الصحفية السودانية مديحة عبدالله: الأمومة تجربة جميلة لكنها شاقة
على الجانب المهني، تعد مديحة عبدالله هي أول صحفية سودانية تترأس تحرير صحيفة الميدان، التي يصدرها الحزب الشيوعي السوداني.
أما على الجانب الإنساني، فقد واجهت مديحة صعابا كثيرة، منها فقدها لزوجها في بداية حياتهما الزوجية، ومع ذلك تفرغت لتربية ولديها أحمد ومازن، وكرست حياتها لهما.
وأجرت "العين الإخبارية" حوار مع الصحفية والإعلامية السودانية مديحة عبدالله لتروي تفاصيل مشوارها الإعلامي.
من تكون مديحة عبدالله؟
هي امرأة سودانية صحفية عاشقة للوطن.
أين تلقيت تعليمك؟
ولدت في منطقة بري اللاماب، التي اشتهرت بقيادة حراك ثورة ديسمبر/كانون الأول المجيدة، وتلقيت تعليمي الابتدائي والثانوي العام بمدارس البراري، ثم المرحلة الثانوية بمدرسة الخرطوم، ومنها إلى جامعة أم درمان الإسلامية للحصول على درجة البكالوريوس تخصص صحافة وإعلام عام 1980، بعدها الدبلوم العالي من جامعة الخرطوم.
منذ طفولتي كنت أميل للقراءة والاطلاع، وعندما كبرت قررت دراسة الإعلام، خاصة أنني كنت معجبة بعدد من الصحفيات، منهن الأستاذة آمال عباس، وفاطمة أحمد إبراهيم.
كيف جاء بداية عملك في الصحافة؟
البداية كانت فى صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني عام 1985، لأنني أنتمي لذلك الحزب، وطبيعي بعد التخرج انضم لكادر العمل بها.
هل كان زواجك تقليديا أم نتاج قصة حب؟
الزواج كان في 9 يونيو/حزيران 1986، عن قصة حب، وكان زوجي زميلا لي في الدراسة وفي الحزب الشيوعي.
هل كان زوجك يعمل في الصحيفة نفسها؟
لا، كان يعمل بصحيفة الأيام السودانية فترة، لكن لاعتبارات سياسية التحق بالعمل الإداري ثم الحكم المحلي.
متى كانت الوفاة؟
عام 1993 إثر حادث حركة في طريق مدني وسط السودان، وهي مدينة أسرته.
وكيف واجهت الصعاب بعد وفاة زوجك وأنت أما لطفلين في ذلك الوقت؟
كانت حياة شاقة، خاصة مع إغلاق معظم الصحف عقب انقلاب نظام إخوان السودان، فكنت من ضمن أول المفصولين عقب تولي نظام المعزول البشير، وواجهت صعوبة اقتصادية في الحصول على فرص عمل.
لذلك عملت فى مجال التدريس لفترة، لكن كان لدي الإصرار على مواصلة العمل في مجال الصحافة، فواصلت الدراسة ثم العمل في أقسام الإعلام في الكلية التكنولوجية بجامعة الخرطوم وكلية الخرطوم التطبيقية، وأيضا راسلت صحيفة الاتحاد الإماراتية عام 1994 ومكاتب إعلام متخصصة في نفس الوقت.
كيف كانت حياتك بدون رجل يساعدك في تربية الأبناء؟
عملت منذ البداية على ترتيب حياتنا بحيث تسير الحياة كما نرغب. من المؤكد أن الحياة كانت ستكون أسهل وأجمل لو لم يرحل زوجي، فرحيله ترك فراغا كبيرا في حياتي وحياة الأبناء.
ما موقف والدتك من قرارك بعدم الزواج بعد وفاة زوجك؟
لم يكن هذا الموضوع يوما محل نقاش مع والدتي أو أحد أفراد أسرتي.
هل كان لها دور في دعمك؟
دعمتني وحظيت بدعم أسرتي والأصدقاء والصديقات، وهؤلاء أشعر تجاههم بالامتنان والحب، ولولاهم لما استطعت مواجهة وحل الكثير من الصعوبات.
أين وصل أولادك في التعليم؟
أبنائي الآن أصبحوا كبارا وعلى درجة عالية من الوعي والاستقلالية، أحمد حصل على درجة البكالوريوس في علوم الاتصال، ومازن يدرس الإعلام، تخصص إنتاج تلفزيوني في جامعة موسكو السنة النهائية.
بعد مرور هذه السنوات، هل شعرت بالندم على قرار ما؟
لم أندم على أي قرار اتخذته في حياتي، ربما لأن القرار يأخذ زمنه في عقلي قبل تنفيذه، كما شعرت بالندم على مواقف معينة بأنني لم أتعامل معها بالشكل المطلوب، خاصة حينما تكون مرتبطة بأشياء أسرية.
هل تعتقدين أن كتابات الصحفية الأم تختلف عن كتابات الصحفية غير المتزوجة؟
الكتابة الصحفية لا تتأثر بالوضع الاجتماعي إنما بالموقف من القضايا نفسها.
وهل أثرت تجربة الترمل على أدائك كصحفية؟
تجربة الترمل ألقت عليّ أعباء اجتماعية كثيرة، لكن رتبت نفسي وحياتي وزمني على تجاوز المصاعب.
كيف تنظرين إلى الأمهات في مناطق الحروب؟
هن بطلات بحق، لأنهن يواجهن خطر مصادرة حق حياة الأبناء والبنات، ويشكل ذلك قسوة فوق تحمل البشر، ويتحملن مسؤولية توفير الحماية من المخاطر والعنف، لذلك لا بد من تسليط الضوء على تجارب هؤلاء الأمهات العظيمات.
ما رسالتك لأمهات السودان في عيد الأم؟
أقول لهن إن الأمومة تجربة جميلة وشاقة في نفس الوقت، لكن علينا أن نعطي أنفسنا حقها في الحياة، أوصي الأمهات بأن يمنحن أنفسهن زمنا خاصا للقاء الصديقات والمرح في كل الظروف والأوقات، نجن نستحق كل ما هو جميل في الحياة.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA=
جزيرة ام اند امز