حقائق معاهدة السلام.. رسائل واضحة لمستقبل علاقة الإمارات وإسرائيل
خلال حوارية عن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية بالمجلس الأطلسي أعاد قرقاش التذكير بحقائق معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية.
منذ اللحظة الأولى لإزاحة الستار عن معاهدة السلام الثلاثية، أعطت الإمارات رسائل واضحة ترتبط بالحق الفلسطيني واستقرار الشرق الأوسط والتعاون الأمني والاقتصادي والتكنولوجي.
واليوم وخلال حوارية عبر فيديو كونفرانس عن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية بالمجلس الأطلسي (مؤسسة بحثية متخصصة بالشؤون الدولية)، أعاد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية التذكير بتلك الحقائق.
فبعد اتصال هاتفي ثلاثي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس الماضي، تقرر إيقاف قرار ضم أراض فلسطينية.
قرار رأت فيه الإمارات فرصة قوية لإيقاف خطر كبير كان يحدق بالدولة الفلسطينية المستقبلية، ويضرب بحلم حل الدولتين عرض الحائط، ويضيف مآساة جديدة للفلسطينيين.
لكن الرسالة الإماراتية الأوسع للفلسطينيين حملها قرقاش مجدداً بدعوته لهم بالاستمرار في التفاوض فـ"التغيرات على الأرض تؤثر على فرص السلام".
ولشهور عدة، كانت معطيات رسمية فلسطينية، تؤكد أن نحو 112 ألف فلسطيني يقيمون في القرى التي تنوي إسرائيل ضمها في إطار خطة الضم معرضون للخطر.
ويشمل مخطط الضم الإسرائيلي 43 قرية وبلدة فلسطينية لتسهيل ضم عشرات المستوطنات المعزولة بالضفة الغربية.
ولم تذهب الخطوة الإماراتية بعيداً عن التحركات الفلسطينية، ففي 30 يونيو/حزيران الماضي أبدت السلطة الفلسطينية استعدادها لإحياء المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين، وانفتاحها على إجراء تعديلات طفيفة على الحدود.
حقيقة أخرى تمسك بها الوزير قرقاش خلال الجلسة الحوارية بتأكيده أن طلب الإمارات شراء مقاتلات إف 35 من الولايات المتحدة عمره 6 سنوات أي أنه ليس مرتبطا بمعاهدة السلام مع إسرائيل.
وحاولت وسائل إعلام الربط بين تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي الأربعاء، عن رغبة الإمارات في شراء المقاتلات الشبحية التي تسخدمها إسرائيل بالفعل وتوقيت الإعلان عن معاهدة السلام.
وعادة ما يستغرق التفاوض على بيع المقاتلات إف 35 وتسليمها سنوات، فبولندا، أحدث عميل لتلك المقاتلات، اشترت 32 طائرة لكنها لن تتسلم أولى الدفعات قبل عام 2024.
وتوقف قرقاش كذلك أمام الملف الإيراني، حيث أكد وجود خلافات عميقة مع طهران لكن الإمارات تريد حلها بالحوار، مضيفا: "معاهدة السلام مع إسرائيل ليست ضد طهران".
وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي طالب إيران بالاعتراف بأن سياستها في الـ15 عاما الأخيرة أحدثت صدعا في علاقاتها مع دول الخليج.
والأحد 16 أغسطس/آب الماضي، استدعت الخارجية الإماراتية، القائم بالأعمال في سفارة إيران بأبوظبي إلى ديوان عام الوزارة، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على خلفية تهديدات تضمنها خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني عقب الإعلان عن معاهدة السلام.
أما مستقبل العلاقات الإماراتية الإسرائيلية فيتبنى بوضوح التعاون في مجالات الزراعة وصناعة الدواء والأمن الغذائي بين بلدين هما الأكثر تقدما تكنولوجيا في الشرق الأوسط.
وقد سبق وعلق نتنياهو على ذلك، بقوله: "إسرائيل والإمارات اثنان من أكثر الاقتصادات تقدما في العالم ودولتان من أكثر الدول اعتدالاً، وتجمعهما أهدافا مشتركة".
والخميس الماضي، اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات في اتصال هاتفي على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين الإمارات وإسرائيل.
وبحسب بيان ثلاثي مشترك، فإن من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة.
ومنذ الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، توالت ردود الفعل الدولية المرحبة بالخطوة، التي وصفتها بـ"الشجاعة"، وجددت الآمال في استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بعد جمود دام 6 سنوات.
aXA6IDE4LjExNy43OC4yMTUg جزيرة ام اند امز