تحويل بعض السفن من قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح
قررت مجموعة شحن الحاويات سي.إم.أيه سي.جيه.إم، تحويل مسار بعض السفن لتدور حول رأس الرجاء الصالح بسبب تعليق حركة المرور في قناة السويس.
وقالت الشركة التي مقرها فرنسا في تحديث على الإنترنت إنه سيتم مبدئيا تحويل مسار سفينتين.
وأضافت أنها تدرس أيضا طرقا بحرية أو سكك حديدية أو جوية بديلة للبضائع التي لم يتم تحميلها بعد.
ويقع رأس الرجاء الصالح جنوب غرب دولة جنوب أفريقيا، وهو يبعد 140 كيلومترا عن مدينة كيب تاون و 2.3 كيلومتر عن كيب بوينت.
في الوقت نفسه، سلطت صحيفة "جازيتا" الروسية الضوء على أزمة تعطل الملاحة عبر قناة السويس، التي تعد أحد أهم شريان التجارة في العالم، وتأثير الأزمة على التجارة العالمية وأسواق النفط.
ووفقا لتقرير الصحيفة فإن تكلفة الشحن البحري قد قفزت بشكل كبير بسبب ازدحام سفن الشحن أمام قناة السويس بعد تعطل الملاحة بسبب جنوح سفينة حاوية في القناة.
وتعطل الملاحة عبر القناة يكلف التجارة العالمية قرابة 400 مليون دولار في الساعة ما يعادل نحو 6.66 مليون دولار في الدقيقة، ومع تعطل الملاحة ارتفع سعر شحن الحاوية الواحدة من الصين إلى أوروبا إلى 8000 دولار، ما يساوي 4 أضعاف السعر الذي كان العام الماضي.
في الوقت الذي تتواصل فيه محاولات تعويم سفينة الحاويات العالقة بقناة السويس، يهدد خطر القراصنة نحو 200 سفينة.
وصباح الثلاثاء الماضي، جنحت سفينة الحاويات "إم في إيفر جيفن" في الناحية الجنوبية للقناة، قرب مدينة السويس، ويبلغ طول السفينة التي كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن.
ومع تعليق الملاحة بالقناة اعتقد البعض أن المشكلة الأبرز ستكون التأخر في تسليم البضائع حول العالم، أو ارتفاع تكلفة الشحن، بعد أن وجهت شركات شحن إلى سلوك المسار القديم، إلى رأس الرجاء الصالح، الذي يضيف 10 آلاف كيلومتر إضافية على الرحلة.
وارتفع عدد السفن المنتظرة عبور المجرى الملاحي إلى 293 سفينة حتى مساء الجمعة، وما زال العدد مرشحا للزيادة في ظل استقبال القناة في حدود 50 سفينة في المتوسط يوميا.
أزمة القرصنة
لكن الآن باتت تلوح في الأفق مشكلة أشد خطورة وهي القراصنة، حيث إن تلافي هذه المشكلة يعتمد على سرعة إعادة فتح قناة السويس.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن أكثر من 200 سفينة بدأت في إعادة توجيه مسارها نحو أفريقيا، وهو ما يعرضها لهجمات قراصنة البحار.
ويقول كبير المحللين في شركة الشحن العملاقة "بيمكو"، بيتر ساند، إن السفن يمكن أن تبحر إلى موانئ قريبة من قناة السويس مثل جيبوتي، لكن لشرق أفريقيا تاريخ من القرصنة.
وأضاف أن هناك ارتفاعا كبيرا في عمليات الخطف البحرية في تلك المنطقة في الآونة الأخيرة، وفي الأشهر الماضية، تصاعدت عمليات القرصنة ضد السفن في خليج غينيا، غربي القارة الأفريقية.
ومن بين تلك العمليات، خطف زورق صيني وناقلة نفط محملة بالوقود تعمل لصالح شركة "توتال" الفرنسية مع طاقميهما.
ويقول مراقبون إن خليج غينيا بات مركزا عالميا لقرصنة السفن، وقد يجد القراصنة في تحول حركة السفن التجارية إلى مناطق قريبة منهم فرصة لاستهدافها.
وقال أحد خبراء الأمن البحري إنه إذا أرادت سفن استئجار حراسة خاصة، فذلك سيكلفها بين 5 إلى 10 آلاف دولار لكل سفينة، مع أخذ المسافة في الاعتبار.
وأضاف أن البيانات تظهر أن نحو ثلث السفن العالقة هي عبارة عن ناقلات تحمل سلعا غير معبأة مثل الحبوب وخام الحديد، وربع السفن تحمل حاويات و15% عبارة عن ناقلات النفط.
تصريحات متفائلة
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، السبت، سنعمل على مدار الساعة لعبور السفن بمجرد إعادة تعويم السفينة الجانحة.
في الوقت نفسه، أكد رئيس الهيئة، في أول مؤتمر صحفي للحديث عن جهود تعويم السفينة، لا يمكن تحديد موعد تعويم السفينة الجانحة، مضيفا "تلقينا عروضا للمساعدة في تعويم السفينة الجانحة من الإمارات والولايات المتحدة والصين واليونان".
وتابع "لا نعتقد أن تقوم خطوط ملاحية بتغيير مساراتها بعيدا عن القناة، وعبور السفن من طريق رأس الرجاء الصالح غير آمن وأكثر تكلفة".
وأكد رئيس هيئة قناة السويس أن القناة تولي اهتماما كبيرا بعملائها، مضيفا "سنتعامل مع التعويضات المالية بعد التحقيق في أسباب جنوح السفينة".
وأضاف "لا نعتقد أن حادث جنوح السفينة متعمد، وننتظر نتائج التحقيقات، وقد يكون سبب جنوح السفينة خطأ فنيا أو بشريا".
البرلمان العربي
ومن جانبه أكد البرلمان العربي دعمه ومساندته للجهود المصرية لعودة حركة الملاحة عبر قناة السويس بعد حادث جنوح السفينة.
كما أكد البرلمان ثقته في كافة الإجراءات التي تتخذها مصر والإمكانيات المتوفرة لديها وقدرتها على مواجهة هذا الحدث الاستثنائي وحرصها على إعادة حركة الملاحة في قناة السويس بإعتبارها الممر التجاري الذي يهم العالم كله .