السودان.. 7 مسارات متعرجة للتفاوض حول السلام الشامل
المحادثات شهدت، الجمعة، تقدما نوعيا بعد توقيع اتفاق إطاري بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال
تجري مفاوضات السلام السودانية التي تحتضنها العاصمة جوبا على عدة مسارات بين الحكومة وفصائل الكفاح المسلح في مشهد لا يخلو من تعقيد، لكنه يجمع الأطراف تحت هدف مشترك واتفاق موحد سيوقع في نهاية الأمر.
وشهدت المحادثات أول تقدم من نوعه، الجمعة، بعد توقيع اتفاق إطاري بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة مالك عقار والتي تسيطر على أجزاء من ولاية النيل الأزرق.
وبدأت المحادثات في سبتمبر/أيلول الماضي بين الحكومة السودانية وتحالف الجبهة الثورية من جهة، والحركة الشعبية قطاع الشمال قيادة عبدالعزيز الحلو من ناحية أخرى.
وتوصلت المفاوضات مع الجبهة الثورية إلى اتفاق إعلان مبادئ ووقف العدائيات، وحدث الشيء ذاته مع الحركة الشعبية قيادة عبدالعزيز الحلو التي تسيطر على أجزاء من ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، قبل أن تحدث حالة من الجمود في ملف السلام بسبب خلافات بين الحركات المسلحة وائتلاف قوى الحرية والتغيير.
مسارات التفاوض
انقسم تحالف الجبهة الثورية إلى عدة مسارات للتفاوض مع الحكومة بشكل منفرد حول قضايا المناطق المنحدرة منها هذه الفصائل، وتشمل مسار دارفور، ومسار الشرق، ومسار الشمال ومسار الوسط ومسار النيل الأزرق وجنوب كردفان.
ويضم مسار دافور، حركات العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وجيش تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي، وتحرير السودان "المجلس الانتقالي" برئاسة الهادي إسماعيل، ولم يشهد أي تقدم حتى الآن.
أما مسار الشرق الذي توقف التفاوض حوله لحين قيام مؤتمر يحدد الممثلين الحقيقيين لأهل شرق السودان، يقف عليه أسامة السعيد، ومبروك مبارك سليم وغيرهما، علما بأن الشرق لا يشهد حربا في الوقت الحالي.
ووقع مسار الوسط بقيادة التوم هجو اتفاقا نهائيا مع الحكومة، وينتظر أن يوقع مسار الشمال بزعامة محمد سيد أحمد الجاكومي اتفاقا مماثلا، السبت، بعد أن شهد تقدما كبيرا في المسار الذي يدور التفاوض فيه على قضايا التنمية في مناطق لم تشهد أي حروب.
أما مسار النيل الأزرق وجنوب كردفان، فقد شهد توقيع اتفاق إطاري بين الحكومة والحركة الشعبية، بقيادة مالك عقار يحدد قضايا الحكم والترتيبات الأمنية ووقف العدائيات وإيصال المساعدات الإنسانية.
وخارج مسارات الجبهة الثورية، تعثر التفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز آدم الحلو، بسبب طرحه خياري علمانية الدولة السودانية، أو تقرير المصير لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث ترى الحكومة أن الفيصل في طبيعة الحكم يجب أن يتم عبر مؤتمر دستوري.
ورغم زيارة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إلى "كاودا" معقل الحركة الشعبية قيادة الحلو والتي ظلت معزولة لنحو ٩ سنوات وما أحدثته من تقارب، فإن المعضلة لا تزال قائمة.
فصيل قوي خارج المفاوضات
وتعد حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور الفصيل الوحيد الذي لم ينخرط في عملية التفاوض؛ حيث اشترط نقل المحادثات إلى داخل البلاد لمشاركته.
ويسيطر عبدالواحد على أجزاء واسعة من جبل مرة بإقليم دارفور غربي السودان منذ عام ٢٠٠٣، ورفض الدخول في أي مفاوضات مع نظام المعزول عمر البشير.
ويعول السودانيون على توقيع اتفاق سلام شامل ينهي عقودا من الحروب الداخلية، ويشكل ذلك أحد المطالب الرئيسية لثورة ديسمبر التي أسقطت حكم الإخوان بقيادة المعزول عمر البشير.
إلى جانب أنه مطلب شعبي، فإن الدوائر السياسية تنتظر التوصل إلى سلام من أجل استكمال هيكل السلطة الانتقالية، بتشكيل المجلس التشريعي وتعيين حكام مدنيين للولايات، واللذين تم إرجاؤهما بموجب اتفاق مع الحركات المسلحة.
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA= جزيرة ام اند امز