السلام والعدالة بالسودان.. رسائل البرهان للأمم المتحدة وأفريقيا
رسائل حول الوضع بالسودان بعثها رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان إلى كل من الأمم المتحدة وذراعها التنفيذية والمفوضية الأفريقية.
ووجه البرهان رسائله إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيسة مجلس الأمن الدولي السفيرة جيرالدين بيرن ناسون، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، أطلعهم خلالها على تطورات الأوضاع الراهنة في البلاد.
وأشاد البرهان بالدور الحيوي للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة في مساندة السودان ودعم المرحلة الانتقالية.
وأكد رئيس مجلس السيادة في هذه البرقيات، الالتزام الكامل برعاية وحماية الانتقال في السودان حتى الوصول لغاياته المنشودة عبر تنظيم انتخابات حرة ونزيهة تكون تعبيراََ صادقاََ عن إرادة وتطلعات الشعب السوداني.
وأضاف: "سنعمل على منع أية محاولات لإعاقة مسار العملية الانتقالية من أية جهة، مؤكدا حرصه وإيمانه بالتحول التحول الديمقراطي والحفاظ عليه حتى تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة، فضلاََ عن العمل على بناء سودان آمن ومستقر يعيش بسلام مع جيرانه ومحيطه الإقليمي والدولي، وينعم فيه شعبه بالحرية والعدالة والسلام.
وقال البرهان إن "بنود الوثيقة الدستورية (تحكم الشراكة الحالية بين العسكريين والمدنيين) ستجد منا كل الحرص والتمسك ببنودها التي توافق عليها شركاء الانتقال".
السلام
وأكد التزام الدولة بتنفيذ بنود اتفاقية جوبا للسلام، لا سيما تلك المتعلقة بالترتيبات الأمنية، مشيراً إلى استعداد حكومة الفترة الانتقالية للانخراط الإيجابي والبقاء في التفاوض مع الفصائل الأخرى التي لم تلحق بركب العملية السلمية بعد.
وجدد البرهان عزم الحكومة على تعزيز حماية المدنيين في دارفور (غرب)، لا سيما النساء والأطفال، وبشكل يضمن الكرامة الإنسانية وصيانة الحقوق التي تعهد بها السودان عند انضمامه للاتفاقبات الدولية ذات الصلة.
وتابع: "سنستمر في تنفيذ الخطة الوطنية لحماية المدنيين وتكوين ونشر القوات المشتركة المعنية والتي تمثل إحدى أهم الأولويات بدارفور، فضلاََ عن جمع الأسلحة الصغيرة والخفيفة غير المصرح بها وتنفيذ برامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج.
ولفت إلى التحسن التدريجي الذي طرأ على الأوضاع في المنطقة بالرغم من بعض العثرات هنا وهنالك بسبب تعقيدات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتأثيرات التغير المناخي على مجمل الإقليم وشح الدعم المالي الدولي لإنفاذ بنود اتفاقية جوبا.
العدالة وهياكل الانتقال
وتعهد رئيس مجلس السيادة بالمضي قدماََ في وضع وتنفيذ برامج للعدالة الانتقالية والاستفادة من الإرث الدولي والإقليمي في هذا المجال.
وقال: "بما أن العدالة الجنائية هي عنصر مهم للعدالة الانتقالية فقد قمنا بإجراءات مشهودة في هذا الصدد، حيث عززنا التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، ونسعى لمساءلة كل من يثبت اقترافه للجرم في دارفور".
وشدد رئيس مجلس السيادة على حرص السودان على حماية وتعزيز أوضاع حقوق الإنسان وسيادة حكم القانون، مشيراً للجهود المتواصلة لمكافحة كل أشكال التمييز على أساس الجنس أو اللون أو المعتقد.
وأكد التزامه باستكمال هياكل السلطة الانتقالية، بقيام المجلس التشريعي وغيره من المفوضيات والآليات، رغم العقبات التي تقف أمام ذلك، فضلا عن اتخاذ الخطوات اللازمة لوضع دستور للبلاد يتأسس على كفالة الحريات الشخصية والسياسية والاقتصادية، وإعادة السلطة للمجتمع ليقرر في شئون الحكم وعلاقة الدين بالدولة، وتأسيس نظام إداري يضمن صلاحيات إدارية ومالية وسياسية كبيرة للحكومات المحلية ودور محدود للسلطة المركزية يتحدد دستورياََ.
البرهان أعرب أيضا عن عزمه على إصلاح القطاع الأمني وهيكلة الأجهزة الأمنية، والعمل على ضمان قوات مسلحة مهنية تصون الأمن القومي للبلاد من العدوان الخارجي وتحمي خيارات الشعب المعبر عنها دستورياََ، مثلما انحازت إلى تطلعات المواطنين في ثورة ديسمبر، وتتقيد بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
واعتبر أن عملية إصلاح القوات المسلحة ودمج مختلف فصائل العملية السلمية هي عملية شديدة التعقيد، لتعدد أطرافها الداخلية، بالإضافة إلى الشركاء الخارجيين، كما أن هنالك جهات لا تزال تنشط خارج العملية السلمية، كفصيل عبد الواحد محمد النور والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، وهي أطراف نحرص على إشراكها مستقبلا في ترتيبات الدمج.
حسن الجوار
في السياق نفسه، أكد البرهان التزام السودان التام بميثاق الأمم ومقاصده في حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وعدم العدوان، مشددا على أن "ما قامت به القوات المسلحة في الحدود الشرقية هو إعادة انتشار وتموضع للقوات في رقعة جغرافية تثبت الوثائق التاريخية والمذكرات الثنائية أنها أرض سودانية".
وحذر من أن السودان "سيتعامل بحسم مع أية أطماع توسعية في أراضيه"، مشددا في الآن نفسه على أن الخرطوم لديها "مبادئ حسن الجوار وذلك من خلال استضافتها لعشرات الآلاف من مواطني دول الجوار".
وأعرب رئيس مجلس السيادة عن تطلع كل أطراف الفترة الانتقالية لدعم الشركاء الإقليميين والدوليين للسودان في شتى المجالات، ليتحقق سودان موحد ومستقر وديمقراطي ومزدهر، وناشد الأمم المتحدة ووكالاتها، وشركاء وأصدقاء السودان، التمسك بالتزاماتهم نحو السودان حتى تعبر البلاد بأمان إلى تحقيق التنمية والانتقال الديمقراطي السلس.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA== جزيرة ام اند امز