مارتن غريفيث.. من دار اليمن إلى نار السودان
متسلحا بخبرة المعرفة بأهل مكة وشعابها يطرق مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أبواب عاصمة عربية جديدة.
غريفيث الذي قاد مهمة أممية شاقة بين مدن اليمن بات أمام مسؤولية إنسانية جديدة في السودان، الذي يشهد صراعا مسلحا ومعاناة الملايين من المدنيين.
وقبل ساعات، أعلن مارتن غريفيث الذي يتولى أيضا مهمة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أنه يريد الاجتماع مع طرفي الصراع في السودان في غضون يومين أو ثلاثة أيام.
رغبة أممية تستهدف الحصول سريعا على ضمانات علنية من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بخصوص توفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية في الخرطوم والمدن الأخرى.
ومن جدة، نقلت وكالة رويترز عن غريفيث قوله إن الاجتماع المزمع قد يتم في العاصمة السودانية (الخرطوم) أو أي مكان آخر، في أعقاب زيارة لبورتسودان كانت تهدف إلى التخطيط لعملية إغاثة كبيرة النطاق.
وفي مايو/أيار 2021، أعلنت الأمم المتحدة تعيين مبعوثها السابق إلى اليمن مارتن غريفيث، وكيلا للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ.
آنذاك حل غريفيث خلفا للبريطاني مارك لوكوك الذي شغل منصب وكيل للشؤون الإنسانية للأمين العام للأمم المتحدة منذ 2017 ولمدة أربع سنوات.
وكان البريطاني مارتن غريفيث قد عمل مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، منذ عام 2018 وحتى عام 2021، لكنه ظل لفترة إلى أن وافق مجلس الأمن الدولي على تعيين السويدي هانس غروندبرغ مبعوثا جديدا خلفا له.
اتهامات جديدة
وبعد إعلانه عن الموافقة على هدنة تستمر 7 أيام، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بعدم الالتزام بالهدنة، مؤكدا أنها حاولت تعزيز قواتها في محيط القصر الجمهوري "لكننا كبدناهم خسائر فادحة".
وقال الجيش السوداني، في بيان جديد له: "قوات الدعم السريع استهدفت المحولات الرئيسية للكهرباء ومحطات المياه لتعطيلها".
وأضاف: "رصدنا تحركات تعزيزات لقوات الدعم السريع من اتجاه الغرب إلى العاصمة وصلت حتى بارا"، مجددا الدعوة لها بالكف عن التمادي في مغامرة التمرد الخاسرة.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بالاستمرار في "خروقات الهدنة الإنسانية المعلنة لإجلاء البعثات الدبلوماسية وتمكين السودانيين من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة".
وأعلنت في بيان لها الخميس تصدي قواتها في مناطق سيطرتها بوسط الخرطوم، إلى هجوم من قوات بزي الاحتياطي المركزي بتشكيل من الجيش السوداني "وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد واستولت على عدد من العربات والأسلحة ودبابة مجنزرة".
وأكدت تجاهل الشرطة السودانية لتحذيراتها السابقة بعدم الانسياق وراء مؤامرات قوات الجيش "والفلول للزج بهم في معركة ليسو جزءاً منها"، إلا أن قوات الجيش استدرجت قوات الاحتياطي إلى مواقع سيطرتها في وسط الخرطوم ثم ولوا عنهم هاربين في دقائق معدودة من المواجهة، على حد قولها.
وتمديد الهدنة يسمح بإجلاء المزيد من الرعايا الأجانب لكنه ينذر في الوقت نفسه بجولة جديدة من الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وكانت الاشتباكات قد تفجرت منتصف الشهر الماضي، واستخدم خلالها أسلحة ثقيلة وطيران حربي وسط مخاوف من انهيار القطاع الصحي الذي يعاني بالأساس.
aXA6IDMuMTQ0LjQ3LjExNSA= جزيرة ام اند امز