«مدينة الصمغ» بيد جيش السودان.. وشرط لإعادة البعثة الأفريقية
بالأسلحة الثقيلة والخفيفة اندلعت مواجهات عسكرية «طاحنة» على أبواب مدينة الصمغ شرقي السودان، أفضت إلى سيطرة الجيش السوداني عليها، وسط صمت من قوات الدعم السريع.
وفي بيان رسمي، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على المدينة، فيما لم تُصدر قوات "الدعم السريع" أي تعليق حول معارك سنجة.
ونشر الجيش السوداني، في حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر وجود عناصره داخل قيادة الفرقة 17 مُشاة في سنجة.
وأوضح البيان أن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى استعادت السيطرة على رئاسة الفرقة 17 مُشاة بمدينة سنجة، كما نشر ضباط وجنود الجيش مقاطع فيديو، يؤكدون سيطرتهم على مدينة سنجة.
وذكر البيان أن "الجيش السوداني سيطر على مداخل ومخارج سنجة، بعد معارك ضارية ضد قوات الدعم السريع استخدمت فيها المُسيرات والقصف المدفعي".
وأفاد البيان بأن الجيش وحلفاءه تقدما بعد السيطرة على سنجة إلى مناطق شرق المدينة وإلى الدالي والمزمزم وأبوحجار من أجل استعادة السيطرة عليها.
وأفادت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، اليوم السبت، باندلاع مواجهات عسكرية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بمدينة سنجة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وحسب المصادر العسكرية فإن الجيش السوداني استطاع إعادة سيطرته على المدينة، التي تشتهر بمواردها الزراعية، خصوصا "الصمغ العربي"، الذي يستأثر السودان بإنتاج النسبة الأكبر منه عالميا.
تحركات الجيش
وأوضحت المصادر أن قوات الجيش تحركت من الدندر والسوكي وسنار والنيل الأزرق ببطء نحو سنجة، مستعيدة البلدات والقرى إلى أن أحكمت قبضتها على المدينة.
وطبقا للمصادر العسكرية وشهود عيان فإن الاشتباكات أسفرت عن نزوح الآلاف من مدينة سنجة والمناطق المجاورة.
وأكدت المصادر العسكرية أن قوات "الدعم السريع" ما زالت تسيطر على قرى وبلدات غرب مدينة الدندر وكركوج والدالي والمزموم.
وفي 29 يونيو/حزيران الماضي، التفت قوات "الدعم السريع" على قوات الجيش السوداني في مدينة سنار، وتوغلت إلى عمق أكثر من 60 كيلومترا عبر الطرق الترابية الوعرة لتسيطر على المدينة وعلى قيادة الفرقة 17 مشاة، ما أتاح لها التمدد شرقا وغربا وجنوبا لتسيطر على مدن الدندر والسوكي وأبوحجار، وود النيل ومناطق الدالي والمزموم.
تعليق عضوية السودان
ومع تصاعد وتيرة الحرب، رفض الاتحاد الأفريقي إعادة عضوية السودان التي علقت في عام 2021.
وأكد مفوض الاتحاد الأفريقي بانكولي أديوي، خلال أعمال التشاور السنوي الخامس عشر بين مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي ونظيره في الاتحاد الأوروبي، في أديس أبابا، مساء الجمعة، موقف الاتحاد الأفريقي الثابت بعدم التسامح مع الانقلابات غير الدستورية في القارة.
وأشار أديوي إلى أن الاتحاد الأفريقي يعمل بالتنسيق مع منظمة "إيغاد" والأمم المتحدة، لإيجاد حل عملي للأزمة السودانية يركز على تحقيق وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وأضاف أن نشر بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان لا يزال مشروطا بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل مستدام، مؤكدا أنه لا يمكن التوصل إلى حل عسكري للأزمة دون مشاركة فاعلة من المدنيين والقوى السياسية.
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021 أمر الاتحاد الأفريقي بتعليق مشاركة السودان في جميع أنشطته "بأثر فوري"، على خلفية "استيلاء الجيش السوداني على السلطة وحل الحكومة الانتقالية".
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 11 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQ1LjY4LjE2NyA= جزيرة ام اند امز