لطالما كان السودان في قلب دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي غرس في السياسة الإماراتية مبادئ الأخوة الصادقة والدعم الإنساني دون مقابل.
وقد واصلت القيادة الإماراتية هذا النهج حتى اليوم، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
ورغم محاولات جماعة الإخوان المسلمين وبعض الأطراف المؤدلجة تشويه صورة الإمارات والتشكيك في نواياها تجاه السودان، عبر حملات تضليل واتهامات تفتقر إلى الأدلة، فإن الإمارات لم تنحرف عن موقفها الثابت: الوقوف مع الشعب السوداني في محنه، ومد يد العون له دون تمييز.
ومنذ عقود، دعمت الإمارات السودان في مجالات التعليم، الصحة، والبنية التحتية، وساهمت في مشاريع تنموية وخيرية في مختلف أرجاء البلاد.
وكان السودان أحد أوائل الدول التي شملتها المبادرات الإنسانية الإماراتية الكبرى، وهو ما وثقته تقارير الهلال الأحمر الإماراتي والمؤسسات الخيرية التابعة للدولة.
ومع اندلاع الحرب السودانية في أبريل/نيسان 2023، كانت الإمارات من أولى الدول التي سارعت إلى تقديم المساعدات العاجلة، فقد أطلقت جسرًا جويًا إغاثيًا حمل على متنه عشرات الأطنان من المواد الغذائية، والأدوية، والمستلزمات الطبية، إضافة إلى إقامة مستشفى ميداني في تشاد لخدمة اللاجئين السودانيين، وتقديم الرعاية الطبية للمتضررين من النزاع.
كما أن الهلال الأحمر الإماراتي نفّذ حملات إنسانية مكثفة داخل السودان وفي مناطق النزوح، شملت توزيع أكثر من 6 آلاف سلة غذائية، ومئات الأطنان من المستلزمات الصحية والدوائية، في ولايات دارفور، الخرطوم، النيل الأزرق وغيرها. هذا إلى جانب برامج تعليمية وتنموية موجهة للأطفال والنازحين.
ورغم هذا العطاء، طالت الإمارات اتهامات ملفقة من بعض العناصر المحسوبة على الجيش السوداني وجماعات الإسلام السياسي، متهمين الدولة بالتدخل في الشؤون السودانية دون تقديم أي دليل موثق.
والواقع أن هذه الاتهامات تأتي في سياق حملات تضليل إعلامية تحركها أجندات حزبية ضيقة، تتجاهل الحقائق الميدانية والدعم الإنساني الملموس.
الإمارات، التي لم تسعَ يومًا لمصلحة سياسية في السودان، قدّمت ما لم تقدمه دول أخرى أقرب جغرافيًا وثقافيًا. وسلوكها هذا نابع من قناعة راسخة بأن دعم السودان واجب أخوي وإنساني، لا يرتبط بحكومة أو طرف، بل هو التزام تجاه الشعب السوداني بكل مكوناته.
ورغم التشويش والاتهامات، تبقى السودان في قلب الإمارات، شعبًا لا نظامًا، وطنًا لا جماعة. وستظل الدولة على عهدها، ماضية في تقديم الدعم الإنساني، والعمل لأجل استقرار السودان ووحدته، بعيدًا عن المهاترات والافتراءات.
الإمارات لا ترد بالكلمات على الاتهامات، بل ترد بالمواقف، والعطاء، والصدق. وهذا ما يجعلها ثابتة، مهما حاول المشككون.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة