خسارة بالخارج وعنف بالداخل.. تقرير يرصد معاناة المرأة مع "كوفيد –19"
كشف تقرير للمفوضية الأوروبية تأثيرات سلبية لجائحة كوفيد -19 على المرأة حول العالم.
وقبل ساعات من يوم المرأة العالمي، نشر الموقع الإلكتروني للمفوضية الأوروبية التقرير، والذي يظهر أن العنف المنزلي الذي تعرضت له المرأة داخل بيتها، والخسارة في العديد من القطاعات خارج المنزل، أدى إلى تفاقم عدم المساواة القائمة بين النساء والرجال في جميع مجالات الحياة تقريبًا، ما أدى إلى تراجع الإنجازات التي تحققت بشق الأنفس في السنوات الماضية.
وسجلت الدول الأعضاء زيادة في العنف المنزلي، فعلى سبيل المثال، زاد عدد التقارير عن العنف المنزلي في فرنسا بنسبة 32٪ خلال الأسبوع الأول من الإغلاق بسبب الجائحة، في ليتوانيا بنسبة 20٪ في الأسابيع الـ3 الأولى.
وشهدت أيرلندا زيادة بمقدار 5 أضعاف في العنف المنزلي، وأفادت السلطات الإسبانية بزيادة بنسبة 18٪ في المكالمات التي تتعلق بالعنف خلال الأسبوعين الأولين من الإغلاق.
وكانت النساء في الخطوط الأمامية للتصدي للوباء، حيث إن 76٪ من العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية، و86٪ من العاملين في مجال الرعاية الشخصية في الخدمات الصحية كن من النساء.
وشهدت النساء في هذه القطاعات ارتفاعًا غير مسبوق في عبء العمل والمخاطر الصحية والتحديات التي تواجه التوازن بين العمل والحياة.
وتضررت النساء في سوق العمل بشدة من الوباء، فالمرأة ممثلة تمثيلا زائدا في القطاعات الأكثر تضررا من الأزمة (البيع بالتجزئة والضيافة والرعاية والعمل المنزلي)، لأن هذه الوظائف لا يمكن القيام بها عن بعد.
كما واجهت النساء المزيد من الصعوبات في العودة إلى سوق العمل خلال فترة الانتعاش الجزئي الصيف الماضي 2020 حيث ارتفعت معدلات التوظيف بنسبة 1.4٪ للرجال ولكن بنسبة 0.8٪ فقط للنساء بين الربعين الثاني والثالث 2020.
وكان لعمليات الإغلاق التأثير الكبير على الرعاية غير مدفوعة الأجر والتوازن بين العمل والحياة، حيث تقضي النساء، في المتوسط، 62 ساعة في الأسبوع في رعاية الأطفال (مقارنة بـ 36 ساعة للرجال) و23 ساعة خلال الأسبوع في القيام بالأعمال المنزلية (15 ساعة للرجال).
وتعلق نائبة رئيس المفوضية الأوروبية للقيم والشفافية، فيرا جوروفا، على التقرير بقولها إن "النساء في الخطوط الأمامية للوباء ويتأثرن أكثر به، ولا يمكننا تحمل الانزلاق إلى الوراء، حيث يجب أن نواصل الضغط من أجل العدالة والمساواة، ولهذا السبب وضع الاتحاد الأوروبي المرأة في قلب التعافي وألزم الدول الأعضاء بتضمين المساواة بين الجنسين في الاستثمارات الممولة من مرفق التعافي والقدرة على الصمود".
وأضافت مفوضة شؤون المساواة، هيلينا دالي: "رغم التأثير غير المتناسب على حياة المرأة بسبب أزمة فيروس كورونا، فإننا بحاجة إلى استغلال هذا الوضع كفرصة، فنحن مصممون على تعزيز جهودنا ومواصلة التقدم وعدم السماح برد فعل عنيف على جميع مكاسب المساواة بين الجنسين التي تم تحقيقها".