استراتيجية «الهروب» تتهاوى.. صفعات متلاحقة تدحض ادعاءات جيش السودان

إصرار من جيش السودان على تحميل الآخرين مسؤولية فشله في إدارة أزمة مستمرة منذ أكثر من عامين، عبر اختلاق أزمة تلو أخرى مع دولة جديدة.
اتهامات وادعاءات وأكاذيب يوجهها لمن يشاء وقتما يشاء، متوهمًا أن سياسة "الهروب من المسؤولية" ستنجح في صرف انتباه المجتمع الدولي عمّا يرتكبه من فظائع خلال الحرب الجارية منذ أكثر من عامين.
سياسة قوبلت بفشل كبير، وسط تهاوي ادعاءاته التي يوجهها لمختلف الدول – التي يستهدفها بأكاذيبه – مرة تلو أخرى.
صفعات متلاحقة
ولم يكد الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان يستفيق من الصفعة التي تلقاها إثر صدور تقرير نهائي من مجلس الأمن الدولي عبر فريق خبرائه المعني بالسودان، كشف عن زيف ادعاءات الجيش السوداني بحق دولة الإمارات بشأن دعمها أحد أطراف النزاع، حتى جاءته صفعة أخرى من كينيا، التي أصدرت وزارة خارجيتها بيانًا دحضت فيه مزاعم جيش السودان ضد نيروبي، مؤكدةً بأنها "لا أساس لها من الصحة".
وأكدت على ضرورة التوصل لحل سلمي للصراع في البلاد.
وفي محاولات يائسة لتحميل الآخرين مسؤولية أزمتها المستمرة وفشلها المتواصل، تتهم حكومة الجيش السوداني الإمارات بدعم قوات السريع، فيما تتهم تشاد بأنها فتحت أراضيها لمرور الدعم المقدَّم لهم، كما تتهم كينيا بأنها استضافت مؤتمرات لقوى متحالفة مع قوات الدعم السريع ورعايتها لأنشطتهم.
وتعيد تأويل تلك الادعاءات زيادة ونقصانًا بين الفينة والأخرى، مع إضافة دولة جديدة لقائمة ادعاءاتها، بحسب حاجتها، لأسباب عدة من أبرزها:
تصدير فشلها المتواصل للخارج عن الأزمة التي كانت سببًا فيها عبر توجيه اتهامات لدول خارجية.
محاولة خداع الرأي المحلي وتخفيف الاحتقان الداخلي المتزايد ضدها.
محاولة صرف انتباه المجتمع الدولي عمّا يتم ارتكابه من فظائع خلال الحرب.
التقرير الأممي
ادعاءات يتم دحضها تباعًا، ويُكشف كذب جيش السودان.
ضمن أحدث الضربات التي تلقاها جيش السودان في هذا الصدد، كشف تقرير نهائي أصدره مجلس الأمن الدولي عبر فريق خبرائه المعني بالسودان عن زيف ادعاءات الجيش السوداني بحق دولة الإمارات بشأن دعمها أحد أطراف النزاع.
وكان السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، قد كشف في بيان رسمي للبعثة الدائمة لدى المنظمة في نيويورك، أن التقرير النهائي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي عبر فريق خبرائه المعني بالسودان "لم يتضمن أي استنتاجات أو دلائل تدعم الادعاءات الباطلة التي وجهتها القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات".
وأوضح أن التقرير تناول الانتهاكات الواسعة التي ارتكبها طرفا النزاع في السودان بحق المدنيين، بما يشمل الغارات العشوائية والهجمات وجرائم العنف الجنسي، واستخدام منع المساعدات كسلاح، دون أن يسجل أي اتهام أو إدانة لدولة الإمارات.
واعتبرت دولة الإمارات أن القوات المسلحة السودانية تحاول من خلال إطلاق اتهامات لا أساس لها، تحويل انتباه المجتمع الدولي عن الفظائع التي ترتكبها في السودان، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية.
وجدّدت دولة الإمارات دعوتها لجميع الأطراف السودانية، وفي مقدمتها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، إلى إنهاء الحرب الأهلية دون شروط مسبقة، والانخراط الجاد في مفاوضات سلام شاملة.
كما شددت على ضرورة تيسير وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى جميع المناطق، داعيةً المجتمع الدولي إلى توحيد جهوده لدعم عملية سياسية تقود إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة تضمن السلام والاستقرار للشعب السوداني الشقيق.
