معركة "سلاح المدرعات" بالخرطوم.. اتهامات متبادلة وادعاءات بانتصارات
وسط احتدام المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع على أسوار سلاح المدرعات جنوبي العاصمة الخرطوم، كان الفضاء الإلكتروني، متخمًا بالاتهامات المتبادلة بين الفريقين المتناحرين.
واندلعت صباح الإثنين، اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، على أسوار "سلاح المدرعات"، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، بحسب شهود عيان قالوا لـ"العين الإخبارية"، إن الأخيرة بدأت هجومًا مكثفًا بالمدفعية الثقيلة، فيما رد الجيش السوداني، بالطيران الحربي.
وبموازاة تلك المعارك، كانت الحسابات الرسمية للجيش ووزارة الخارجية السودانية من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، تعج بالاتهامات المتبادلة بين الفريقين حول تلك المعركة.
فبينما حذرت وزارة الخارجية السودانية المجتمع الدولي من سلوك قوات الدعم السريع، احتفت الأخيرة بما قالت إنه "انتصار" حققته في المعركة التي جرت على أسوار سلاح المدرعات.
فماذا قال الفريقان؟
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن قوات الدعم السريع حاولت مجددًا الهجوم على سلاح المدرعات ومجمع الذخيرة لليوم الثاني على التوالي، مشيرًا إلى أن قوات الجيش، "دحرت الدعم السريع، وكبدتها خسائر فادحة في الآليات والأسلحة".
وأوضح متحدث الجيش السوداني، أن قوات الجيش طاردت فلول قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أنه جرى السيطرة على محيط سلاح المدرعات.
واتهم قوات الدعم السريع بقصف حي ود البخيت في شمال أم درمان مما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة آخرين، في قصف قال إنه يتكرر بشكل يومي؛ بهدف "إجبار المواطنين على إخلاء منازلهم".
في السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية السودانية، إن "المحاولة الانتحارية" التي شنتها قوات الدعم السريع؛ للهجوم على سلاح المدرعات بالخرطوم، والتي وظفت فيها أعدادا كبيرة من الأطفال والقصر كَمقاتلين، توضح أنها "أنها لا تقيم أي وزن لمعايير القانون الإنساني الدولي"، على حد قولها.
وأوضحت وزارة الخارجية السودانية، في بيانها الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن هناك أنباء تتواتر، عن "اختطاف قوات الدعم السريع لأعداد كبيرة من الفتيات والنساء، واستخدامهن عمالة قسرية، بغية الحصول على أموال طائلة من ذويهن كفدية"، على حد قولها.
ولم تستطع "العين الإخبارية" التأكد من مصادر مستقلة، حول الاتهامات التي وجهتها وزارة الخارجية السودانية، لقوات الدعم السريع.
وطالبت وزارة الخارجية السودانية بتصنيف قوات الدعم السريع، "جماعة إرهابية، وتقديم الدعم اللازم للحكومة السودانية التي تضطلع بدورها في التصدي لهذه القوات لحماية أمنها الوطني والأمن الإقليمي والدولي".
ماذا قالت "الدعم السريع"؟
في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، قالت قوات الدعم السريع إن عناصرها حققت يوم الإثنين، "نصراً كبيراً في معركة سلاح المدرعات بالخرطوم"، مشيرة إلى أنها كبدت قوات الجيش "خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد".
وبحسب البيان، فإن "قوات الدعم السريع بسطت سيطرتها على أجزاء واسعة من معسكر المدرعات في عدد من المحاور، واستولت على عدد ضخم من العتاد العسكري ومخازن الأسلحة والذخائر و34 مدرعة ودبابة و12 مدفعا و78 مركبة، ومقتل 260".
ولم تستطع "العين الإخبارية" التأكد من مصادر مستقلة، حول ما قالت عنه قوات الدعم السريع، إنه "انتصارات" حققتها، في معركة سلاح المدرعات، جنوبي الخرطوم.
وفي بيان ثان، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، قالت قوات الدعم السريع، إن قواتها تمكنت من "تحرير عدد من المدنيين من السجون بمعسكر المدرعات".