حاكمة ميشيغان تخوض «مغامرة محسوبة».. التعاون مع ترامب

في مشهد تشوبه الاستقطابات الحادة، تتبنى حاكمة ولاية ميشيغان، غريتشن وايتمر، استراتيجية تختلف جوهريا عن نهج نظرائها الديمقراطيين.
فبينما يرفع حكام بارزون مثل غافين نيوسوم في كاليفورنيا وجي بي بريتزكر في إلينوي لواء المواجهة الصريحة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اختارت وايتمر مسارا عمليا يتجلى في حضورها اللافت بالبيت الأبيض.
وبحسب موقع أكسيوس، قامت وايتمر منذ مطلع عام 2025، بثلاث زيارات رسمية للبيت الأبيض ناقشت خلالها ملفات حيوية لولايتها، تشمل تمويل برنامج "ميديكيد"، والرسوم الجمركية على صناعة السيارات (عمود الاقتصاد في ميشيغان)، ومشروعات حماية البحيرات العظمى، ونشر أسطول جديد من الطائرات المقاتلة في قاعدة سيلفريدج الجوية.
هذا الانفتاح نال إشادة علنية من ترامب الذي وصفها بـ"الشخص الجيد جدا" وأشاد بأدائها "الممتاز"، حتى أنه استدعاها للوقوف بجواره خلال زيارة إلى ميشيغان رغم معارضة مستشاريه المقربين.
علاقة هشة
وراء مظاهر الود المتبادل، تكشف المصادر المقربة من البيت الأبيض أن ترامب يضع وايتمر ضمن "قلة نادرة من الديمقراطيين" الذين يبدي لهم احتراما، مع إشادة خاصة بتعاونها في ملف البحيرات العظمى.
لكن هذا الثناء لا يلغي عداءه المستحكم لزعماء ديمقراطيين آخرين، حيث يحوِّل نيوسوم إلى "نيوسكم" (الحثالة الجديد) (Newscum) في خطاباته المهينة، ويصف بريتزكر بأنه "ربما أسوأ حاكم في البلاد".
الأكثر تعقيدا هو تاريخ العلاقة المضطرب بين الطرفين: فخلال ولايته الأولى، وصف ترامب وايتمر بـ"نصف وايتمر" (Half-Whitmer) متهما إياها بعدم الصدق، بينما اتهمته هي عام 2020 بـ"التواطؤ" في مؤامرة اختطافها بعد رفضه إدانة جماعات يمينية متطرفة خططت للاعتداء عليها.
وإحراجات علنية
لم تمنع سياسة الانفتاح وايتمر من انتقاد ترامب عند تعارض سياساته مع مصالح ميشيغان، فهاجمت سياسته الجمركية ووصفتها بـ"الخطيرة"، كما لقبت مشروعه الاقتصادي الكبير بـ"قانون الخيانة الكبرى".
لكن هذا النهج المتوازن أثار سخطا داخل الحزب الديمقراطي، حيث حذرت المدعية العامة لميشيغان دانا نيسل من أن "الاسترضاء ليس استراتيجية قابلة للتطبيق".
وتجلى الإحراج الداخلي لوايتمر في مشهدها المراوغ خلف ترامب خلال أحد اجتماعات البيت الأبيض، حين حاولت إخفاء وجهها عن الكاميرات، وهي لقطة أثارت جدلا واسعا وكشفت عن التناقض في سعيها للحفاظ على شرعية ديمقراطية مع التعامل مع خصمها.
مغامرة محسوبة
يضع رهان وايتمر غير المسبوق الحزب الديمقراطي أمام معضلة جوهرية: هل ستكافئها القاعدة الانتخابية البراغماتية العابرة للأيديولوجيا أم تفضل خطاب المواجهة الصارخ ضد ترامب؟
وتشير استطلاعات الرأي في ميشيغان إلى تأييد 54 بالمائة من الديمقراطيين لنهجها، بينما يرى محللون أنها تخوض "مغامرة محسوبة" قد تمنحها تميزا في سباق الرئاسة 2028.
وتدعم خلفيتها العائلية والسياسية هذا التوجه؛ فوالدها ريتشارد وايتمر تعاون مع حكام جمهوريين كوزير للتجارة، كما حصلت هي على دعم جمهوري في حملتها الانتخابية عام 2018، ولديها شبكة علاقات متينة مع قيادات جمهورية محلية مثل رئيس مجلس النواب مات هال.
وفي تصريحها لموقع "أكسيوس"، تختزل وايتمر فلسفتها بالقول: "لطالما أكدت استعدادي للعمل مع أي شخص لصالح ميشيغان... توجهي لواشنطن يضمن أن يكون أبناء ولايتي في قلب القرارات المصيرية".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA=
جزيرة ام اند امز