رغم تصريحات البرهان ومبادرة حميدتي.. دوي القصف لم يخمد بالسودان
رغم تصريحات قائد الجيش السوداني بـ"الحرص على وضع حد للحرب في البلاد"، ورؤية قوات الدعم السريع للحل، إلا أن الفريقين المتناحرين، لم يترجما ذلك على الأرض، فكان التصعيد الميداني، سيد الموقف.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أكد أمس، عقب لقائه الرئيس المصري، حرصه على وضع حد للحرب في البلاد "لإنهاء مأساة شعبنا"، بعد أيام من طرح قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو رؤيته لحل الأزمة السودانية.
ورغم تلك المواقف إلا أن التصعيد الميداني كان الواقع على الأرض؛ فشهود عيان، أفادوا لـ"العين الإخبارية"، بتوسع دائرة الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، الأربعاء، في مدن العاصمة الخرطوم، والأبيض (جنوب)، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وحسب الشهود، فإن الاشتباكات العنيفة تجددت جنوبي العاصمة الخرطوم، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان، مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
وأكد شهود العيان، أن أحياء "جبرة"، و"العشرة"، و"السلمة" و"سوبا"، و"الرميلة"، بالمنطقة، تعيش أوضاعا صعبة جراء القصف العشوائي، وانقطاع المياه والكهرباء.
كما تعاني أحياء "بري"، و"الرياض"، و"الطائف"، و"أركويت"، شرقي الخرطوم، وفق الشهود، أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد، جراء انقطاع الخدمات الضرورية.
أوضاع معقدة
وأبلغ شهود العيان، "العين الإخبارية"، أن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، تشهد أيضا اشتباكات بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، ما أدى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض.
وإلى مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، حيث أجبرت الاشتباكات منطقة الإسكان الحارة 103، السكان على الفرار والاحتماء بمجاري المياه لحماية أنفسهم جراء القصف العشوائي، بحسب شهود العيان.
وأكد الشهود، أن الجيش السوداني، نفذ هجمات سريعة، ضد تجمعات قوات "الدعم السريع"، بالمدينة قبل بدء المواجهة والاشتباكات المباشرة.
وطبقا للشهود الذين تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، فإن مدينة الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان (جنوب) شهدت أيضا اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، في الأحياء الغربية للمدينة.
اشتباكات وصعوبات
وما زالت مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور (غرب)، تشهد أوضاعًا صعبة، جراء الاشتباكات المتواصلة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع".
وأكد شهود العيان لـ"العين الإخبارية"، أن الاشتباكات بالمدينة أجبرت المدنيين على الفرار من منازلهم، وأن مستشفى المدينة يعاني صعوبات بالغة جراء تراكم الإصابات.
ومنذ اندلاع الأزمة السودانية، منتصف أبريل/نيسان الماضي، تشهد مدينة الأبيض، اشتباكات متواصلة، ما أدى إلى تعقيد المشهد الإنساني بالمدينة.
وتحاول قوات "الدعم السريع"، التي تحاصر المدينة من محورين، الاستيلاء على مطار الأبيض، وقاعدة "شيكان الجوية"، من أجل إحكام السيطرة على الطريق المؤدي إلى مدينة أم درمان.
أزمة إنسانية
ونتيجة لاستمرار الأزمة وتفاقمها، توقف مركز غسيل الكلى في مدينة "أم روابة" بولاية شمال كردفان، بحسب مصادر طبية صرحت لـ"العين الإخبارية"، مشيرة إلى تضرر 144 مريضا كانوا يتلقون خدمة الغسيل بالمركز إثر انعدام المحاليل الوريدية.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش وقوات "الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو المعورف بـ"حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA== جزيرة ام اند امز