لابد من المحاسبة والمراجعة في كل خطوة للحفاظ على مكتسبات الثورة الشعبية التي أسقطت نظام "الإخوان" دون رجعة
ما يحدث في السودان هذه الأيام يدعو إلى جلوس كل مكونات السلطة الانتقالية والأحزاب السياسية والحركات المسلحة لمراجعة الذات وتفادي ما لا يحمد عقباه؛ لأن الانفلات الأمني الذي حدث مؤخراً في الخرطوم وبعض مدن السودان يطرق ناقوس الخطر، وإذا لم تعمل السلطة على فرض سيطرتها فسنقول على الثورة السلام.
ويجب محاسبة كل ما ساهم في ترويع الناس وهدد الأرواح وروع مضاجعهم، واستخدم الذخيرة الحية وسط الأحياء وقتل من كان آمنا في بيته وبين أسرته، يجب أن يحاسب أمام الشعب السوداني ويقدم للمحاكمة ليصبح عبرة لمن يعتبر.
لا بد من المحاسبة والمراجعة في كل خطوة للحفاظ على مكتسبات الثورة الشعبية التي أسقطت نظام "الإخوان" دون رجعة.
كما نقول لمجلس السيادة ومجلس الوزراء: "ما هكذا تورد الإبل" في السودان، ويجب محاسبة كل مسؤول يعرض حياة الناس للخطر ولا ينفذ تعليمات وتوجيهات السلطة، ويمارس التضليل والتأخير في صرف مستحقات الموظفين.
المتتبع للأحداث مؤخراً يرى أنه منذ أن تم إقرار قانون "تفكيك تمكين الإخوان"، وحرمان حزب المؤتمر الوطني من المشاركة السياسية وأعضائه وحصر ممتلكاته ومحاكمة من يطاله هذا القانون، بدأت تحدث خروقات أمنية من قبل فلول نظام "الإنقاذ" للقضاء على الثورة، لعلمهم أنهم أصبحوا مهمشين وغير مرغوب فيهم، وأن الشعب السوداني قد نبذهم دون عودة، لذا يسعون إلى إجهاض عزيمة وهمة الشباب.
ما حدث يقودنا إلى السؤال عن التباطؤ في تنفيذ بنود الوثيقة الدستورية التي تعاهد عليها الجميع أمام لعالم، لماذا لم يتم تطبيق قرار حل وتصفية جهاز المخابرات العامة وصرف مستحقات منتسبيه؟ أين هي أموالهم يا "دمبلاب"؟
مضى على تشكيل مجلس السيادة ومجلس الوزراء ٤ أشهر، فما هي إنجازات الوزراء؟ وما هي خططهم وبرامجهم المستقبلية لنهضة السودان، أم أنهم يعملون على الاستمرار في برنامج من سبقهم من وزراء "الإنقاذ" الفاشلين؟
يجب على كل وزير أن يقدم أوراق اعتماده بصورة رسمية للشعب السوداني، وأن يوضح ما قام بإنجازه خلال فترة عمله كوزير وما هي المعوقات التي واجهته؟ والرؤى التي سيعمل عليها لمدة ستة أشهر مقبلة؟ لكي لا يتقاعس الوزراء ويتناسوا مهامهم الأصيلة، ويجب كذلك توضيح المهام التي تضمنها "ميثاق الحرية والتغيير" لكي يعرف الجميع ما أنجزته الثورة حتى تاريخه وتحديد مسارها الصحيح.
التقاعس والتباطؤ والإهمال وعدم المسؤولية هي التي تخلق الانفلات الأمني والأعمال التخريبية ونعود إلى دائرة الصفر مرة أخرى، لذلك لا بد من المحاسبة والمراجعة في كل خطوة للحفاظ على مكتسبات الثورة الشعبية التي أسقطت نظام "الإخوان" دون رجعة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة