السودان.. «الدعم السريع» تسيطر على «المالحة» والجيش بالقصر الجمهوري

تتسارع التطورات الميدانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتعيد المعارك رسم خريطة السيطرة في بلد ما زال يكتوي بنار الحرب.
فبينما أعلنت قوات "الدعم السريع" فرض سيطرتها على بلدة المالحة بولاية دارفور، ذكر الجيش أن قواته "دخلت القصر الجمهوري" في الخرطوم، في مشهد يعكس احتدام المعركة على رموز السيادة والنفوذ.
وقالت "الدعم السريع" إنها سيطرت على منطقة المالحة شمال دارفور، بما في ذلك المعسكر الرئيسي للجيش بالولاية.
وفي بيان سابق، ذكر الناطق الرسمي باسم القوات أن المعركة أسفرت عن الاستيلاء على كميات كبيرة من المركبات القتالية والأسلحة والذخائر، إلى جانب تكبيد الجيش والقوات المشتركة خسائر تجاوزت 380 قتيلا.
وتعد المالحة منطقة استراتيجية تربط بين شمال دارفور والحدود الليبية، ما يمنحها أهمية عسكرية ولوجستية.
ومنذ أشهر، تشهد ولاية شمال دارفور مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، في إطار الصراع المستمر بين الطرفين منذ اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023.
مفاتيح القصر
واليوم الجمعة، أعلن الجيش السوداني استعادة القصر الجمهوري في الخرطوم.
وقال الناطق باسمه في بيان نشره عبر موقع فيسبوك، إن القوات سيطرت على مناطق وسط العاصمة والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري.
وأضاف أن قوات الجيش استولت على كميات كبيرة من معدات وأسلحة للدعم السريع.
و"الدعم السريع" تنفي
لكن الدعم السريع، نفت ذلك لاحقا، مشيرة إلى أنها ماتزال موجودة في محيط القصر الرئاسي، قائلة إن "المعركة مع الجيش السوداني لم تنته بعد".
وذكرت في بيان "نؤكد أن معركة القصر الجمهوري لم تنته بعد، وأن قواتنا ما زالت موجودة في محيط المنطقة، تقاتل بكل شجاعة وإصرار من أجل تحرير جميع المواقع التي احتلها دواعش الحركة الإسلامية وصولا إلى تحرير كامل الوطن".
ومساء الخميس، أفاد مصدر عسكري سوداني وكالة فرانس برس، أن الجيش شارف على استعادة السيطرة على القصر الجمهوري، وأصبح على مسافة نصف كيلومتر منه.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول التحدث إلى الإعلام، أن "الجيش دمر رتلا من 30 عربة لمليشيا الدعم السريع كانت تحاول الانسحاب جنوبا".
وخلال الأيام الأخيرة، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في محاولة من الجيش لاستعادة السيطرة على القصر.
وكانت قوات "الدعم السريع" قد سيطرت على القصر في الأيام الأولى للحرب في أبريل/ نيسان 2023.
وتأتي المعركة لاستعادة القصر الجمهوري في إطار احتدام الاشتباكات بين الطرفين لإحكام السيطرة على العاصمة الخرطوم، التي استولت قوات الدعم السريع على مساحات منها في بداية الحرب.
وكان الجيش السوداني حرّك، يوم الإثنين، كتائب من المنطقة الجنوبية لتنضم للقوات المتواجدة في وسط الخرطوم من أجل إحراز المزيد من التقدم ضد قوات الدعم السريع.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، سمع صحافيو فرانس برس دوي انفجارات عنيفة وشهدوا تبادلا كثيفا لإطلاق النار بين طرفي الحرب في أنحاء العاصمة.
وتستمر الحرب بين قائد الجيش السوداني ونائبه السابق، حميدتي، منذ قرابة العامين، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى، كما تسببت في نزوح أكثر من 12 مليون شخص، بينما يواجه أكثر من مئة ألف شخص خطر المجاعة، بحسب الأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQuNjQuMTAyIA== جزيرة ام اند امز