أزمة السودان.. عجلة الحرب دائرة والمدنيون يدفعون الثمن
مع اقتراب النزاع في السودان من دخول شهره السابع، اتسعت دائرة الاشتباكات العنيفة، دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل للحل.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، تدور اشتباكات بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وأبلغ شهود عيان "العين الإخبارية"، باندلاع اشتباكات عنيفة صباح اليوم الأحد، في محيط "سلاح المدرعات" جنوبي العاصمة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وحسب الشهود، فإن قوات الدعم السريع، تحيط بـ"سلاح المدرعات" بكامل عتادها وبأنواع مختلفة من الأسلحة.
كما أفاد الشهود، بأن قوات "الدعم السريع" أطلقت قذائف على منطقة "شمبات" بمدنية بحري شمالي العاصمة الخرطوم، ما أدى انقطاع الكهرباء والمياه.
وقال محمد عبد الوهاب، وهو شاهد عيان بالمنطقة إن "مدينة بحري تأثرت جراء الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية".
وأشار عبد الوهاب في حديثه لـ"العين الإخبارية"، "تأثرنا بالقصف ما أدى لوقوع إصابات في صفوف المواطنين، وانهارت منازل".
كما تشهد مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، أيضا اشتباكات متواصلة بين الجيش والدعم السريع، ما أدى إلى نزوح مئات المواطنين من منازلهم.
فيما قال شاهد آخر يدعى مصطفى سعيد، "الاشتباكات المسلحة أجبرت المواطنين على مغادرة منازلهم."
وأوضح في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "القصف أدى إلى تدمير منازل في أحياء الثورة غربي أم درمان، وانقطاع الكهرباء والمياه".
توسع الاشتباكات
ومع استمرار الحرب، تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع" بمدينة الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان، ما أدى إلى وفاة طفل وإصابة 18 آخرين في صفوف المدنيين.
وأفاد شهود عيان لـ"العين الإخبارية"، بأن قوات الدعم السريع دخلت إلى المدينة من الناحية الغربية الشمالية، وأن الجيش خرج من ناحية قسم الشرطة الغربي، ووقوع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وأكد الشهود، أن الاشتباكات العنيفة أسفرت عن مقتل طفل وإصابة 18 آخرين في صفوف المدنيين.
وحسب الشهود، فإن المدينة شهدت انقطاعا في الكهرباء والمياه، وأن الوضع في المستشفى مأساوي جراء نقص الإمداد الدوائي والطواقم الطبية.
وتشهد مدينة الأبيض منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، التي تحاول السيطرة على مطار المدينة، وقاعدة "شيكان" الجوية.
فتح المدارس
إلى ذلك، وجه مجلس الوزراء السوداني، مساء السبت، بفتح الجامعات واستئناف الدراسة في جميع المدارس بالولايات التي تتيح ظروفها الأمنية ذلك.
وذكر بيان رسمي صادر عن المجلس، أن "القرار حدد وفقا للتوجيهات بأن تكون نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري أقصى موعد لاستئناف الدراسة".
وتعطلت الدراسة في الخرطوم وعدة ولايات أخرى إثر اندلاع المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وفي 13 أغسطس/ آب الماضي، أصدر وزير التربية والتعليم محمود سر الختم الحوري، قرارا بإلغاء امتحانات النقل لمراحل التعليم "الابتدائي والمتوسط والثانوي" في جميع الولايات المتأثرة بالحرب.
وتأثرت 104 من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة والمراكز البحثية، كما تضرر مقر رئاسة وزارة التعليم العالي بالخرطوم باشتعال النار في عدد من طوابقها، بحسب وزارة التعليم العالي.
وتشهد حوالي 9 ولايات سودانية اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" وهي الخرطوم وولايات دارفور (5 ولايات) وكردفان (3 ولايات).
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلَّفت أكثر من 5 آلاف قتيل، وما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4yMjkg جزيرة ام اند امز