سياسي سوداني لـ"العين الإخبارية": الحرب مصلحة إخوانية ونحشد جبهة مضادة
اعتبر رئيس المكتب التنفيذي لحزب التجمع الاتحادي في السودان القيادي بقوى الحرية والتغيير، بابكر فيصل، أن الحرب في بلاده مصلحة إخوانية.
وأوضح في حوار أجرته معه "العين الإخبارية" أن الحزب السياسي الوحيد الذي يدعو لاستمرار الحرب هو المؤتمر الوطني المحلول (الذراع السياسية لجماعة الإخوان) وأنصاره.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي تفجر الوضع في السودان حينما اشتبك الجيش مع قوات الدعم السريع على خلفية خلافات بشأن آلية استيعاب الأخيرة ضمن المؤسسة العسكرية في البلاد لتوحيدها.
والطرفان المتقاتلان كانا جزءا من السلطة الانتقالية في البلاد في أعقاب الإطاحة بالرئيس الإخواني عمر البشير.
وشارك المكون العسكري قوى الحرية والتغيير في السلطة في مسعى للإعداد إلى انتقال سلمي وتحول ديمقراطي قبل أن تنفجر الأوضاع ويخلف القتال المرير آلاف القتلى وملايين النازحين.
وقال فيصل إن الطرفين المتنازعين يقران بأن هذه الحرب "عبثية" و"المنتصر فيها مهزوم" بحسب تعبير قائدي الجيش (عبدالفتاح البرهان) والدعم السريع (محمد حمدان دقلو)، وبعد دخول الحرب شهرها السادس تأكد أنه لن يتمكن أي من الطرفين من تحقيق نصر حاسم.
وتدور المعارك في المناطق الرئيسية في العاصمة الخرطوم وامتدت إلى أقاليم أخرى أبرزها دارفور، التي كانت مسرحا لحرب أهلية مريرة أيضا.
وأوضح القيادي في قوى الحرية والتغيير أن الجبهة كطرف مدني لا تملك سوى أدوات الضغط السياسية والجماهيرية، وفي هذا الإطار فقد ظللنا نعمل وسط الجماهير لتعبئتها في اتجاه الدعوة لوقف الحرب، كما واصلنا مساعينا مع المجتمعين الإقليمي والدولي للضغط على الطرفين من أجل الجلوس للتفاوض.
وفشلت جولات من المفاوضات استضافتها مدينة جدة السعودية برعاية واشنطن والرياض في تثبيت هدنة بين الطرفين حتى لأغراض إنسانية.
وحول قدرة القوى المدنية على الاصطفاف من أجل الحيلولة دون تفاقم المعارك ووقف القتال أشار فيصل إلى وجود مؤشرات كبيرة لتحقيق قيام جبهة عريضة.
وكشف لـ"العين الإخبارية" عن تشكيل لجنة تحضيرية بغرض الإعداد والتهيئة لعقد اجتماع يضم جميع الممثلين المستهدفين، و"هو الأمر الذي نأمل في قيامه خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة".
وإلى أبرز ما جاء في الحوار..
دخل الصراع في السودان شهره السادس فهل هناك أمل في أن يلجأ الطرفان المتنازعان إلى الحوار؟
الطرفان المتنازعان يقران بأن هذه الحرب عبثية والمنتصر فيها مهزوم، حسب تعبير قائدي الجيش والدعم السريع، وبعد دخول الحرب شهرها السادس تأكد أنه لن يتمكن أحد من تحقيق نصر ساحق وحاسم، ومع ذلك فقد قال قائد الجيش في حوار تلفزيوني قبل يومين نحن لم نصل إلى قناعة بأن لا سبيل أمامنا سوى المفاوضات، وهذا الحديث يعني أن الحرب ستتواصل، ومعها ستزداد احتمالات تفكك البلد، وستستمر المعاناة الإنسانية والقتل والدمار، خصوصا مع ندرة السلع وغلاء الأسعار وعدم وجود دخول لقطاعات واسعة من المواطنين الذين باتوا عاجزين عن توفير أبسط مقومات الحياة، وبالتالي فإن عدم توفر الإرادة للمضي في طريق وقف الحرب هو الأمر الماثل حتى الآن. من جانبنا نحن فقد دعونا لوقف الحرب منذ اليوم الأول لاندلاعها وقلنا إنها لا يمكن أن تحسم في ساعات أو أيام أو أسابيع كما كان يقول دعاة استمرار الحرب، وأوضحنا أنها مع مرور الوقت ستشكل خطرا وجوديا على البلد وقد أثبتت الأيام صحة رؤيتنا.