وأكد السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أن دولة الإمارات ستواصل دعم الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام والاستقرار في السودان، وستقف دومًا إلى جانب تطلعات الشعب السوداني نحو مستقبل أفضل بعيدًا عن النزاعات.
ولم يكشف التقرير النهائي لمجلس الأمن الدولي حول السودان عن زيف ادعاءات جيش السودان بخصوص الإمارات فحسب، بل إنه أنصف أبوظبي، منوهًا بدورها في دعم محادثات جنيف لتحقيق السلام في السودان، والتي عرقلها الجيش السوداني نفسه.
التقرير النهائي لفريق الخبراء المعني بالسودان، والذي جاء في 48 صفحة وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، تحدث باستفاضة عن انتهاكات طرفي الحرب في السودان، ولم يأتِ على ذكر الإمارات إلا مذكّرًا بدورها في دعم محادثات السلام في جنيف، والتي أفشلها بالأساس الجيش السوداني، حسب التقرير نفسه.
تقرير أممي ينتصر لدولة الإمارات، يأتي في وقت تتواصل فيه جهودها على مختلف الأصعدة للحفاظ على السودان وأهله، وإعادة الاستقرار والأمن والسلام لأرض النيل.
وسبق التقرير توجيه تحالف دولي يضم أكثر من 15 منظمة حقوقية من السودان ودول أخرى، دعوة يوم 23 من الشهر الجاري إلى دعم جهود دولة الإمارات الإغاثية في السودان، بعد أيام من مشاركة الإمارات في مؤتمر دولي بشأن السودان في لندن منتصف الشهر الجاري، أطلقت خلاله الإمارات خارطة طريق لحل الأزمة، في إطار إيمان المجتمع الدولي بدور الإمارات في دعم الأمن والسلام في المنطقة.
جهود إماراتية تتواصل على مختلف الأصعدة – تساندها رسائل أممية وحقوقية ودولية وشعبية – للحفاظ على السودان وأهله، وإعادة الاستقرار والأمن والسلام لأرض النيل، غير عابئة بالمحاولات العبثية لمحاولة تعطيل دبلوماسيتها الإنسانية عبر محاولات إشغالها في معارك جانبية، عبر ترديد أكاذيب واتهامات زائفة بزعم دعم أحد أطراف النزاع، وصلت إلى حد تقديم شكوى ضدها في محكمة العدل الدولية من قبل حكومة الجيش السوداني دون تقديم أي أدلة أو براهين تثبت اتهاماتها وادعاءاتها.
الضربة الأممية لم تصب فقط قادة الجيش السوداني، بل صعقت أيضًا تنظيم الإخوان ومن يدور في فلكه من ذباب إلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، يحاول عبثًا تشويه دور الإمارات، ووسائل إعلام تتبنى وجهات نظر معادية للإمارات لأغراض مشبوهة دون أي دليل أو بيّنة.
سجل إنساني مضيء
وعلى مدار عامين من عمر الأزمة، شكّلت المبادرات والمساعدات الإماراتية، التي بلغت 600.4 مليون دولار، طوق نجاة لملايين المتضررين، حيث بلغ عدد المستفيدين المباشرين من تلك المساعدات ما يزيد على مليوني شخص، وسط جهود متواصلة لضمان وصول المساعدات إلى 30 مليون سوداني يواجهون خطر المجاعة، بينهم أطفال ونساء.
وبمساعداتها خلال الأزمة، يرتفع إجمالي مساعدات الإمارات للسودان على مدار السنوات العشر الماضية إلى أكثر من 3.5 مليار دولار.
فمنذ بداية الأزمة، سيرت دولة الإمارات جسرًا جويًا وبحريًا نقل قرابة 13 ألفًا و168 طنًا من المواد الغذائية والطبية والإغاثية عبر 162 طائرة وعدد من سفن المساعدات.
أيضًا، في إطار الدعم الإنساني والإغاثي والطبي المقدم من دولة الإمارات للاجئين السودانيين المتأثرين بالأوضاع الصعبة التي تسبب بها الصراع في البلاد، أنشأت الإمارات 3 مستشفيات لتوفير الخدمات الطبية للاجئين في دول الجوار، تنفيذًا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات وهما مستشفيان في أمدجراس وأبشي بتشاد، قاما بعلاج 90,889 حالة.
كما افتتحت الإمارات في 7 مارس/آذار الماضي مستشفى ثالثًا في منطقة مادول في ولاية بحر الغزال في جنوب السودان، فضلًا عن تقديم الدعم إلى 127 منشأة صحية في 14 ولاية.
aXA6IDMuMTI5LjkyLjE0IA==
جزيرة ام اند امز