"الإخوان" و"مزاعم الدعم الخارجي".. صراع السودان بميزان حميدتي
وضع إصبعه على داء السودان محذرا من أن الإخوان يستنسخون معضلة داعش ونفى تلقي قواته أي دعم خارجي مؤكدا انفتاحه على الجهود من أجل حل سلمي.
جاء ذلك في مقابلة أجراها قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي" مع وكالة "نوفا" الإيطالية نشرتها الخميس.
- صراع الجنرالات.. فتنة أشعلها الإخوان ويدفع ثمنها السودانيون
- السودان على شفا الحرب الأهلية.. دائرة العنف تتسع
تطرق حميدتي لأبرز نقاط التوقف بالمشهد السوداني في ظل النزاع المستمر بين قواته والجيش، والذي دخل شهره الثالث دون أن تنجح اتفاقات وقف النار في وضع حد نهائي للقتال.
تحدث عن الإخوان ممن قال إنهم يسيطرون بشكل كامل على قرار الجيش، مؤكدا أنهم سبب تصاعد التوترات والصراع في السودان، وعرج على ما يتردد عن إمدادات عسكرية أو تدريبات مزعومة لقوات من جهات أجنبية، واصفا تلك المزاعم بـ"شائعات لا أساس لها".
الإخوان
بالمقابلة قال حميدتي: "أولاً وقبل كل شيء، يمارس المتطرفون داخل قيادة الصف (الجيش) سيطرة كاملة على عملية صنع القرار فيها".
وأضاف: "هؤلاء الأفراد هم من فلول النظام السابق، وهؤلاء الأفراد هم من قاموا بتدبير انقلاب عسكري ضد الحكومة الديمقراطية (أكتوبر 2021) ، مما أدى إلى تصاعد التوترات والصراع على السلطة داخل السودان"، بحسب قوله.
وحذر من أن هذه الجماعات تهدف لاستنساخ معضلة "شبيهة بداعش، إن لم تكن متطابقة".
انفتاح وإشادة
وبحسب حميدتي، فإنه من المهم التأكيد على"أننا لا نزال منفتحين على جميع الجهود التي يمكن أن تساهم حقًا في حل سلمي يضمن دولة ديمقراطية".
وقال: "من الضروري الدخول في حوار ومفاوضات تعطي الأولوية لمصالح وتطلعات الشعب السوداني. ونرحب بأي مبادرة تعزز عملية سلام مستدامة وشاملة، وتدعم المبادئ الديمقراطية وتحمي حقوق ورفاهية جميع المواطنين السودانيين".
وتابع أنه "من خلال تعزيز بيئة الثقة والشمولية واحترام المعايير الدولية، يمكننا العمل من أجل مستقبل يمكن للسودان أن يزدهر فيه كدولة ديمقراطية، بدعم من قواته الخاصة، بما في ذلك قوات الدعم السريع".
وأعرب حميدتي عن تقديره الكبير لدور الوساطة الأمريكي السعودي في عقد محادثات السلام بمدينة جدة، مضيفًا أن نجاح مبادرات السلام هذه يعتمد على رغبة والتزام الطرف الآخر بالالتزام بجدية الحوار وإيجاد حلول "مقبولة للطرفين".
ولفت إلى أن "التزام ودعم المجتمع الدولي لحل النزاع في السودان هما خطوتان حاسمتان لضمان مستقبل أفضل للشعب السوداني، من خلال منع أعمال المتطرفين (الإخوان) داخل القوات المسلحة السودانية".
وحذر من أن أعمال هؤلاء المتطرفين تتسبب في وقوع إصابات بصفوف المدنيين وتستهدف الفئات الضعيفة مثل الأطفال والنساء، وقال إن "مبادرة الوساطة لديها القدرة على تمهيد الطريق لتحقيق سلام دائم".
واستطرد: "دعونا نأمل أن تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن. نحن نؤمن إيمانا قويا بالحاجة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لأسباب إنسانية يمكن أن يكون بمثابة جسر لحل دائم لهذا الصراع".
واستدرك: "لسوء الحظ، لم تنجح القوات المسلحة السودانية حتى الآن في الالتزام بوقف إطلاق النار المتفق عليه، بما في ذلك وقف إطلاق النار المؤقت الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والسعودية، فضلاً عن الاتفاقيات الإنسانية".
وأوضح أنهم "مستعدون وراغبون في الدخول في مفاوضات جديدة وسنحترم أي وقف لإطلاق النار نحققه. ومع ذلك، يجب على القوات المسلحة السودانية إثبات قدرتها على الالتزام بوقف إطلاق النار الإنساني المؤقت".
عقبات
حميدتي أعرب عن قناعته "بوجود العديد من مراكز صنع القرار داخل وحول قيادة الجيش، وأن المفاوضات فشلت حتى الآن بسبب عدم وجود مندوب واحد من القوات المسلحة السودانية قادر على تعزيز موقف موحد على طاولة المفاوضات".
ومضى يقول: "إذا لم يتم حل هذا الوضع، فمن الصعب للغاية تخيل طريقة للمضي قدمًا، حيث يؤثر العديد من الأشخاص من النظام السابق على جهاز صنع القرار في القوات المسلحة السودانية في هذا الوقت، وهذا يثير مشاكل كبيرة للسودان بشكل عام، وكذلك على وجه التحديد فيما يتعلق بالمفاوضات لإنهاء هذه الحرب".
وشدّد حميدتي على أنه "يجب أن تظهر القوات المسلحة السودانية نية حقيقية للتفاوض ويجب أن تحترم القانون الدولي، مؤكدا على الدور الذي يمكن أن تلعبه الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي في تسهيل التوصل إلى حل سلمي للصراع.
الدور الكيني
كما أبدى قائد قوات الدعم السريع موقفًا إيجابيًا تجاه اقتراح الوساطة الأخير الذي قدمه الرئيس الكيني ويليام روتو خلال قمة إيغاد المنعقدة مؤخرا.
وقال: "نقدر ونرحب بأي نهج من قبل المجتمع الدولي لتعزيز السلام وحل النزاعات. يعكس الاجتماع المقترح وجهاً لوجه بين الطرفين المتحاربين بالإضافة إلى مشاركة إثيوبيا وجنوب السودان والصومال (الذين يشكلون مع كينيا ما يسمى باللجنة الرباعية السودانية)، جهدًا تعاونيًا نحو الوساطة".
وأشار إلى أنه "من الضروري تشجيع المبادرات التي تسعى إلى إنهاء الأنظمة العسكرية الاستبدادية وتعزيز الحلول السلمية، ويمكن أن توفر هذه الجهود الدبلوماسية منبرًا للحوار والتفاهم والتفاوض، وهو أمر ضروري لمعالجة النزاعات المعقدة وتعزيز الاستقرار في المنطقة".
واختتم حميدتى تصريحاته قائلا: "في نهاية المطاف، يعتمد نجاح مبادرات السلام هذه على رغبة والتزام قوات (قائد الجيش عبد الفتاح) البرهان للانخراط في حوار هادف وإيجاد حلول مقبولة للطرفين. ونأمل أن يساهم هذا الاقتراح وغيره بشكل إيجابي في السعي لتحقيق السلام ونشجع استمرار التعاون والجهود الدبلوماسية داخل المجتمع الدولي للتوصل إلى حل دائم".
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA= جزيرة ام اند امز