ماذا تملكون من أدوات للضغط على قادة الجيش والدعم السريع لأجل الجلوس للتفاوض ووقف إطلاق النار؟
نحن كطرف مدني لا نملك سوى أدوات الضغط السياسية والجماهيرية، وفي هذا الإطار فقد ظللنا نعمل وسط الجماهير لتعبئتها في اتجاه الدعوة لوقف الحرب، كما واصلنا مساعينا مع المجتمعين الإقليمي والدولي للضغط على الطرفين من أجل الجلوس للتفاوض، وفي إطار العمل الجماهيري الداعي لوقف الحرب ظل الناشطون من القوى السياسية والتنظيمات المدنية يواجهون حملة من الاعتقالات وتكميم الأفواه والتضييق من قبل عناصر النظام البائد الذين عادوا للإمساك بمفاصل السلطة في الولايات التي لا توجد بها مواجهات حربية وتقع تحت سيطرة الجيش.
هل التعويل على المجتمع الدولي للضغط على الأطراف المتقاتلة يمكن أن يثمر أكثر من الضغط الشعبي؟
نحن نعول على العمل الجماهيري في الأساس، وهذا هو الدرس القريب الذي تعلمناه من ثورة ديسمبر المجيدة (الثورة التي أطاحت بالبشير في 2019)، ولكن هذا الأمر لا يتناقض مع دعوة المجتمع الدولي للضغط على الأطراف المتحاربة، فهذان الطريقان يتكاملان ولا يتناقضان.
كقوى سياسية ومدنية قمتم بجولات خارجية لكن لم يكن لكم أي فعل سياسي ضد القتال في الولايات الآمنة؟
كما ذكرت، فإننا منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب اتجهنا لتعبئة الجماهير من أجل المطالبة بوقفها، وقمنا بتكوين جبهة عريضة لوقف الحرب في 27 أبريل/نيسان الماضي ونعمل حاليا لتطوير عملها وتفعيل دورها باستيعاب أكبر طيف سياسي ومدني مناهض للحرب.
القوى السياسية مواقفها متباينة حتى حول وقف المعارك فكيف لها أن تؤسس واقعا جديدا في هذا الوضع المعقد؟
القوى السياسية الرئيسية تتفق حول شعار لا للحرب بما في ذلك قوى الحرية والتغيير وقوى التغيير الجذري ولجان المقاومة والقوى المدنية والأحزاب غير المنضوية تحت هذه التحالفات، الحزب السياسي الوحيد الذي يدعو لاستمرار الحرب هو المؤتمر الوطني المحلول وأنصاره، وبالتالي فإن من السهل جدا توحيد الجبهة المدنية من أجل وقف الحرب، وهو أمر يتطلب التحلي بالمسؤولية الوطنية والترفع عن الاختلافات الصغيرة من قبل كافة القوى المدنية حتى نستطيع بناء أكبر جبهة مناهضة للحرب.
لكن الحرية والتغيير متهمة بإقصاء الآخرين وفرض نفسها وصية على الشعب؟
من الصعوبة بمكان تحقيق إجماع وطني كامل في أي مرحلة من المراحل، ولكن المهم هو تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق الذي يمكن من تحقيق الهدف المتمثل في التحول المدني الديمقراطي، وهو ما سعينا له في الاتفاق الإطاري الذي ضم قوى سياسية ومدنية كثيرة خارج إطار الحرية والتغيير، وهو كذلك ما نسعى له حاليا من خلال الجبهة العريضة التي قلنا إننا على استعداد للدخول فيها مع كافة القوى عدا المؤتمر الوطني وواجهاته الحزبية.
هل توجد مؤشرات لتحقيق وحدة مدنية واسعة؟
نعم هناك مؤشرات كبيرة لتحقيق قيام الجبهة العريضة، وقد تشكلت الأسبوع الماضي لجنة تحضيرية بغرض الإعداد والتهيئة لعقد اجتماع يضم جميع الممثلين المستهدفين، وهو الأمر الذي نأمل في قيامه خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA=
جزيرة ام اند امز