قبل جولة دولية.. السودان يسيج موقفه من سد النهضة بـ"لغة الضاد"
قبل انخراط مجلس الأمن الدولي الخميس المقبل في مناقشة ملف سد النهضة الإثيوبي سيج السودان موقفه من المفاوضات بلغة الضاد.
وأطلع السودان السفراء العرب المعتمدين بالخرطوم، على موقفه من سد النهضة، مجدداً التزامه بمفاوضات تحت رئاسة الاتحاد الأفريقي مع تعزيز دور المراقبين الدوليين.
وجرى ذلك خلال لقاء عقده وكيل وزارة الخارجية السودانية محمد شريف مع مجموعة السفراء العرب بالخرطوم يوم الإثنين، وفق بيان صحفي.
وشدد شريف على أن موقف بلاده الثابت تجاه سد النهضة قائم على ضرورة الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم لجميع الأطراف فيما يتعلق بملء وتشغيل السد.
وأكد أن السودان يقر بحق إثيوبيا في التنمية بشرط الالتزام بالقانون الدولي لاستخدام المياه العابرة للحدود، الذي يرتكز على الالتزام بالاستخدام العادل للمياه دون إلحاق أي ضرر بدول المصب.
وأوضح أن طلب السودان عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى تعزيز دور المجتمع الدولي في حث الأطراف الثلاثة على الوصول إلى اتفاق في إطار زمني لا يتجاوز الستة أشهر، آخذين بالاعتبار ما تم التوافق عليه مسبقا.
وكان وكيل وزارة الخارجية السودان، عقد لقاء مماثلا مع مجموعة السفراء الأفارقة بالخرطوم أمس الأحد، وأطلعهم على موقف بلاده من السد.
وفي وقت سابق الإثنين، أكد وزير الري السوداني ياسر عباس أن بلاده لن تدخل في أي جولة محادثات حول سد النهضة ما لم يتم الاتفاق على تغيير منهجية التفاوض.
وطالب عباس خلال استقباله السفيرة الفرنسية بالخرطوم إيمانويل بلاتمان بممارسة "ضغوطات خارجية على إثيوبيا حتى لا تمضي في الملء الأحادي لسد النهضة"، بحسب بيان صدر عن الوزارة.
ويلوم السودان إثيوبيا على فشل التوصل لاتفاق بسبب "منهجيتها في التفاوض"، وهو ما ترد عليه أديس أبابا باتهام مضاد للقاهرة والخرطوم.
وتأتي التصريحات قبل أيام من جلسة لمجلس الأمن بطلب من الخرطوم حول الملف العالق منذ نحو عقد.
والمفاوضات متوقفة رسميا منذ أبريل/نيسان الماضي بعد فشل مصر والسودان (دولتا المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في التوصل لتفاهمات قبل بدء الملء الثاني للسد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.
وترفض الخرطوم إصرار إثيوبيا على البدء بملء السد للمرة الثانية قبل التوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد، قائلة إن الملء الأول تسبب في أضرار بالغة وعرض 20 مليون سوداني للخطر.
وتقلل أديس أبابا من مخاوف الخرطوم والقاهرة وتتعهد بمراعاة هواجس دولتي المصب خلال عملية الملء الثاني التي تؤكد أن تأخيرها يكلف البلاد نحو مليار دولار.
وتأمل إثيوبيا أن يلبي السد حاجة البلاد من الكهرباء.
وتتخذ الأزمة بعدا جديدا مع اقتراب موعد الملء الثاني، وأمس قال مسؤول عسكري إثيوبيا إن الجيش في حالة تأهب استعدادا للخطوة التي تلاقي اعتراضات مصرية سودانية.