حرب السودان تزحف جنوبا.. «مدينة الصمغ» بقبضة الدعم السريع

اتسعت رقعة الاشتباكات العسكرية في السودان، وسط كر وفر من طرفي الحرب، مما أدى إلى تصاعد معدلات النزوح في أجزاء واسعة من البلاد.
وأفادت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، الخميس، بأن قوات الدعم السريع، سيطرت الخميس، على مدينة "النهود" بولاية غرب كردفان، بعد معارك بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
ووفق المصادر العسكرية، فإن قوات "الدعم السريع" هاجمت صباح اليوم، مدينة "النهود" العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان جنوبي البلاد.
كما أفاد شهود عيان "العين الإخبارية"، بأن الاشتباكات العنيفة أجبرت المواطنين على التزام منازلهم داخل المدينة، مع انقطاع كامل للاتصالات والإنترنت.
ونشر جنود من قوات "الدعم السريع"، مقاطع فيديو مصورة من داخل رئاسة محلية "النهود"، وهم يلوحون بالأسلحة ويتوعدون باستلام ما تبقى من مناطق ولاية كردفان.
ولم تتلق "العين الإخبارية"، تعليقا فوريا من الجيش السوداني حول سيطرة قوات "الدعم السريع" على مدينة النهود بولاية غرب كردفان.
لكن والي (حاكم) ولاية غرب كردفان المكلف، محمد آدم، قال في وقت سابق اليوم، إن مدينة "النهود" عصية على قوات الدعم السريع ولن تستطيع الدخول إليها.
وأكد الحاكم في تصريحات إعلامية، أن "جميع مكونات المجتمع بمدينة النهود اتفقت على الدفاع عن المنطقة.
أهمية مدينة "النهود"
- و"النهود" هي مدينة بصحراء وسط السودان، الواقعة في غرب كردفان.
- سكانها من العرب الرحل وغالبيتهم من قبيلة "حمر".
- تضم رئاسة اللواء 81 مشاة
- كانت واحدة من أربع مناطق تحت سيطرة الجيش السوداني في ولاية غرب كردفان، إلى جانب حقل "هجيلج" النفطي، ومدينة "لقاوة"، والفرقة 22 بابنوسة،
- والنهود ذات إرث سياسي وثقافي واقتصادي.
- تضم أكبر بورصة للصمغ العربي المُنتج من أشجار الهشاب في المنطقة، إلى جانب المحصولات الأخرى مثل الكركدي والفول وبذور البطيخ، والثروة الحيوانية لا سيما "الضأن الحمري".
- كما تضم عدة مصانع للزيوت وغيرها.
وارتفعت وتيرة الصراع السياسي في مدينة "النهود"، وانتقلت إليها رئاسة ولاية غرب كردفان عقب سقوط مدينة "الفولة" في قبضة قوات "الدعم السريع" في يونيو/حزيران الماضي.
وتشهد المدينة اكتظاظا سكانيًا شديدًا بمعدل يفوق طاقتها الاستيعابية بسبب نزوح آلاف المواطنين من المناطق المضطربة في ولاية غرب كردفان، وإقليم دارفور "غرب".
وأعلنت قوات "الدعم السريع" أمس الأربعاء، السيطرة على منطقة "المشايش" الواقعة في المحور الشرقي من غرب كردفان بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش السوداني.
وقال أحد قادة "الدعم السريع" في مقطع فيديو، إن "المنطقة تمثل النقطة الأخيرة التي تفصل قوات الدعم السريع عن مناطق السيطرة التابعة للحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو".
وأوضح أنه من خلال السيطرة على منطقة "المشاش" ستتمكن قوات الدعم السريع من السيطرة على المحور الشرقي لولاية غرب كردفان بالكامل.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم، يشهد "أحد أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
aXA6IDMuMTI5LjcxLjIyNSA= جزيرة ام اند امز