سياسيون سودانيون عن المعاهدة الإماراتية: نجاح دبلوماسي ودعم لفلسطين
المعاهدة تعد نجاحا جديدا للدبلوماسية الإماراتية وتعكس وعي القيادة بمصالح شعبها وبلدان المنطقة.
امتدح سياسيون سودانيون معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، ووصفوها بأنها خطوة جريئة تقود إلى السلام والاستقرار في المنطقة ودعم حقيقي للقضية الفلسطينية بتوسيعها لدائرة الحوار.
واعتبر هؤلاء السياسيون الذين تحدثوا للعين الإخبارية أن المعاهدة تعد نجاحا جديدا للدبلوماسية الإماراتية وتعكس وعي القيادة بمصالح شعبها وبلدان المنطقة.
وأكدوا على ضرورة أن تمضي الخرطوم قدما في إكمال معاهدة السلام مع إسرائيل أسوة بما فعلته الإمارات، لقناعتهم بأن هذا الطريق سيقود إلى الأمن والاستقرار، ويحقق مصالح اقتصادية وسياسية كبيرة لبلادهم.
شجاعة إماراتية
وأبدى السياسي السوداني، أبو القاسم محمد برطم، إعجابه الشديد بالخطوة التي وصفها بالشجاعة التي اتخذتها دولة الإمارات العربية، بتوقيعها على معاهدة سلام نادرة مع إسرائيل.
وقال برطم، خلال حديثه للعين الإخبارية: "ما فعلته الإمارات يعكس حرصها على مصالح مواطنيها، واستقرار المنطقة ورفعتها اقتصاديا، فهذا نهج حكيم يجب أن تتبعه كافة الدول العربية".
وأضاف: "أنا معجب بالنهج الدبلوماسي الذكي الذي تتبعه القيادة الرشيدة بالإمارات، مما يدعونا كسياسيين عرب للافتخار بهذه الدولة ونزجي لها الشكر والتقدير قيادة وشعبا".
وأشار إلى أن حكومة الفترة الانتقالية أضاعت فرصة كبيرة كانت ستحقق السلام بين السودان وإسرائيل، وهي لقاء رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا (فبراير/شباط الماضي)".
وتابع: "كان ينبغي تفعيل لقاءات سريعة وعلنية مع الجانب الإسرائيلي لتوقيع معاهدة سلام تنهي حالة العداء السائدة لأكثر من 6 عقود".
ودعا إلى "إجراء تقييم لفترة الستين عاما الماضية، ونتساءل عن الذي كسبناه من العداء لإسرائيل غير مزيد من التضييق الدولي على السودان وإدراجه في قائمة طويلة من العقوبات".
دعم القضية الفلسطينية
وعلى ذات المنحى، قال الأمين السياسي لحزب الأمة السوداني، مهدي بخيت، إن دولة الإمارات اتخذت خطوة جريئة حفظا لمصالح شعبها ودول المنطقة، وما تم داعم للقضية الفلسطينية وليس خصما عليها.
وأضاف مهدي خلال حديثه للعين الإخبارية: "المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية ستوسع من دائرة الحوار وهو ما يكون في صالح القضية الفلسطينية ويحقق الاستقرار عوضا عن العداء الذي لم يجلب غير الدماء وزعزعة الأمن".
وأكد على ضرورة أن "يسارع السودان في عقد معاهدة سلام مع إسرائيل تحقيقا لمصالح الشعب، دون التضحية بالقضية الفلسطينية أو التراجع عن الثوابت الوطنية".
علاقات سودانية إسرائيلية
بدوره، قال القيادي في الحزب الجمهوري، حيدر الصافي، إنه يأمل أن تبدأ بلاده علاقات مع إسرائيل قائمة على الندية وفي إطار تصحيح المصالح الشعبية.
وأضاف الصافي، خلال حديثه للعين الإخبارية: "يجب توسيع دائرة المشورة الشعبية والداخلية للخروج بموقف مشترك يحسم مسألة السلام مع إسرائيل، فهذا أفضل سبيل".
واعتبر أن محددات السلام بين السودان وإسرائيل تقف وفق تقديره، عند مصلحة الشعب والوطن، فأين ما وجدت ينبغي المضي قدما في هذا الاتجاه.
وعاش السودان الأسبوع الماضي تحت زخم السلام مع إسرائيل، وذلك عقب تصريحات نارية أطلقها المتحدث الرسمي للخارجية السودانية، حيدر بدوي، كشف خلالها اتصالات تجريها الخرطوم للسلام مع تل أبيب.
والخميس قبل الماضي، اتفق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي، على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
وفي أعقاب الاتصال، تم الإعلان عن "وقف إسرائيل خطة ضم أراض فلسطينية"، بناء على طلب ودعم من دولة الإمارات.
بجانب إيقاف خطة ضم الأراضي الفلسطينية تضمنت معاهدة السلام مواصلة الإمارات وإسرائيل جهودهما للتوصل لحل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية، والسماح لجميع المسلمين بأن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه.
ويعد التوصل إلى هذه المعاهدة -التي منعت إسرائيل من ضم غور الأردن والمستوطنات بالضفة الغربية وهو ما قدره الفلسطينيون بنحو 30% من مساحة الضفة- دليلا واضحا على حكمة الدبلوماسية الإماراتية.
وقوبل الإعلان عن معاهدة السلام بترحيب عربي دولي واسع، وهنأت دول عربية بينها مصر والأردن والبحرين وسلطنة عمان وموريتانيا، دولة الإمارات بالتوصل لهذا الاتفاق التاريخي.
وأشادت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا واليونان وكوسوفو وإيطاليا واليابان وبلجيكا وكندا والهند وكوريا الجنوبية، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس والعديد من الساسة والقادة والمسؤولين حول العالم بمعاهدة السلام، واصفين إياها بأنها خطوة تاريخية تعزز من تحقيق فرص السلام في الشرق الأوسط.