الدكتور سلطان الجابر: حان الوقت لجعل الطاقة عظيمة مرة أخرى

قال الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، الرئيس التنفيذي لشركة "XRG"، إن الطاقة لطالما كانت العمود الفقري للاقتصاد العالمي.
حديث الجابر لصحيفة فايننشال تايمز جاء على هامش أسبوع سيرا، وهو مؤتمر ضخم للطاقة في تكساس بالولايات المتحدة.
أشار الدكتور الجابر الذي وصفته الصحيفة بالمهيب، إلى خطاب وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت وقال: "مع خطاب رايت، بدأت أرى ما كنا نحاول تحقيقه بالفعل: واقعية الطاقة.. وبدلًا من محاولة الحد من استهلاك الطاقة، ينبغي على قادة العالم الاعتراف بحق الدول النامية في الحصول على طاقة بأسعار معقولة".
- سلطان الجابر: الإمارات تنتج النفط الأقل انبعاثا للكربون في العالم
- سلطان الجابر في أسبوع «سيرا».. لقاءات من أجل المستقبل العالمي للطاقة
يقول الدكتور الجابر إن هذا هو سبب قبوله خوض غمار تجربة قيادة محادثات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28). حيث عملت دولة الإمارات على قيادة الدفة لأنه بعد أكثر من ربع قرن، لم تُحرز المحادثات تقدمًا يُذكر.
تابع قائلًا: "شركات النفط والغاز، التي سيكون سلوكها أساسيًا في الحد من انبعاثات الكربون في العالم، لم تكن حاضرة على الطاولة".
أضاف: "مؤتمر الأطراف كان بحاجة إلى تصحيح مساره لأن الناس كانوا غير واقعيين. بالإضافة إلى ذلك، لم يحدث أي تقدم حقيقي. كان كل شيء يدور في حلقة مفرغة". ويشير د. الجابر أنه بدلاً من ذلك، أراد استخدام علاقاته في صناعة النفط لجعل "قطاع الطاقة جزءًا من الحل".
في الإمارات العربية المتحدة، التي تسعى لتنويع اقتصادها يتأكد د. الجابر من استمرار ضخ الأموال في مجموعة القطاعات التي يشرف عليها، مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي. وهو وزير الصناعة والتكنولوجيا في الإمارات الذي بات أحد أشهر الوجوه العالمية منذ مؤتمر المناخ COP28.
اعتزاز الدكتور سلطان الجابر
يقول د. الجابر، إنه فخور بانتمائه إلى الطبقة المتوسطة، إذ كان والده يعمل في العقارات والتجارة، بينما كانت والدته تُدرس اللغة العربية ثم كانت مديرة جامعية.
يعد الدكتور سلطان الجابر هو الأكبر بين 5 إخوة من ذوي الإنجازات العالية؛ فشقيقاه هما سفيرا دولة الإمارات العربية المتحدة لدى روسيا وبلغاريا، وإحدى شقيقاته طبيبة تُدير مركز السكري في إمبريال كوليدج في أبوظبي، والأخرى تعمل في شركة توازن، التي تُساعد في إدارة قطاع الدفاع في الإمارات العربية المتحدة. كما أن د. الجابر حاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال والاقتصاد من جامعة كوفنتري في المملكة المتحدة.
كتب د. الجابر رسالة الدكتوراه الخاصة به عن كيفية جذب الإمارات للاستثمار الأجنبي، التي يمكن وصفها إلى الآن بأنها يمكن أن تكون تمهيدا لرؤية الإمارات في جذب الاستثمارات.
يعقب د. الجابر على رسالته للدكتوراه، "هل توقعت ذلك؟ ليس بهذا الشكل"، قبل أن يضيف بسلاسة أن دولة الإمارات العربية المتحدة منفتحة دائماً على العلاقات وبناء الجسور. ويضيف: "هذا ما ساعد الإمارات، إنه فن الشراكة.. نحن مجتمع منفتح للغاية".
أثناء دراسته للدكتوراه، تزوج د. الجابر، ولديه اليوم 4 أبناء تتراوح أعمارهم بين 9 و17 عاماً.
الدكتور الجابر، قبل أن يصبح شخصية بارزة في صناعة النفط، عمل لـ9 سنوات رئيسًا تنفيذيًا لشركة مصدر، التي كانت في الأصل جهدًا من مبادلة لإعادة توجيه بعض ثروة الإمارات النفطية إلى طاقة متجددة، وهي اليوم واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28)، نقلت مبادلة ما يقرب من ربع شركة مصدر إلى أدنوك، ما منح الشركة النفطية، مزيدًا من العمل بمصادر الطاقة المتجددة مقارنةً بنظيراتها الأوروبية شل وبي بي.
رُقّي د. الجابر لإدارة جميع مصالح مبادلة في مجال الطاقة، قبل أن يُعيّن رئيسًا تنفيذيًا لأدنوك قبل 9 سنوات. عندما طُلب منه إحداث نقلة نوعية في عملاق الدولة الإماراتية، سرعان ما اكتسب سمعة طيبة كشخصية مجتهدة ونشيطة في آن واحد.
يقول: "أُعتبر شخصًا صارمًا. عملت على ضبط الميزانيات، أي خطوة تتخذها في أدنوك، أو أي إجراء تتخذه، له تأثير مضاعف على مجتمعنا واقتصادنا. كان عليّ أن أُحسب كل شيء قبل اتخاذ أي قرار".
اهتمامات الدكتور سلطان الجابر
يقود د. الجابر إنه يُشاهد مباريات كرة القدم، وهو يقوم مهام متعددة في آنٍ واحد. قال: "أعمل طوال الوقت. لكن هذا لا يمنعني من وضع جهاز iPad بجانبي على وضع كتم الصوت، لأتمكن من إلقاء نظرة سريعة على الشاشة من حين لآخر".
دفعه شغفه بتعدد المهام إلى البدء في السفر حول العالم في السنوات التي سبقت مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين "للحصول على فهم عميق" لتغير المناخ.
قال: "كان عليّ أن أفعل ذلك. كنت أعلم أنه إذا تمكنا من استضافة العالم، وتحقيق بعض التقدم، وإدخال الواقعية في هذه العملية برمتها، فسيتم تذكر ذلك دائمًا".
لكن بعد جولة لاحقة من مفاوضات مؤتمر الأطراف في باكو، وفي ظل التغيير الذي طرأ في العامين الماضيين، يتحول تركيز العالم من التعامل مع تغير المناخ إلى ضمان تأمين إمدادات الطاقة وبأسعار معقولة.
ويؤكد الدكتور سلطان الجابر أن الاتفاق الذي تمخض عنه مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في الإمارات لا يزال أداةً مفيدة، إذ يصف د. الجابر نفسه بأنه "واقعي مناخيًا... أرى أن الطاقة ضرورية وعامل تمكين لازدهارنا ونمونا الاقتصادي".
ويقول إن مشكلة الاحتباس الحراري ستُحل، ليس بتقييد استخدام الطاقة، بل بالسياسات والتكنولوجيا وإدارة السلوك. وأشار إلى أن وطنه الإمارات، سيتأثر بتغير المناخ قبل أوروبا، "نعم، لكن لا يمكننا أن نعلق كل شيء على المناخ، علينا أن نفكر في التنمية العالمية"
وقال د. الجابر في القاعة الرئيسية في أسبوع سيرا: "لقد حان الوقت لجعل الطاقة عظيمة مرة أخرى".
aXA6IDUyLjE1LjU3LjIwMyA= جزيرة ام اند امز