل المساعدات الإنسانية والطبية إلى ولايات دارفور.
8 آلاف مريض
وحسب بيان صادر عن وزارة الصحة، تلقته "العين الإخبارية"، أمس السبت، فيوجد حوالي 8 آلاف مريض غسل كلوي يتلقون خدمات علاجهم عبر 150 مركز في كل الولايات البالغ عددها 18 ولاية.
وأفاد البيان، أنه "يوجد حوالي 4 آلاف و500 زارع كلى كذلك يتلقون علاجهم عبر مراكز تواجدهم بالولايات. علما أن هذه الخدمات من غسل كلوي أو أدوية تقدمها حكومة السودان مجانا للمرضى بتنسيق مع المركز القومي للكلى عبر برنامج العلاج المجاني."
وطبقا للبيان فإن غسل الكلى من الأمراض ذات التكلفة العالية وتقوم الدولة بدفعها، حيث يحتاج المرضى إلى 70 ألف غسلة في الشهر، في الثلاثة أشهر يحتاجون إلى 210 ألف غسلة، الإمدادات الطبية تقوم بتوفير إمداد مراكز غسل الكلى كل ثلاثة أشهر، بتكلفة تقديرية 2 مليون و500 ألف دولار.
وأشار البيان إلى أنه مع بداية الحرب كان إمداد غسل الكلي في نهايته وعبر الإمدادات الطبية بتحويل من الدولة تم توفير 130 ألف غسلة، خلال الفترة الأولى في معظم الولايات، وبدأ الترتيب لشراء الغسلات لثلاثة شهور أخرى، ومتوقع وصولها خلال الفترة بين 15 إلى 20 سبتمبر / أيلول الجاري.
فجوة الغسلات
وذكر البيان قائلا: "خلال الفترة من 10 أغسطس/ آب إلى 15 سبتمبر/ أيلول كان متوقعا أن تكون فيها فجوة للغسلات ولذلك تم التواصل مع الشركات والداعمين وبالفعل تم توفير 6 آلاف غسلة من منظمة الصحة العالمية تم سد بعض الفجوات بالولايات وكذلك غسلات من شركة "فريزينيوس" تم توزيعها على الولايات.
البيان أشار إلى مساهمة عدة دول بمعدات طبية، ساهمت في تقليص النقص الحاصل، إضافة إلى وعود أخرى لتقديم المزيد.
وتابع، "أيضا تم الاتفاق على شراء عدد 6500 غسلة بمبلغ من وزارة المالية ومتوقع وصولها خلال هذا الأسبوع، ونفيد بأن الترتيبات مع وزارة المالية و منظمة الصحة العالمية والـ undp لتوفير غسلات مكتملة تكفي حتى نهاية العام قد تم شحنها ويتوقع وصولها بين 15 و 20 من شهر سبتمبر الحالي."
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS43NSA=
جزيرة ام اند امز