بشائر الخير في السودان.. برنامج دعم نقدي للمواطنين
الحكومة السودانية تطلق برنامج دعم نقدي يصل إلى 80% من سكان البلاد تصل قيمته إلى 5 دولار في الشهر للفرد الواحد
بدأت بشائر الخير تصل إلى السودانيين بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير في نيسان/أبريل 2019، وأطلقت الحكومة السودانية برنامج دعم نقدي يصل إلى 80% من سكان البلاد، البالغ عددهم حوالي 42 مليون نسمة.
ويتطلع السودانيون إلى مستقبل أكثر إشراقا بعد عقود من العزلة عن الأسواق الغربية، حيث ظلت الظروف الاقتصادية صعبة في ظل استمرار العجز المالي وارتفاع التضخم.
وهذا البرنامج، هو جزء من خطة إصلاح اقتصادي اتفقت الخرطوم عليه مع صندوق النقد الدولي الشهر الماضي، يستهدف مساعدة المواطنين لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتراجع قيمة العملة المحلية.
وقال عصام عباس مدير وكالة التحول الرقمي بوزارة المالية السودانية، إن "البرنامج يقوم على دعم 80 % من سكان البلاد دعما نقديا مباشرا من الدولة".
أضاف أن "البرنامج "يهدف لمساعدة هذه الشريحة من السكان لمواجهة عملية الإصلاح الاقتصادي بصورة كاملة".
وتوصلت الخرطوم إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، في يونيو/حزيران الماضي، على برنامج إصلاح اقتصادي مدته 12 شهرا لتأهيل البلاد للحصول على تمويل من المؤسسات الدولية.
وأعلنت 40 دولة ومنظمة اجتمعت خلال الشهر نفسه في برلين عن تقديمها 1.8 مليار دولار دعما للحكومة الانتقالية التي تتولى زمام البلاد.
وتتولى الحكومة الانتقالية المسئولية تحت مجلس سيادي تشكل من العسكريين والمدنيين بعد الاطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير في نيسان/أبريل من العام الماضي.
ويعاني السودانيون منذ أشهر للحصول على الخبز و وقود السيارات والغاز المنزلي وتشهد منافذ هذه السلع طوابير انتظار طويلة.
ومنذ انفصال جنوب السودان عن السودان في 2011، يشهد اقتصاد البلاد ارتفاعا في معدّلات التضخم، وصلت إلى 114% في مايو/أيار الماضي وتراجع قيمة الجنيه السوداني إثر فقدان عائدات نفطية كبيرة.
ويقدر حجم الدين الخارجي للسودان بحوالى 60 مليار دولار، كما أن واشنطن لا زالت تضعه على قائمتها "للدول الراعية للإرهاب" ما يحرمه من فرص كبيرة لتلقي التمويل أو الاستثمار الأجنبي.
وفي مارس/آذار الماضي أكد ابراهيم البدوي وزير المالية السوداني السابق بأن بلاده عليها متأخرات واجبة السداد لصندوق النقد الدولي تبلغ 3 مليارات دولار.
وخفّض صندوق النقد، في تقرير أصدره في مايو/أيار الماضي توقعاته بشأن معدل تراجع الاقتصاد السوداني في عام 2020 ليصل إلى 8% مقارنة بـ 2.5% في العام السابق .
ومن جهته يقول عباس "نقدم الدعم لرب الأسرة وفقا لعدد أفراد أسرته ويبلغ حوالى 5 دولار في الشهر للفرد الواحد".
ويؤكد أن "المشروع يزيد القدرة الشرائية للفرد كما أنه يساعد على استمرار التلاميذ في مقاعد الدراسة بدلا من قيامهم بالعمل لمساعدة أسرهم".
ويمثّل دعم الحكومة لسلع الخبز والمحروقات والأدوية نحو 36% من إجمالي نفقات ميزانية الحكومة السودانية .
ووفق إحصاءات الأمم المتحدة فإن معدلات الفقر في السودان بلغت 65% من السكان يقل دخلهم عن دولار واحد في اليوم.
ومن جانبه قال ياسر محمد النور، أحد المستفيدين من برنامج الحكومة الجديد "تسلمت من وزارة المالية دعما شهريا يبلغ 2500 جنيه سوداني (21 دولار).
وأضاف لوكالة فرانس برس "لدي أسرة تتكون من 11 فردا وأنا أعمل في محل لحياكة ملابس المنزل السودانية التقليدية".
وياسر يقيم في منطقة الخضراء وهي منطقة للسكن العشوائي، تنعدم فيها الخدمات الأساسية مثل المياه والتعليم ويقطنها حوالى ألف أسرة وتبعد حوالى 25 كلم شرق العاصمة.
ومن جهته أكد محمد الناير المحلل الاقتصادي السوداني، أن المبلغ المقدم في الدعم النقدي "قليل" مقارنة بارتفاع أسعار السلع الرئيسية و"لا يفي باحتياجاته على الإطلاق".