أزمة السودان.. غبار المعارك يتصاعد في الخرطوم وحميدتي بجنوب أفريقيا
وسط غبار المعارك وغياب أفق الحل السياسي السلمي، حطت طائرة قائد قوات الدعم السريع، في جنوب أفريقيا، لـ«شرح رؤيته بشأن السلام ووقف نزيف الدماء».
زيارة قالت عنها مصادر بقوات الدعم السريع، لـ«العين الإخبارية»، إن قائدها الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي»، وصل إلى جنوب أفريقيا في إطار جولاته الخارجية، مشيرة إلى أنه سيلتقي الرئيس سيريل رامافوزا، وسيبحث معه أوضاع الحرب في السودان، وكيفية تحقيق الحل السلمي، لإيقاف نزيف الدم والمُعاناة الإنسانية.
وخلال الأيام الماضية، أجرى قائد الدعم السريع جولات خارجية، شملت دول: أوغندا، وإثيوبيا، وجيبوتي، وكينيا، من أجل شرح رؤيته بشأن الحرب وتحقيق السلام في السودان.
تصعيد عسكري
ومع انسداد أفق الحل السلمي، تجددت المعارك والاشتباكات الخميس، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مناطق عدة بالعاصمة الخرطوم.
وأفادت مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية»، بأن الجيش السوداني قصف بالمدافع الثقيلة والطائرات المسيرة عدة أهداف لقوات الدعم السريع حول «سلاح المدرعات» وأحياء الصحافة وجبرة، جنوبي العاصمة الخرطوم.
وطبقا للمصادر العسكرية، فإن قوات الدعم السريع أطلقت قذائف مدفعية باتجاه مقر القيادة العامة للجيش، وسط العاصمة الخرطوم، و«سلاح الإشارة» بمدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، والدخان يتصاعد في سماء المنطقة.
وحسب المصادر، فإن المدينة شهدت دوي انفجارات قوية وتصاعد ألسنة اللهب والدخان بكثافة داخل مقر القيادة العامة للجيش، ومحيط «السوق العربي»، وسط العاصمة الخرطوم.
وأكدت المصادر العسكرية، أن «الجيش السوداني أطلق دفعات متتالية من القذائف على مواقع لقوات الدعم السريع بمناطق وسط وشرق وجنوب الخرطوم»، مشيرًا إلى أن «الطيران الحربي قصف تجمعات قوات الدعم السريع في مناطق شرق النيل وأحياء الأزهري وعد حسين وسوق قورو الشعبي جنوبي العاصمة الخرطوم».
إعلان وقف الحرب
وقبل أيام، وقعت قوات الدعم السريع وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» بالسودان، إعلان «أديس أبابا»، للعمل على وقف الحرب في البلاد.
هذا التوقيع توج اجتماعات استمرت يومين بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، ويشمل الإعلان قضايا من بينها: «وقف الأعمال العدائية، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإنهاء الحرب وتأسيس الدولة»، بحسب بيان «تقدم».
وأشارت التنسيقية إلى أن «طرفي الإعلان عقدا العزم على إنهاء الحرب»، وأن «قوات الدعم السريع أبدت استعدادها التام لوقف الأعمال العدائية بشكل فوري وغير مشروط عبر تفاوض مباشر مع الجيش».
ممرات آمنة
وكبادرة حسنة النية، تعهدت قوات الدعم السريع بـ«إطلاق سراح 451 أسيرا، وفتح ممرات آمنة للمدنيين في مناطق سيطرتها»، بحسب الإعلان.
كما نص الإعلان على «تشكيل لجنة مشتركة لإنهاء الحرب وإحلال سلام مستدام، ولجنة وطنية مستقلة لرصد كل الانتهاكات في البلاد، وتحديد المسؤولين عن ارتكابها».
وأكد الإعلان أنه تم «الاتفاق على القيادة المدنية للعملية السياسية، مع الالتزام بمشاركة واسعة لكل الأطياف لا تستثني إلا المؤتمر الوطني (حزب الرئيس السابق عمر البشير) والحركة الإسلامية السياسية وواجهاتها»، في إشارة لكل روافد الإخوان الإرهابية.
وخلفت الحرب المستعرة في السودان منذ أبريل/نيسان الماضي أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg5IA== جزيرة ام اند امز