فيدرالية مدنية ديمقراطية.. الدعم السريع يطرح رؤية لـ"السودان الجديد"
طرح قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، اليوم الأحد، رؤية قواته للحل الشامل للأزمة الحالية وتأسيس الدولة السودانية الجديدة.
وعبر موقع إكس "تويتر سابقا"، قال قائد قوات الدعم السريع "يجب أن يكون وقف إطلاق النار طويل الأمد مقرونا بمبادئ الحل السياسي الشامل".
وتابع "يجب معالجة جذور الأزمة في السودان لرفع المظالم ورد الحقوق وتحقيق الانتقال السلمي الديمقراطي".
ومضى قائلا "يجب أن يكون نظام الحكم ديمقراطيا مدنيا يقوم على الانتخابات العادلة والحرة".
قائد قوات الدعم السريع قال أيضا "من الضروري أن تعكس الحكومة المدنية في تشكيلها كافة أقاليم البلاد عبر آليات وأسس يتم الاتفاق عليها".
وأضاف "النظام الفيدرالي هو الأنسب لحكم السودان"، متابعا "تصفية النزعات الاحتكارية غير المشروعة للسلطة والنفوذ أمرٌ لا مناص منه لرد السلطة إلى الجماهير".
في السياق ذاته، قال "يجب العمل على إشراك أكبر قاعدة سياسية واجتماعية ممكنة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني من كافة أنحاء البلاد".
وزاد "نؤكد أن قضايا الحل السياسي لا تنفصل عن قضايا السلام المستدام"، مضيفا "يجب إشراك جميع حركات الكفاح المسلح وأصحاب المصلحة من مناطق النزاع والحروب في السلام المستدام".
وأوضح "من الضروري تأسيس جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية بغرض بناء مؤسسة عسكرية تنأى عن السياسة".
البرهان في بورتسودان
في الجانب الآخر، وصل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الأحد إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد، في خروج نادر له من العاصمة منذ بدء الاشتباكات بين قواته وقوات الدعم السريع قبل أكثر من أربعة أشهر.
وأفاد بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني الذي يترأسه البرهان بأنه "وصل اليوم (الأحد) إلى مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر".
وأضاف البيان أن نائب رئيس المجلس السيادي مالك عقار "كان في استقباله (البرهان) بمطار بورتسودان"، المدينة التي تقع بمنأى من أعمال العنف والقتال، الذي يتركز في العاصمة وضواحيها وإقليم دارفور في غرب البلاد.
وتدور الاشتباكات في السودان منذ 15 أبريل/نيسان بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. ومذاك التاريخ يلتزم البرهان جدران مقر قيادة الجيش بوسط العاصمة والذي يتعرض لهجمات عديدة من قوات الدعم السريع.
والخميس، ظهر البرهان في مقاطع مصورة انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي وهو يتجول في قاعدتين عسكريتين في أم درمان غرب الخرطوم، وتلتقط له صور مع المواطنين.
تطورات ميدانية
ميدانيا، استمرت الاشتباكات والغارات الجوية في العاصمة وضواحيها، بحسب ما أفاد شهود عيان.
وقال مصدر طبي في الخرطوم لفرانس برس الأحد "قتل خمسة أشخاص من جراء سقوط صواريخ على المنازل".
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية. لكن الحصيلة الفعلية تبدو أكبر لأن العديد من مناطق البلاد معزولة تمامًا، كما يتعذر دفن الكثير من الجثث المتناثرة في الشوارع، ويرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما.
وفي أربعة أشهر، أُجبر أكثر من 4,6 ملايين شخص على الفرار، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) التي أكدت أن "أكثر من 700 طفل ينزح بسبب الحرب في كل ساعة تمر".