الحرب في السودان.. الظلام يحكم الخرطوم ونيالا تعاين المآسي
تتراجع السياسة بمواجهة السلاح، وتتصاعد وتيرة العنف، ما أغرق العاصمة السودانية في ظلام دامس، وأسقط مدينة نيالا في أتون المآسي.
وأفادت مصادر عسكرية "العين الإخبارية" بأن مدينة نيالا تعيش أوضاعا بالغة التعقيد، إثر القصف الطيراني الحربي المتواصل، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات في صفوف المدنيين.
وأشارت المصادر إلى أن القصف المتكرر، تسبب في موجة نزوح كبيرة للمواطنين من منازلهم، وانقطاع للكهرباء والمياه.
ويقول المواطن حسين آدم إن مدينة نيالا تعيش أوضاعا كارثية، إثر القصف المتكرر للطيران الحربي للأحياء والمساكن، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وأوضح آدم، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن المواطن لم يعد آمنا داخل منزله بسبب القصف المتكرر للطيران الحربي، كما أن الحياة أصبحت مستحيلة في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
وتكتنف تحركات المصادر المستقلة والصحافة صعوبات بالغة في ضوء الوضع الأمني المتردي، ما يصعب التأكد على وجه اليقين من الأوضاع على الأرض.
وخلال الأسابيع الماضية، أعلنت قوات "الدعم السريع" سيطرتها على ولاية جنوب دارفور، وعاصمتها نيالا، وشرعت في إعادة الأوضاع إلى طبيعتها بفتح أقسام الشرطة والنيابة والأسواق، وتأمين الشوارع والأحياء السكنية.
كما أعلنت سيطرتها خلال الأشهر الماضية على ولايات غرب دارفور، ووسط دارفور، وجنوب دارفور، وشرق دارفور، وتسعى للسيطرة على ولاية شمال دارفور.
وتقدر مساحة دارفور بخمس مساحة السودان، وتحد الإقليم ثلاث دول من الشمال ليبيا، ومن الغرب تشاد، ومن الجنوب الغربي أفريقيا الوسطى، فضلا عن متاخمته بعض الأقاليم السودانية مثل بحر الغزال وكردفان من الشرق.
"اتهامات"
إلى ذلك ذكرت قوات الدعم السريع، في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أن الجيش "قصف عددا من الأحياء السكنية بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المواطنين الأبرياء وتدمير المنازل والممتلكات الخاصة".
وأوضح البيان أن "قوات الدعم السريع تدين بأشد العبارات عمليات القصف المتعمد للمدنيين الأبرياء بهدف قتلهم وتهجير الآخرين قسريا من مناطقهم".
وأشار البيان إلى أن هذا القصف "كشف بجلاء حالة اليأس والإحباط التي وصلت إليها" قوات الجيش، إثر "الهزائم المتتالية التي ظلت تتعرض لها في جميع الجبهات".
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش السوداني حول بيان الدعم السريع، بقصف مدينة نيالا بالطيران الحربي وقتل وإصابة العشرات من المدنيين وتدمير المنازل والممتلكات الخاصة.
ومنذ بداية الحرب في منتصف أبريل/نيسان الماضي، يتبادل الجيش والدعم السريع اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، لكن لا يمكن التثبت من هوية مرتكبي هذه الاتهامات من أطراف مستقلة في ضوء الأوضاع على الأرض، وما يرتبط بها من صعوبة إجراء تحقيق مستقل.
ظلام وعطش
ومع تصاعد وتيرة القتال أبلغت مصادر عسكرية "العين الإخبارية" أن طيران الجيش السوداني، قصف أيضا مواقع لقوات "الدعم السريع"، شرقي العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المدينة، وتعطل خدمات الكهرباء والمياه.
ووفقا للمصادر، فإن قوات الجيش السوداني والدعم السريع تبادلا القصف المدفعي في محيط المدينة الرياضية وأحياء "الصحافة" و"جبرة" و"السلمة" و"سوبا"، جنوبي العاصمة الخرطوم.
فيما يقول المواطن حسن عبدالوهاب إن "المعارك المستمرة في الخرطوم تسببت في انقطاع شامل للكهرباء والمياه وتوقف الحياة بشكل شبه كامل".
وتابع عبدالوهاب، في حديثه لـ"العين الإخبارية" "كأننا نعيش في مدينة أشباح بسبب الظلام الدامس والعطش".
كما أفاد شهود عيان "العين الإخبارية" بأن "المعارك المستمرة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مدينة أم درمان، تسببت في معاناة المواطنين".
وحسب الشهود فإن الجيش يتقدم في محاور سوق أم درمان، والسوق الشعبي، ونشر قوات داخل أحياء المسالمة والعمدة وحي العرب، بالإضافة إلى أحياء أخرى داخل المدينة.
الشهود قالوا أيضا إن قوات "الدعم السريع" ما زالت تقصف محيط "سلاح المهندسين" بالقذائف المدفعية بعيدة المدى والراجمات.
كما تعيش أغلبية أحياء مدينتي أم درمان وبحري وبحري في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء والعطش نسبة لتوقف المياه من المحطات الرئيسة على النيل وتعطل معظم آبار الشرب الجوفية، وفق الشهود.
كما يواجه السكان في مدن العاصمة الخرطوم أوضاعا إنسانية قاسية في أعقاب تدمير القطاع الصحي والصيدليات وانقطاع الإمداد الدوائي.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش و"الدعم السريع"، خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjIyMS4yNy41NiA= جزيرة ام اند امز