عشرينية السودان المشتعل.. جهود إطفاء جنوبية ورياح حل أمريكية
هدنة معلنة هي الأطول تقطعها اشتباكات هي الأعنف منذ بداية المعارك قبل 20 يوما، ترسم واقعا قاتما في السودان رغم جهود الحل.
وبعد جهود منظمة التنمية في شرق أفريقيا "إيغاد" ورئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت، وافق طرفا الصراع، الجيش وقوات الدعم السريع، على هدنة أسبوع تبدأ اليوم الخميس، وتعد أطول هدنة منذ بداية الاشتباكات.
وخلال الأيام الماضية تدرجت الهدن المختلفة من 24 ساعة إلى 72 ساعة، قبل أن تصبح أسبوعا، لكنها اشتركت في شيء واحد؛ حدوث اختراقات واسعة النطاق لوقف إطلاق النار.
وصباح اليوم، تحدثت وسائل إعلام عن اندلاع معارك عنيفة في الخرطوم ووقوع انفجارات في محيط القصر الجمهوري والقيادة العامة في العاصمة السودانية.
ووفق المصادر نفسها، تشهد الخرطوم، الخميس، اشتباكات هي الأعنف منذ بدء القتال في السودان، وسط طلعات جوية للمقاتلات.
الأمم المتحدة "متفاجئة"
يأتي ذلك غداة إعراب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لـ"إخفاق" المنظمة في وقف الحرب في السودان، حيث تقوّض المعارك المستمرة جهود ترسيخ الهدنة.
ولفت غوتيريش في تصريحات لصحفيين في نيروبي إلى أن الأمم المتحدة "فوجئت" بانفجار أعمال العنف في السودان "لأنه كان من المأمول أن تثمر المفاوضات بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، عن اتفاق".
وتزامنت تصريحات غوتيريش مع زيارة أجراها مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إلى السودان غداة إعلان جنوب السودان أن طرفي النزاع وافقا "من حيث المبدأ"، خلال اتصال مع الرئيس سلفا كير، على هدنة لمدة سبعة أيام.
ميدانيا، دأب طرفا الصراع على تبادل إعلانات النصر والسيطرة في مدن عدة بالسودان، دون ظهور بوادر حسم واضح للمعركة على الأرض، أو إمكانية التأكد من تقدم طرف على حساب الآخر من مصادر مستقلة.
وفيما تتحرك أطراف نحو الهدنة، كشف مسؤول دبلوماسي، لصحيفة "سودان تربيون"، عن خطة أمريكية لتشكيل فريق للإشراف على التفاوض بين الجيش والدعم السريع المتوقع عقده في العاصمة السعودية الرياض.
وتتزايد الضغوط الإقليمية والدولية على طرفي القتال في الخرطوم، لعقد جولة تفاوض أولى تبحث وقف إطلاق النار تحت رقابة محلية ودولية، من أجل فتح ممرات إنسانية وتوزيع الإغاثة.
وقال المسؤول الدبلوماسي إن "هناك خطة أمريكية لتشكيل لجنة للإشراف على التفاوض بين الجيش والدعم السريع".
وتابع أن اللجنة المزمع تشكيلها لإدارة التفاوض بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان، تضم شركاء إقليمين ودوليين، ولم تتكون بعد، لكن جميع الدول المجاورة للسودان وافقت على الانضمام إليها.
ووافق البرهان وحميدتي، مبدئيا، على إجراء تفاوض لوقف العدائيات والاشتباكات في العاصمة الخرطوم، وفتح ممرات إنسانية في ظل واقع صعب تعيشه البلاد.
فرار ووضع إنساني يفاقم
وتتوقع الأمم المتحدة فرار ما يقرب من 800 ألف شخص من السودان في حال استمر القتال بين الجيش والدعم السريع، وسط انقطاع الكهرباء والإنترنت في الخرطوم.
وتعيش البلاد وضعا إنسانيا صعبا بعد ٢٠ يوما من المعارك، في ظل توقف حركة إمدادات الغذاء المعتادة بين المدن المختلفة والخرطوم، وصعوبة خروج الناس من المنازل للحصول على الاحتياجات خوفا من التعرض لخطر.
وأمس الأربعاء، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 447 شخصاً، فضلا عن إصابة 2255 شخصا منذ بداية الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان الماضي، فيما توجد إصابات ووفيات غير مشمولة في هذا الحصر.
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA== جزيرة ام اند امز