في السودان انقلبت موازين الغابة، وتجرد الملك من امتيازاته، فظهر واهنا عاجزا عن الحركة
هذا هو الأسد.. ملكٌ في أرضه، أميرٌ في عرينه، هيبةٌ في زئيره، قوةٌ في بنيانه.. لكن ليس هكذا حال الملوك في السودان.
ففي هذا البلد الأفريقي، انقلبت موازين الغابة، وتجرد الملك من امتيازاته، فظهر واهنا عاجزا عن الحركة، هزيل الجسم، وقد تغلغل الجوع في مفاصله وتمكن منه حتى غدا هيكلا عظميا.
في حديقة "القرشي" بالعاصمة الخرطوم، قادت الصدفة عثمان صالح إلى هذا المكان أملا في صورة تشحن مخيلته عن حديقة الحيوانات ببلاده، فإذا به يكشف مشاهد هزت الرأي العام المحلي وخارجه.
أسود تتضور جوعا وعظامها البارزة تشهد على مصابها.. مشاهد غزت مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، ليصل صداها إلى أروقة السلطات السودانية التي أرسلت فريقا من شرطة حماية الحياة البرية لتقديم الإسعافات الأولية.
في المقابل، هرع الناس من هنا وهناك.. البعض فضولا والبعض الآخر حزنا وبنية تقديم المساعدة، فكدسوا اللحم أمام تلك الحيوانات الجائعة، لكن الوقت كان قد فات، واكتفت لبوة برمق الشرائح بنظرات حزينة وهي تحتضر قبل أن تودع الحياة وتترك رفاقها يكملون فصول القصة.