حرب السودان.. البرهان بإريتريا وجرح النزوح ينزف في دارفور
مع احتدام الصراع، وتصاعد وتيرة العنف، يبحث قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، عن مد أواصر الدعم في الجوار.
إذ وصل عبدالفتاح البرهان، الثلاثاء، إلى العاصمة الإريترية أسمرا في زيارة رسمية، وكان في استقباله في مطار أسمرا الدولي، وفق بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة الانتقالي، الرئيس أسياس أفورقي، وأعضاء البعثة السودانية لدى دولة إريتريا.
ومن المقرر أن يجري البرهان، وفقا للبيان، مباحثات مع أفورقي حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها بما يحقق تطلعات الشعبين، إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ورافق البرهان خلال الزيارة، وزير الثقافة والإعلام، خالد الإعيسر، ومدير جهاز المخابرات العامة، أحمد إبراهيم مفضل.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت قوات الأورطة الشرقية بقيادة الجنرال الأمين داؤود، الانتشار والانفتاح نحو الإقليم الشرقي بالسودان، في أعقاب مشاورات فنية مع الجيش السوداني.
وسبق أن أبلغت مصادر عسكرية، "العين الإخبارية"، أن قوات الأورطة الشرقية بدأت تدريبها العسكري العام الماضي في دولة إريتريا، وخضعت لكافة أنواع التدريب العسكري المتقدم.
وتأسست الأورطة الشرقية بقيادة الجنرال الأمين داؤود، بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، منتصف أبريل/ نيسان 2023.
نزوح في دارفور
ومع تصاعد وتيرة القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ارتفعت موجة النزوح هربا إلى المناطق الآمنة التي تقع بمنطقة "جبل مرة" وسط الإقليم الواقع غربي السودان.
ويظهر تصاعد موجات النزوح في دارفور غربي السودان، أحد أوجه المأساة الإنسانية المستمرة؛ إذ وصلت إلى مناطق سيطرة حركة جيش تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور، موجة نزوح جديدة هربا من القتال والعنف في مدينة الفاشر.
ووفقا للمتحدث الرسمي باسم "المنسقية" العامة للنازحين واللاجئين، آدم رجال، يبلغ إجمالي عدد الأسر التي نزحت في أحدث موجة، 385 أسرة؛ أي حوالي 1925 فراد.
وأفاد رجال "العين الإخبارية"، بأن منطقة طويلة استقبلت 305 أسرة، وقولو 25 أسرة، وسورتوني 15 أسرة، وروكرو 20 أسرة، ودوبو 9 أسرة، ومارتال 5 أسرة.
وأوضح أن الاحتياجات الأساسية للنازحين هي الغذاء والمأوى والمياه والإصحاح البيئي والخدمات الصحية العلاجية والتعليم للأطفال والدعم النفسي.
وتسعى قوات "الدعم السريع"، للسيطرة على الفاشر لكونها آخر المدن في إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرتها، بعد أن سيطرت منذ أواخر العام الماضي على ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.
تدمير سبل العيش
ودمرت حرب السودان سبل عيش ملايين الزراع والرعاة، حيث يعمل في القطاعين 80 في المئة من القوى العاملة في البلاد.
وفاقمت الحرب من حدة الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة في مخيمات النازحين، إثر تسبب الاشتباكات الناجمة عنها في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى الإقليم.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 11 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjIzIA== جزيرة ام اند امز