«المسيرات الانتحارية» تضرب شمال السودان.. ومطار «مروي» الهدف
تمضي حرب 15 أبريل/نيسان في السودان، من سيئ إلى أسوأ، بسيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات، توسعت مؤخرا لتصل إلى مدن الشمال.
ووصلت الطائرات المسيرة الانتحارية مرة أخرى إلى المطارات البعيدة؛ رغم الجهود والإقليمية والدولية من أجل جلوس طرفي النزاع للحل التفاوضي.
- أزمة السودان.. تصعيد «كارثي» يحرك تحذيرا أمميا من «القتل الجماعي»
- الحرب تتمدد برا وجوا.. القتال على «مدى الدرونز» في السودان
وأعلن الجيش السوداني، صباح السبت، استهداف مطار مدينة "مروي" شمالي السودان، بـ3 مسيرات انتحارية.
وذكرت قيادة الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش بمدينة مروي، في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية": "قامت قوات الدعم السريع في الساعة الرابعة صباحا (بالتوقيت المحلي) باستهداف مطار مروي بعدد 3 مسيرات انتحارية وتصدت لها المضادات الأرضية بنجاح وتم إسقاطها دون خسائر في الأرواح والمعدات."
ولم يصدر تعليق فوري من "قوات الدعم" حول استهداف مطار مدينة مروي.
والمسيرة أو الطائرة دون طيار هي طائرة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقا لطريق تسلكه، في الغالب تحمل حمولة لأداء مهام بعينها، كأجهزة التصوير أو حتى القذائف.
استهداف متكرر
وفي 25 أبريل/نيسان الجاري، أعلنت الفرقة 19 مشاة بمدينة مروي شمالي السودان "رصد 3 طائرات مسيرة صغيرة تحلق على ارتفاعات عالية من اتجاه الغرب للشرق بواسطة ارتكاز قواتها بمنطقة أم بكول، على مسافة 70 كيلومترا جنوب المدينة".
وخلال الشهر الجاري، كثفت طائرات مسيرة من هجماتها على مواقع عسكرية في كل من القضارف في شرق السودان، علاوة على عطبرة وشندي بولاية نهر النيل شمالي البلاد.
ومنذ فترة تتحدث قوات الدعم السريع عن الوصول إلى مدن شندي وعطبرة وسنار وبورتسودان، واستهداف مواقع الجيش السوداني، في إطار تبادل التهديدات والتصريحات بين الطرفين المتحاربين.
وتعتبر ولايات الشمالية ونهر النيل (شمال) وكسلا والقضارف وبورتسودان (شرق) من المناطق الأكثر نشاطا في تجنيد العناصر الشعبية في حملة "المقاومة الشعبية" المرتبطة بالحركات الإسلاموية، وتأسست لقتال ومواجهة قوات "الدعم السريع".
أهمية مدينة مروي
ومروي مدينة سودانية تقع في الجزء الشمالي، وهي تختلف عن مدينة مروي القديمة التي يوجد بها أهرامات البجراوية.
واشتهرت المدينة عندما قررت الحكومة تشييد خزان مروي الضخم هناك في الألفية الجديدة.
ومروي هي المدينة التي تمثل حاضرة أهل السودان القدماء في منطقة الشمال وتربط بين السودان وجنوب منطقة النوبة.
وتعد أرضا لمختلف القبائل السودانية وأهمها الشايقية الذين يعتبرون السكان الأصليين لها ثم الرباطاب والدناقلة والمحس وغيرهم من القبائل العربية التي سكنت المنطقة ولا تزال حتى اليوم.
وتقول الأمم المتحدة إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء. وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا.
كما انهار النظام الصحي بشكل شبه كامل في السودان. وتقدر الخرطوم الخسائر في هذا القطاع بقرابة 11 مليار دولار.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 14 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg
جزيرة ام اند امز