السودان يتنفس هدنة.. هدوء يرفع سقف الآمال لـ72 ساعة
فتحت الخرطوم وأحياؤها الجريحة أعينها اليوم الأحد على هدوء حذر، بعد دخول هدنة جديدة لـ72 ساعة حيز التنفيذ بوساطة أمريكية سعودية.
جاء ذلك غداة اشتباكات دموية أسفرت عن مقتل 17 من المدنيين بينهم أطفال وإصابة 11 آخرين، جراء قصف جوي في الخرطوم، قبل ساعات من إعلان السعودية والولايات المتحدة التوصل إلى الهدنة.
ومساء السبت أعلنت الرياض وواشنطن، في بيان مشترك، اتفاق الجيش السوداني و"الدعم السريع" على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لمدة 72 ساعة، اعتبارا من الـ06:00 صباح الأحد (04:00 بتوقيت غريتنش).
وأضاف البيان: "اتفق الطرفان على أنهما خلال فترة وقف إطلاق النار سوف يمتنعان عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية أو الطائرات المسيرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات، والامتناع عن محاولة تحقيق مكاسب عسكرية أثناء وقف إطلاق النار".
صمت الرصاص
وصباح اليوم الأحد، أبلغ شهود عيان "العين الإخبارية" أن العاصمة الخرطوم شهدت استقرارا كبيرا بعد أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" إلى حيز التنفيذ لمدة 3 أيام اعتبارا من ساعات الصباح الأولى.
ووفقا للشهود فإن الطيران الحربي توقف عن التحليق، كما توقف إطلاق الرصاص ودوي المدافع الذي دمر منازل المواطنين، وأحالها في غمضة عين إلى أكوام من التراب.
وفي مدينة "أم درمان" غربي العاصمة الخرطوم شهدت المنطقة استقرارا نسبيا، جراء توقف الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والقصف المدفعي.
وأفاد الشهود لـ"العين الإخبارية" بأن الأسواق الصغيرة داخل الأحياء بدأت في الانتعاش خاصة فيما يتعلق بتوفير اللحوم والخضراوات.
وتابع الشهود "نتمنى تطوير الهدنة القصيرة إلى وقف دائم لإطلاق النار".
أما مدينة "بحري" شمالي العاصمة الخرطوم فشهدت استقرارا كبيرا جراء توقف الاشتباكات العسكرية.
وأفاد شهود عيان من المدينة "العين الإخبارية" بأنه رغم المعاناة من انقطاع الكهرباء والمياه وخدمة الإنترنت، إلا أن الأوضاع تشهد استقرارا كبيرا بعد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع".
وأضاف الشهود "تناقص عدد سكان المدينة التي باتت معظم مساكنها مهجورة، حيث يعاني السكان من نقص في المواد الغذائية الأساسية.. نتمنى إيقاف الحرب فورا لنعيش آمنين في منازلنا".
أوضاع دارفور
مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور تشهد هدوءا نسبيا مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأبلغ شهود عيان "العين الإخبارية" بأن المدينة التي تحولت جراء الحصار والعنف الدموي إلى رماد، يأمل قاطنيها في أن تنهض من جديد بعد دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ".
وأضاف الشهود "المدينة تعاني نقصا حادا في الكهرباء والمياه والأدوية والأغذية الضرورية".
وتابعوا "القتل على الهوية أصاب اللحمة الوطنية في مقتل، ونسأل الله أن يخمد نار الفتنة، وتعود الأوضاع إلى طبيعتها".
وفي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أفاد شهود "العين الإخبارية" بأن المدينة "تعاني نقصا حادا في الخدمات الضرورية من الكهرباء والمياه، والمستشفى يعاني ترديا بالغا في الخدمات ونقصا حادا في الكوادر الطبية والأدوية".
وأضاف الشهود "نأمل الاستفادة من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في فتح الممرات الإنسانية الآمنة، لدخول السلع الأساسية والأدوية".
وبالنسبة إلى مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، أفاد شهود عيان "الإخبارية" بأن الهدوء الحذر يخيم على المنطقة، بعد دخول وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ.
وأكد الشهود أن المدينة تعيش أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد جراء الاشتباكات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، طيلة الأيام الماضية.
وأوضح هؤلاء أن المدينة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية من الكهرباء والمياه وخدمات الاتصالات والإنترنت.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/أيار الماضي محادثات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" أسفرت في الـ11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.
ويتبادل طرفا الصراع بالسودان الاتهامات بارتكاب خروقات خلال سلسلة هدن لم تفلح في إنهاء الاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.